برك وخزانات المياه الحجرية القديمة في السويداء… ارتباط بالذاكرة الشعبية للإنسان والمكان

السويداء-سانا

تنتشر في محافظة السويداء العديد من برك وخزانات المياه الحجرية القديمة المرتبطة بالذاكرة الشعبية والتي تمثل معلما بارزا من معالم الأمكنة الموجودة فيها.

ووفق الباحث في مجال الآثار حسن حاطوم فإن هذه البرك التي مازال بعضها مستخدما لسقاية المواشي بنيت انطلاقا من الحاجة إليها كمصدر مائي بهدف تخزين المياه من فصل الشتاء إلى فصل الصيف موضحا أن البرك القديمة جدا منها يعود بناؤها إلى عصر العرب الأنباط في القرن الثاني قبل الميلاد وبعضها بحالة معمارية جيدة يعود بناؤها إلى العصر الروماني البيزنطي أي “القرن الأول قبل الميلاد حتى القرن السابع الميلادي”.

ووفقا للباحث حاطوم فإن البرك لا نجدها إلا جنوب سورية وخاصة في جبل حوران والأراضي المتاخمة له من الجهة الجنوبية مبينا أنه من الصعب وضع تاريخ محدد لنشوئها باعتبار أن معظمها يفتقر إلى حجارة التأسيس.

ويوضح حاطوم أنه في بعض المواقع الخاصة كعين البستان قرب قريتي ولغا وريمة حازم تم العثور على حجر التأسيس لبركة شيدت في عصر الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك 723-743 ميلادي كما أنشأ حاكم مدينة صلخد عز الدين أيبك المعظمي 1236-1237 ميلادي في العصر الأيوبي بركة في موقع العانات “إيناكوس أو أعناق القديمة” ولا يزال حجر التأسيس موجوداً قربها كما أنه في عهد حاكم سورية الروماني كورنيليوس بالما 106-108 ميلادي تم جر المياه ضمن أنابيب فخارية إلى مواقع قنوات والسويداء “سوآدا ديونيزياس” ورساس “أورسوا” والعفينة “آفيتاتي” وذلك منذ مطلع القرن الثاني الميلادي.

ويلفت حاطوم إلى أنه في عهد الإمبراطور فيليب العربي الذي حكم الإمبراطورية الرومانية بين عامي 244-249 ميلادي تم بناء عدد من البرك لتجميع المياه أهمها كما يذكر حاطوم البركتان قرب البوابة الشرقية لمدينة شهبا بمحاذاة الشارع المبلط من الجهتين الشمالية والجنوبية.

ويشير حاطوم إلى أن البرك الموجودة في السويداء نالت اهتمام الباحثين حيث تحدث الباحث الفرنسي ج . ماسكل عام 1936 في أحد كتبه عن البركة السورية القديمة المستديرة في مدينة السويداء القديمة “سوءادا” على مقربة من أسوار القلعة النبطية التي كانت تعاصرها والتي كانت مسورة بسور حجري وتم ردمها في بداية سبعينيات القرن الماضي وتحولت إلى موقف عزاء إضافة إلى حديثه عن بركة الحج الرومانية ذات الشكل المستطيل جنوب دار الحكومة حاليا كما أشار الباحث ج . رينو بالوقت نفسه إلى وجود منازل عديدة تمتلك خزانات مياه بالسويداء كانت تملأ عن طريق تفرعات بعض السواقي.

ويبين حاطوم أن الرومان والبيزنطيين اعتنوا بجر المياه وبناء الخزانات لحفظها وكان من أهم الخزانات في السويداء آنذاك خزان قنوات القديمة الموجود بالقرب من معبد الإله “زوس” بعمق نحو سبعة أمتار وطول سبعة عشر متراً وبعرض أربعة عشر متراً إضافة إلى خزان ضخم في بلدة خلخلة يرتكز سقفه على 20 عاموداً من البازلت فضلاً عن نبع ماء قديم في قرية سالة يعود إلى العصر الروماني إضافة إلى نبع حبكي التي كانت بلدة ملح والقرى المجاورة لها تستقي منه.

وجراء الاهتمام بحفر الآبار وبناء البرك والخزانات في معظم مناطق المحافظة حصل تطور كبير في زراعة المحاصيل والأشجار المثمرة والكروم وظهر ذلك واضحاً بحسب حاطوم في النقوش والزخارف الحجرية ولوحات الفسيفساء والأواني الخزفية والفخارية.

عمر الطويل

تابعوا آخر الأخبار عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط:

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency