السرايا الأثرية في قنوات.. نموذج معماري فريد وشاهد حي على حضارة المنطقة وعراقتها

السويداء-سانا

تعد السرايا الأثرية في بلدة قنوات بالسويداء أوسع آثار البلدة وأمنعها وأحد أبرز الشواهد الأثرية الماثلة حتى يومنا هذا والتي مازال ارتفاع واجهتها الأصلي كما كان عليه في العصور القديمة.

وتشمل السرايا أطلالا عدة أبنية دينية مهمة متداخلة ومتشابكة تعود إلى عصور متعاقبة وتمتد إلى الغرب منها ساحة مبلطة واسعة تنحصر بين أبواب المدينة الأثرية القديمة والسرايا ومن المرجح أنها كانت سوق المدينة.

ويشير رئيس دائرة آثار السويداء الدكتور نشأت كيوان لـ سانا سياحة ومجتمع إلى أن السرايا تضم معبداً من العصر الروماني يعود إلى القرن الثاني الميلادي حيث أقيمت فيه كنيسة في القرن الرابع الميلادي باتجاهات تعاكس اتجاهاته ثم شيدت كنيسة أكبر في القرنين الرابع والخامس الميلاديين إلى الخلف منها مع قاعة أمامية وقاعة استقبال كبرى.

ويلفت كيوان إلى أن مدخل هذا المجمع الأثري المهم يقع في الواجهة الغربية منه حيث ينفتح على الساحة المبلطة وهو بارتفاع طابقين وفي الواجهة بوابة كبيرة عالية وعلى جانبيها بوابتان أصغر أما نقوشها فتضم عريشة عنب أضيفت إليها رموز الصليب لتحديد هوية البناء الجديدة وخلف البوابة كان هناك معبد يتجه نحو الشمال ويمتد من الشمال إلى الجنوب وبقيت منه “حنية قدس الأقداس” في الجدار الجنوبي وتحوي ثلاثة محاريب وغرفتين جانبيتين تضم اليمنى منها الدرج الذي كان يقود إلى سطح المعبد في الجهة الجنوبية أما في الشمال فبقي من المعبد بوابته مع أعمدتها الكورنثية الأربعة والزوايا التابعة لها.

ويشير كيوان إلى أنه بقي من الكنيسة التي أقيمت في وسط المعبد واجهتها الغربية الجميلة ونوافذ حنينتها في الشرق حيث كانت تتألف من ثلاث شقق مبيناً أنه خلف هذه الأطلال الأثرية نجد أطلال معبد وكنيسة حيث تتألف بقايا المعبد الممتدة من الشمال إلى الجنوب من قاعة الأعمدة ثم المداخل الثلاثة ثم الرواق وخلفه تقع الواجهة ذات البوابات الثلاث والنقوش البديعة التي تعود إلى النصف الأول من القرن الثاني وبالمرور عبر المدخل نجد بقايا المعبد والكنيسة التي تتشابك مع بعضها وتحت مستوى أرضية هذه الكنيسة يوجد ثلاثة معازب فيها ثلاثة توابيت حجرية أيضاً وتحتل الزاوية الشمالية الشرقية من حرم هذا المجمع بقايا برج عال يوحي بأن هذا المجمع كان له حرم مصون بجدار وأبراج.

وتضم بلدة قنوات عدداً من المواقع الأثرية التي مازالت شاهدة على تاريخها العريق ومن أبرزها خزان المياه الأثري الذي يقع إلى الجنوب الغربي من السرايا ومعبد زيوس ومسرح قنوات ومعبد ربة المياه وأبراج ومدافن ومعبد إله الشمس.

يشار إلى أن قنوات تتمتع بطبيعة خلابة وتعد من أقدم المدن الأثرية حيث سكنها الإنسان في عصور ما قبل التاريخ ولعبت دوراً مهماً خلال الفترات النبطية والرومانية والبيزنطية وهي إحدى المدن الرومانية الأثرية العشر “الديكابوليس” وهو ائتلاف أنشأه الإمبراطور بامبي وكان يجمع عدداً من المدن التجارية المنتشرة في الأردن وسورية وفلسطين.

سهيل حاطوم