الخلافات على كيفية خروج بريطانيا من التكتل الأوروبي تزداد حدة

دمشق-سانا

إخفاقات متتالية في إتمام عملية انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي “بريكست” سواء باتفاق أو دونه دفعت التكتل الأوروبي إلى إرجاء الموعد المقرر لهذه العملية قبل ثلاثة أيام فقط من حلوله فيما تتفاقم حدة الخلافات على المستوى الداخلي في بريطانيا أو في أروقة الاتحاد بهذا الشأن دون أي مؤشر إلى إمكانية التوصل إلى حل يرضي الأطراف كافة.

مسألة إتمام بريكست مازالت حتى الآن دون حسم قبل ثلاثة أيام فحسب من الموعد المقرر لانسحاب لندن من الاتحاد الأوروبي في 31 تشرين الأول الجاري حيث لم يقترب السياسيون البريطانيون ولو بأي درجة من التوصل إلى إجماع بشأن كيفية أو توقيت هذه الخطوة أو المضي بها أصلا ما دفع الاتحاد اليوم إلى الموافقة على طلب لندن تأجيل الموعد حتى الـ 31 من كانون الثاني المقبل فيما سمي “التمديد المرن” الذي يسمح لبريطانيا بالخروج قبل التاريخ المذكور إذا وافق برلمانها على ذلك.

اتفاق سفراء الاتحاد الأوروبي على التأجيل تضمن التزاما بأن اتفاق الانسحاب المتعلق بخروج بريطانيا لا يمكن إعادة التفاوض عليه في المستقبل وأن 1 كانون الاول و1 كانون الثاني سيكونان موعدين محتملين لبريكست في حال إتمام الاتفاق وسيتوجب على لندن في هذه الاثناء تعيين مسؤول رفيع ليشغل منصب مفوض لدى الاتحاد الأوروبي فيما سيواصل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون مساعيه لإجراء انتخابات مبكرة بعد أن أجبره معارضوه على طلب تمديد مهلة الخروج رغم تعهده بأنه لن يفعل ذلك أبدا.

وتتجه الأنظار اليوم الى البرلمان البريطاني الذي سيصوت بشأن إجراء انتخابات تشريعية مبكرة في 12 كانون الأول المقبل اقترحها جونسون للخروج من مأزقه إذ أنه لا يملك أكثرية برلمانية لتحقيق وعده بتنفيذ بريكست في نهاية الشهر الجاري ولذلك فهو يحتاج إلى أكثرية الثلثين من النواب البالغ عددهم 650 نائبا لإجراء انتخابات مبكرة وبالتالي إلى دعم قسم من المعارضة التي ترفض اتفاقه بشان الانسحاب من التكتل الأوروبي وتصر على أنها لن تدعم خيار الانتخابات حتى يتخلى جونسون عن تهديده بترك الاتحاد الأوروبي دون أي اتفاق على الإطلاق.

وبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على تصويت البريطانيين بنسبة 52 إلى 48 بالمئة لصالح الانسحاب من الاتحاد الأوروبي في استفتاء جرى عام 2016 مازالت الأوساط البريطانية منقسمة بشدة حول إتمام هذه الخطوة فيما تتواصل استعراضات عملية الطلاق بين الطرفين دون أي نهاية تلوح في الأفق.

 باسمة كنون

انظر ايضاً

الاندبندنت: بريطانيا ما بعد بريكست تتحول إلى رجل أوروبا المريض

لندن-سانا عاد لقب “رجل أوروبا المريض” مجدداً للظهور ليوصم بريطانيا هذه المرة التي يعاني اقتصادها …