ليلة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (تقرير إخباري)

دمشق-سانا

بعد نحو نصف قرن من انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي تنفصل بريطانيا الليلة عن الاتحاد ليبدأ البريطانيون مرحلة جديدة وصفها رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بأنها “بداية لمرحلة من التجديد والتغيير بالنسبة للبلاد”.

ومع حلول عملية الخروج يعيش البريطانيون والأوروبيون عموماً لحظات من التوجس مما ستفضي إليه مآلات الانفصال عن إطار وهياكل الاتحاد الأوروبي وبناء مرحلة علاقات بريطانيا التجارية مع دول الاتحاد والدول الأخرى.

في منتصف ليلة اليوم ستكون بريطانيا قد تجاوزت فترة حرجة عاشتها وشهدت فيها أسوأ حالات انقسام واستقطاب سياسي في تاريخها الحديث بعد إرجاء تنفيذ اتفاق “بريكست” ثلاث مرات وعقب ثلاث سنوات ونصف السنة على تصويت 52 بالمئة من البريطانيين لمصلحة الانفصال عن الاتحاد الأوروبي في استفتاء عام 2016.

وفي المقلب الآخر يذهب بعض الأوروبيين لاتهام نظرائهم البريطانيين بالعنصرية لإصرارهم على الانفصال بينما اتفق رؤساء مؤسسات الاتحاد الأوروبي على وصف تنفيذ بريكست بـ “العصر الجديد” للقارة العجوز مؤكدين أن بريطانيا ستخسر مكتسبات الدولة العضو بالاتحاد.

وتشير الإحصاءات إلى أن عدد سكان الاتحاد الأوروبي سيتراجع إلى نحو 446 مليوناً مع خروج 66 مليوناً من تعداده بينما يخسر التكتل 5ر5 بالمئة من مساحة أراضيه.

وفي رسالة مشتركة نشرها كل من رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال ورئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين ورئيس البرلمان ديفيد ساسولي أعربوا فيها عن استعدادهم للانخراط في شراكة جديدة مع جيران الضفة الأخرى من بحر المانش مشيرين إلى أن بريطانيا ستبقى جزءاً من أوروبا رغم انتفاء عضويتها ضمن الاتحاد الأوروبي بينما وعد رؤساء المؤسسات الأوروبية باحتواء العديد من المشاكل التي سيتسبب بها تطبيق بريكست عبر التعاون بين دوله في بناء مستقبل مشترك.

ويتجسد تطبيق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بإزالة علمها من أمام مقر البرلمان الأوروبي في بروكسل بينما سيتوقف النواب البريطانيون الـ73 الذين انتخبوا في أيار الماضي في البرلمان الأوروبي عن شغل مناصبهم بدءاً من الأول من شهر شباط على أن يتم تخصيص 46 مقعداً منهم لدول أعضاء مستقبلية بالاتحاد فيما تتقاسم الدول الأخرى توزيع الـ27 مقعداً المتبقية.

مع حلول موعد الانفصال تدخل المفوضية الأوروبية ولندن في مفاوضات جديدة بشأن المرحلة الانتقالية التي ستمتد من مطلع آذار القادم وحتى نهاية العام الجاري.

وكان البرلمان الأوروبي صدق أول من أمس بأغلبية كبيرة على اتفاقية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي “بريكست” بموافقة 621 نائباً ومعارضة 49 وامتناع 13 آخرين عن التصويت.

وتعهد رئيس الوزراء البريطاني الذي يحتفل بتنفيذ وعوده السابقة بتنفيذ بريكست بإقامة علاقات متوازنة مع الأمريكيين والأوروبيين بحسب ما جاء في مقتطفات من كلمة سيوجهها للبريطانيين قبل ساعة من الخروج التاريخي لبريطانيا من الاتحاد معتبرا أن هذا الحدث “ليس نهاية بل بداية وأن الوقت حان لتجديد حقيقي ولتغيير وطني في بريطانيا”.

إلى ذلك حذر رئيس وزراء ايرلندا ليو فارادكار من أن فشل الاتحاد الأوروبي وبريطانيا في التوصل لاتفاق تجاري لمرحلة ما بعد بريكست يشكل “تهديداً لبلاده” مطالباً الاتحاد الأوروبي بحماية مصالح ايرلندا خلال المفاوضات التي ستنطلق مع بدء خروج بريطانيا من التكتل فيما وصف المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بأنه “يشكل تغييراً كبيراً لأوروبا”.

وتمهيدا لتنفيذ بريكست كشف مسح لسوق العمل في بريطانيا الشهر الماضي أن معظم الشركات البريطانية أغلقت أبوابها في وجه العمالة الجديدة وتوقفت عن التوظيف المؤقت وسط تفاقم تداعيات عملية “بريكست” حيث سجل الاقتصاد البريطاني أبطأ وتيرة نمو سنوي في نحو سبعة أعوام في شهر تشرين الأول الماضي فيما اعتبر مكتب الإحصاءات البريطاني أن قرب الموعد النهائي المحدد لـ “بريكست” وتباطؤ الاقتصاد العالمي أثرا سلباً على المصانع وقطاع التشييد في بريطانيا خلال هذا الشهر.

انظر ايضاً

فولين: صربيا دولة مستقلة ولن تنصاع للابتزاز الأوروبي لفرض عقوبات على روسيا

بلغراد-سانا أكد نائب رئيس وزراء صربيا ألكسندر فولين أن بلاده دولة مستقلة وحرة بعكس أعضاء …