مهن قديمة في دمشق قضت عليها الحداثة

دمشق -سانا

لما كان التطور سنة الطبيعة فكل عصر يأتي وتحت إبطه أنماطاً جديدة من المهن وقد يدفن مهنا أخرى طالما ذاع صيتها.

وعرفت دمشق عبر العصور بمهن وحرف ذاع صيتها في كل أنحاء العالم لكنها انقرضت أو كادت تنقرض وتحولت هذه المهن إلى تراث وذكريات معلقة على جدران أسواق دمشق القديمة.

ويقدر الباحث التراثي محي الدين قرنفلة عدد المهن المنقرضة في دمشق بنحو 33 مهنة وبعض هذه المهن بقيت مستمرة في المجتمع من الناحية الفلكلورية فقط مثل الحكواتي والمسحراتي والعرض حجي.

ويشير قرنفلة لنشرة  سانا سياحة ومجتمع إلى أنه من أشهر المهن التي عرفتها دمشق قديماً “الكركوزاتي” وهو تقريباً اليوم بمثابة وسائل الاعلام يتابع الأحداث في البلد وينقلها للناس في المقاهي من خلال حوار بين دميتين هما كراكوز وعواظ يتحكم بهما عبر خيوط يحركها بأصابعه بخفة ومهارة و”المبيض” الذي كان يتجول في الأحياء وينادي ويخرج له الناس الأواني النحاسية لتبييضها بالرمل وقطعة خيش قبل أن يضعها على نار لتحمى حرارتها ويطليها بالقصدير.

و”الداية” أو القابلة التي كانت تقوم بتوليد النساء حيث يقول “قرنفلة” إنها كانت صاحبة مكانة محترمة في المجتمع وتقوم أيضا بمهمة “الخطابة” بحكم معرفتها بجميع العائلات وتتقاضى إكرامية أو قطعة ذهب لكل خطبة أو زواج يتم عن طريقها.

وحسب الباحث التراثي فإن مهنة “الطرابيشي” كانت من المهن المرموقة والراقية كذلك مهنة “الدومري” أو الفوانيسي وهو الذي يشعل الفوانيس في الحارات ودور العبادة قبل حلول الظلام و”السقا” الذي يحمل على ظهره كيساً مصنوعاً من جلد الماعز يملؤه بالماء لإيصاله إلى المخازن والمنازل.

ومن المهن التي تكاد تنقرض “المصور الخارجي” المعروف شعبيا بستوديو “بحبش” ويذكر قرنفلة أنه يتجول في الشوارع حاملاً كاميرته لتصوير الناس مقابل مبلغ من المال ومازال هناك مصور واحد في دمشق أمام الجامع الأموي.

ومن المهن الطريفة كانت مهنة “الندابة” وهي سيدة مشهورة بصوتها العالي يتم استئجارها من قبل عائلة المتوفى كي تندب عليه قبل وبعد خروج الجنازة بصوت عال وبقول بعض أبيات الشعر الشعبي الحزين وأخيراً مهنة “البيطار” والذي يركب ويثبت حدوة الأحصنة وكان مشهوراً في دمشق حتى عام 1925 حينما تراجع اعتماد الناس على الخيول.

بشرى معلا