شيخ الأزهر يحذر من اختراق التنظيمات الإرهابية لعقول الشباب ودفعهم للتطرف

القاهرة-سانا

حذر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر من “غض الطرف عن أفكار الغلو والتطرف التي تسربت إلى عقولِ بعض من شبابنا ودفعت بهم إلى تبني الفكرِ التكفيري واعتناق التفسيرات المتطرفةِ والعنيفة مثل تنظيم القاعدة الإرهابي والحركات المسلحةِ التي خرجت من عباءتها وتعمل ليل نهار على مهاجمةِ الأوطان وزعزعة الاستقرار”.

ونقل موقع بوابة الأهرام المصري عن الطيب قوله في كلمة خلال افتتاح مؤتمر الأزهر لمواجهة التطرف والإرهاب ” لقد ظهر مؤخرا على الساحة تنظيم داعش الإرهابي الذي نادى بالخلافة الإسلامية وقبله وبعده ميليشيات طائفية أخرى قاتلة تذبح وتهجر قسرا في العراق وسورية واليمن وتملك قوةً دعائيةً هائلة عادت بأسوأ العواقب على الإسلام والمسلمين في العالمِ كله”.

وأكد الطيب أن الذي يجمع هؤلاء جميعا قاسم مشترك يتمسكون به ويحكم كل جرائمهم هو “تكفير المسلمين بالذنب ثم استحلال دمائهم بعد ذلك وهو يعيد إلى الأذهانِ مذاهب قديمة طواها التاريخ قتلت المسلمين بعد أن رمتهم بالكفر والخروج من الإسلامِ استنادا إلى فهم خاطئ ومنحرف لنصوص الكتاب والسنة”.

ولفت الطيب إلى أن هوءلاء الغلاة الجدد ينطلقون من هذا المعتقد نفسه بعد تحريفهم مفهوم “الكفر والجهاد” وراحوا يقتلون من يشاؤون زعما منهم أنه جهاد وأنهم إن قتلوا فهم شهداء في الجنة مؤكدا أن هذا من أشنع الأخطاء في فهم شريعة الإسلام.

وأوضح الطيب أن الإسلام لم يشرع الجهاد إلا للدفاعِ عن النفسِ والدين والوطنِ ونحن نحفظ عن شيوخنا في الأزهر “إن علة القتال العدوان لا الكفر وأن إعلان الجهاد ومباشرته لا يجوز أن يتولاه أحد إلا ولي الأمر ولا يجوز لأفراد أو جماعات أن تتولى هذا الأمر بمفردها مهما كانت الأحوال والظروف وإلا كانت النتيجة دخول المجتمع في مضطربِ الفوضى وهدر الدماء وهتك الأعراض واستحلال الأموال وهو ما نعانيه اليوم من جراء هذا الفهم الخاطئء المغلوط لهذه الأحكام الشرعية”.

وأكد الطيب أن الاعتداء على النفس الإنسانية أيا كانت ديانتها أو اعتقادها أمر يحرمه الإسلام الذي انفتح على أبناء الأديان الأخرى لدرجة الاختلاط بالزواجِ والعيش المشترك في بيت واحد.

وقال الطيب “ومن هنا فإن الاعتداء أو التهجير القسري أو التمييز هي أمور تتنافى وصحيح الدين وإجماع المسلمين”.

وشدد شيخ الأزهر على أننا في أشد الحاجة إلى أن يتجه جهد شبابنا لتحقيق التقدم العلمي والتقني والحضاري حتى نلحق بركب الأمم التي سبقتنا إلى قيادة العالم مشيرا إلى أن الأزهر “بذل ولا يزال جهدا متواصلا في سبيل صياغة خطاب ديني واع رشيد”.

واختتم الطيب كلمته بالقول “ونحن نتصدى للإرهاب والغلو والتطرف فإن هذه التحديات التي تشغلنا ليل نهار لا يمكن أن تأخذنا بعيدا عن قضية العرب والمسلمين الأولى وهي قضية المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين.. والقضية الفلسطينية التي لا سلام للعالم إلا بحل مشكلتها حلا جذريا وعادلا” مشيرا إلى أن الأزهر عزم على تخصيص مؤتمره الخامس عشر والذي سيعقد قريبا لنصرة الأقصى والقضية الفلسطينية.

من جانبه شدد البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في مصر على أن المسيحية تؤكد أن الإنسان هو مصباح النور للآخرين كما نادت باحترام المبادئ الأساسية للحوار المستمر والدعوة للسلام مشيرا إلى أن الكنيسة المصرية كانت دائما تدعم الوحدة الوطنية وأن المصريين دائما على قلب رجل واحد على مر التاريخ.

وقال تواضروس في كلمته أمام مؤتمر الأزهر “إن ثورتي 25 يناير و30 يونيو جاءتا لتعيدا الأوضاع لنصابها “مشيرا إلى ما تعرضت له الكنائس في آب 2013 من عمليات تخريب وحرق طالت العديد منها إلا أن هذه العمليات لم تنل من وطنية القائمين على هذه الكنائس الذين أعلوا قيم الوطنية وانحازوا إلى استقرار الوطن ووحدته مؤكدا أن اعتقادنا كان ولا يزال أن وطنا بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن.

انظر ايضاً

شيخ الأزهر: ممارسات الاحتلال الصهيوني الغاشم في غزة إرهاب أعمى

القاهرة-سانا أكد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر أن العدوان الاسرائيلي الغاشم على قطاع غزة الآن …