بريكست في الصحف البريطانية.. وجهات نظر متفائلة وأخرى متخوفة

لندن-سانا

ودعت بريطانيا أمس تكتل الاتحاد الأوروبي الذي ارتبطت به على مدى 47 عاما لتستفيق على ما اعتبره كثيرون مرحلة جديدة من تاريخها ليس بالإمكان توصيفها بعد.. فقد تهيئ مع مرور فصولها فرصة جيدة لتحسين حياة البريطانيين والنهوض باقتصادهم بعد إتمام عملية الطلاق مع بروكسل أو ربما تتجسد مخاوف الذين رفضوا عملية الانسحاب وتفقد لندن ما كانت تتمتع به من مكتسبات بوصفها عضوا في الاتحاد.

نظرة التفاؤل إزاء إتمام عملية الانفصال بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي في إطار ما يسمى “بريكست” قابلتها نظرة تشاؤم من العواقب المستقبلية المحتملة وقد انعكست وجهتا النظر هاتان في الصحف البريطانية التي انقسمت بدورها ما بين مرحبة ومتخوفة وأخرى تتطلع إلى ما بعد بريكست مثل صحيفة فايننشال تايمز التي رأت أن العمل الحقيقي الذي ينتظر الحكومة البريطانية في مفاوضاتها من أجل التوصل إلى اتفاق تجاري مع التكتل الأوروبي “بدأ الآن” مشيرة إلى أن التحديات التي تواجه لندن ما بعد الانفصال هي معالجة التصدعات التي أحدثها الاستفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبي من جهة ووضع إطار جديد للعلاقات مع الاتحاد يحمي وحدة بريطانيا من جهة أخرى.

الصحيفة لفتت إلى أن الحكومة البريطانية قطعت الكثير من التعهدات لما بعد عملية بريكست بما فيها الاستثمار في البنى التحتية واتخاذ إجراءات وتدابير تجعلها أكثر تحكما في الاقتصاد لكن الخروج من الاتحاد الأوروبي سيعقد بحسب الصحيفة هذه المهمة نظرا للتحديات التي تواجهها لندن والمتمثلة بإرساء الانسجام الاجتماعي بموازاة تحديات دستورية كبيرة.

وبشأن انقسام الآراء حول بريكست أوضحت الصحيفة أن فريقا من الناخبين سيحتفون بهذه المرحلة الجديدة باعتبارها فرصة لبريطانيا لترسم بنفسها طريق مستقبلها بينما سيتأسف فريق آخر على الخروج من التكتل الأوروبي.

صحيفة التايمز بدورها نشرت على صفحتها الأولى تقريرا بعنوان “الوداع للاتحاد الأوروبي” اعتبرت فيه أن الصفحة طويت لتبدا بريطانيا فصلا جديدا من تاريخها مبينة أن أمام لندن كما هائلا من المفاوضات والتهديد والتنازلات لترسم مستقبل علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي.

صحف بريطانية أخرى طرحت تساؤلات حول المرحلة المقبلة ما بعد بريكست حيث تساءلت صحيفة “آي” موجهة حديثها إلى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون “ماذا بعد… ” مشيرة إلى أن السؤال الذي لم يطرحه الاستفتاء حول الانسحاب من الاتحاد الأوروبي وما عجز مهندسو الخروج في الإجابة عنه مدة ثلاثة أعوام ونصف العام هو “ما الذي سيحدث بعدها وهنا يبدأ العمل الشاق”.

الصحيفة شككت في المقال الافتتاحي الذي أعده أوليفر داف في المرحلة المقبلة التي ستشهدها بريطانيا متسائلا ما اذا كانت عملية بريكست تعتبر “حلما تحقق أم لحظة حزن عميق” مشيرا الى أنه رغم النتائج الإيجابية المنتظرة والمتمثلة في استعادة السيطرة على شؤون بريطانيا إلا أن تفاؤل جونسون واعتباره عملية الانسحاب على أنها بداية لن يحمل أي مصداقية إلا بعد أن يشرح للبريطانيين بالتفصيل خطته للخروج من الاتحاد الأوروبي.

صحيفة الغارديان عبرت بدورها عن تفضيلها للبقاء في الاتحاد الأوروبي ووصفت بريكست بأنه “أكبر رهان منذ جيل” وأن “خسارة بريطانيا وخروجها من التكتل الأوروبي هو خطأ مأساوي”.

آراء مختلفة ومشاعر منقسمة حول بريكست لا تلغي حقيقة أن عملية الانفصال حدثت فعلا وانتهت المرحلة الأولى منها بعد اكثر من ثلاثة أعوام شهدت بريطانيا خلالها انقسامات سياسية حادة وثلاثة انتخابات برلمانية وتغيير رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي وربما ما تحمله الأيام المقبلة قد يكون حافلا بالأحداث والتغييرات غير المتوقعة لكن والتزاما بالوقائع فإنه من بين أبرز الأمور التي ستتغير فعلا بحسب هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي بما أن الطلاق بين لندن وبروكسل أصبح واقعا .. فقدان الأعضاء البريطانيين في البرلمان الأوروبي مقاعدهم على أن تستمر لندن بالامتثال بقواعد الاتحاد في الفترة الانتقالية التي تبلغ مدتها 11 شهرا وسيصبح بإمكان بريطانيا البدء بإجراء محادثات مع كل الدول حول وضع قواعد جديدة لبيع وشراء السلع والخدمات كما سيتغير لون جواز السفر البريطاني ليعود إلى اللون الأزرق الداكن وستطرح الحكومة البريطانية ثلاثة ملايين قطعة نقدية تذكارية من فئة الـ 50 بنساً.

باسمة كنون

انظر ايضاً

الاندبندنت: بريطانيا ما بعد بريكست تتحول إلى رجل أوروبا المريض

لندن-سانا عاد لقب “رجل أوروبا المريض” مجدداً للظهور ليوصم بريطانيا هذه المرة التي يعاني اقتصادها …