تفاوت طبقي واقتصاد غير مستقر.. إرث أسود يتركه ترامب للأمريكيين

دمشق-سانا

النتائج السلبية لسياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الصعيدين السياسي والاقتصادي بدأت تنعكس بشكل واضح على المجتمع الأمريكي مع إعلان عشرات الشركات الأمريكية إفلاسها على مدى العامين الماضيين واتساع فجوة التفاوت الطبقي على نحو غير مسبوق ليضاف إلى ذلك ارتفاع نسبة عدم المساواة في الدخل إلى أعلى مستوى منذ 50 عاما بحسب بيانات اقتصادية جديدة.

بيانات وردت هذا الأسبوع في تقرير لمؤشر جيني المستخدم في قياس التفاوت في توزيع الدخل بالعالم ونشرها موقع إن بي آر الأمريكي أوضحت أن نسبة عدم المساواة في الدخل الأمريكي ارتفعت من 482ر0 بالمئة عام 2017 إلى 485ر0 بالمئة العام الماضي وهي زيادة كبيرة بحسب معايير المؤشر المعتمدة.

الزيادة في المؤشر وإن كانت تدل على شيء فإنها تكشف بشكل واضح اتساع رقعة التفاوت الطبقي في الولايات المتحدة بسبب السياسات الفاشلة التي يتبعها ترامب منذ وصوله إلى البيت الأبيض عام 2017 وركز فيها بشكل أساسي على تحقيق أهدافه الشخصية وتوسيع ثروته أولا فدأب على سن تشريعات وإجازة قوانين تحقق مصالحه ومصالح الشركات الكبرى ولوبيات الضغط وراءه دون أن يكترث بآثار ذلك على الأمريكيين.

آثار وعواقب السياسات الأمريكية في ظل ترامب اتخذت منحى كارثيا على الصعيد الدولي لما أحدثته من تصعيد في الأزمات الدولية سواء السياسية أو الاقتصادية وخاصة في منطقة الشرق الأوسط كما أنها قوضت العلاقات الوثيقة التي تربط الولايات المتحدة تاريخيا مع أوروبا عبر سلسلة قرارات متهورة بما فيها انسحابه من اتفاقيات دولية مهمة على رأسها الاتفاق النووي مع إيران والشراكة عبر المحيط الهادئ وصولا إلى اتفاقية باريس للمناخ ومعاهدة الصواريخ الصغيرة والمتوسطة مع روسيا.

أما على الصعيد الداخلي فقد أرهقت سياساته الأمريكيين بقوانين ضريبية تصب بشكل مباشر في صالح الشركات الكبرى وقد تزايدت مؤشرات دخول الولايات المتحدة في حالة ركود اقتصادي كبير بعد أن تجاوز الدين العام الأمريكي عتبة 22 تريليون دولار وسط تحذيرات من أن ذلك سيؤدي إلى ارتفاع أسعار الفائدة على المستهلكين والشركات.

انعكاسات الوضع الاقتصادي غير المستقر في الولايات المتحدة ظهرت جلية على الشركات الأمريكية التي دخل عدد كبير منها مرحلة الإفلاس ولا سيما في أعقاب الحرب التجارية التي افتعلها ترامب مع الصين وأدت بحسب خبراء أمريكيين إلى تباطؤ الاقتصاد الأمريكي وإعاقة نموه وتوقف الاستثمارات برأس المال.

تداعيات الحروب التجارية التي يخوضها ترامب سواء مع الصين أو أوروبا ظهرت عالميا في مؤشرات حركة التجارة التي انخفضت وفي الأسواق المالية وحركتها غير المستقرة أما داخليا فزادت الضغوط على كاهل الأمريكيين الذين يدفعون ثمن تهور ترامب وإجراءاته العقيمة.

دراسة أجراها خبراء في البنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك وجامعتي برينستون وكولومبيا الأمريكيتين أكدت أن الاقتصاد والمستهلكين الأمريكيين هم الخاسر الأكبر جراء الحرب الاقتصادية التي تخوضها الإدارة الأمريكية مع الصين وشركائها التجاريين الرئيسيين.

نتائج الدراسة تتعارض مع مزاعم ترامب حول أضرار هذه الرسوم وعدم تأثيرها على الاقتصاد الأمريكي لكن الواقع المعيشي للأمريكيين والتفاوت الطبقي بينهم يثبت زيف هذه المزاعم.

معاناة الأمريكيين بسبب سياسات ترامب لم تعد محصورة في سياق الأزمات الدبلوماسية الدولية بل تعدتها إلى معاناة أكثر شدة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي إذ أن التوجه العنصري الذي يقوده ترامب زاد معدل الكراهية والجرائم العنصرية في المجتمع الأمريكي كما أن استغلاله منصبه من أجل تحقيق مكاسب شخصية يهدد الاقتصاد الأمريكي برمته أما فضائحه المتتالية بما فيها طلب مساعدة أجنبية للتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة لصالحه وتلاعبه ببياناته الضريبية فتضاف جميعها إلى الإرث الأسود الذي سيتركه للأمريكيين.

باسمة كنون

تابعوا آخر الأخبار عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط:

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency 

انظر ايضاً

بعد إثبات 34 تهمة عليه.. محكمة مانهاتن تدين ترامب جنائياً

واشنطن-سانا أدانت هيئة المحلّفين في محكمة مانهاتن بولاية نيويورك الرئيس الأميركي