الدمشقيون يتحدون الأمطار ويمارسون طقوسهم المحببة يوم العطلة في مراكز التسوق والأماكن المغلقة

دمشق-سانا

رغم حلول فصل الشتاء البارد وعواصفه التي بدأت تلوح بالأفق لم يتوان الدمشقيون عن ممارسة طقوسهم المحببة التي ورثوها عبر مئات السنين في يوم العطلة والخروج من المنازل متخذين من مراكز التسوق والأماكن المغلقة بديلا عن الأماكن المفتوحة لقضاء أجمل الأوقات مع العائلة.

ففي أحد مراكز التسوق القريبة من دمشق المشهد ينطق دون الحاجة للكلام، حيث العائلات تتدفق بوتيرة كبيرة رغم الأمطار التي تتساقط في الخارج وضحكات الأطفال وفرحهم وصوت إلقاء التحية بين الاهل والاصدقاء يضفي على المكان بطوابقه الثلاثة نكهة ممزوجة بالفرح والشوق معا.

تقول تغريد: “إن برودة الطقس والأمطار المتساقطة في الخارج لم تمنعها من الخروج من المنزل والمجيء مع زوجها وأطفالها والأقارب للاستمتاع معا في يوم العطلة حيث الأولاد يلعبون ويستمتعون وهي تقوم بشراء حاجياتها والجلوس في احد مطاعم المركز والاستمتاع من وراء النوافذ الزجاجية بمنظر المطر وهو يعانق أرض دمشق”.

وتتابع تغريد: إن السوريين يملكون ارادة الحياة رغم كل الظروف التي تمر بها سورية وهم قادرون بفضل المحبة المتبادلة فيما بينهم وتجذرهم بأرضهم وعشقهم لها على متابعة حياتهم الطبيعية غير مكترثين ببرد الشتاء أو حر الصيف أو الممارسات الاجرامية التي تقوم بها المجموعات الارهابية المسلحة لاستهداف
أمنهم وأمانهم.

من جهته يقول سامي: إن برودة الطقس لم تثنه عن المجيء وقطع مسافة لا بأس بها للاستمتاع مع عائلته بأجواء الشتاء مع الناس معتبرا أن ما يدخل السعادة لقلبه هو الجلوس في احدى زوايا المطعم في المركز ومراقبة دمشق وهي تتزين بحبات المطر ورؤية معالمها الرائعة.

وتوافقه الرأي أم أنس وهي في السبعين من عمرها التي تشير إلى أنها تأتي مع أولادها بهدف تمضية الاوقات معا يوم العطلة ويختارون في الشتاء الأماكن المغلقة ملاذا لهم وهي تحرص الا ينقطع أولادها عن عادة اللقاء معا يوم الجمعة رغم كل الظروف حتى تبقى جسور المحبة والتواصل قائمة فيما بينهم لا
يفرقها لا المطر ولا أي شيء آخر.

من جهته أعرب الطفل قصي عن فرحته بلقاء أولاد عمه واللعب معهم وبجمل قصيرة حتى لا يفوته دوره في اللعب أمام هذا الازدحام.

وقال:انتظر بعد اسبوع من الدراسة المجيء يوم العطلة مع اهلي وأقربائي واللعب معهم.. وبطفولة بريئة يتمتم: أنا أحب سورية وأتمنى أن يعيش الأطفال بسلام وامان فيها وأن يرحل الارهابيون عنها وأن يهطل المطر فيها بقوة حتى ينبت الزرع ونشرب الماء.

بدوره يقول يحيى عامل في المركز: لايوجد شيء أروع من منظر سماء دمشق وهي ملبدة بالغيوم وشوارعها وأشجارها مبللة بالمطر ومراقبة الناس يسرعون للدخول الى داخل المركز حتى لا يتبللون بالمطر والفرح يفرش تفاصيلهم ويروي قصة لا تنتهي عن حب السوريين للشتاء وانسجامهم مع كل تفاصيله وتعلقهم بعاداتهم وبصلة الرحم والتآخي فيما بينهم.

هكذا هم السوريون لا يمنعهم برد الشتاء ومطره أو أي شيء آخر عن متعة اللقاء والجريان في شرايين مدنهم يضخون الحياة والأمل فيها يرفعون قلوبهم نحو السماء بالأمنيات ليمنحهم المطر الوفير السلام والأمان لتعود سورية كما كانت وأفضل.

مي عثمان