حتر: التحالف بين أعداء سورية الإقليميين قائم فعلا

بيروت-سانا

أكد الكاتب الأردني ناهض حتر أن التحالف بين أعداء سورية الإقليميين قائم فعلا ولا حاجة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري أن يصرح بأن “الظروف باتت ملائمة لقيام تحالف عربي إسرائيلي” وكأن ذلك التحالف غير قائم فعلا إلا إذا كان المقصود تحويله إلى تحالف علني مع أنه علني ومفضوح.

واعتبر حتر في مقال نشرته صحيفة الأخبار اللبنانية اليوم بعنوان “إسرائيل بدلاً من تركيا.. فرضية الحرب” أن تصريح كيري يوحي بموافقة أميركية على العدوان الإسرائيلي على مواقع سورية قبل أيام ولا يمثل ذلك العدوان تطوراً سياسياً نوعياً يؤشر إلى التدخل الإسرائيلي في الحرب على سورية غير أن إسرائيل تتدخل بالفعل في تلك الحرب من خلال الدعم اللوجستي وأحياناً العسكري للجماعات الإرهابية الناشطة في منطقة الجولان.

وقال حتر لقد فضح تقرير أممي مؤخراً حجم العلاقات الناشئة بين إسرائيل والجماعات الإرهابية منذ أواسط عام 2013.

وسواء أكانت تلك الجماعات عميلة وموجهة أم لا فإن عملياتها التي استهدفت تدمير الدفاعات الجوية في جنوب سورية خدمت وتخدم القدرة الجوية الإسرائيلية على تنفيذ اعتداءات سهلة ضد أهداف سورية.

وأكد حتر أن مخاوف إسرائيل من سيطرة الإرهابيين على مناطق قريبة منها تلاشت بعدما ثبت ارتباط هؤلاء الإرهابيين بغرفة عمليات حليفة ولأن مآل “المنظمات الجهادية الطائفية” كما أثبتت الأحداث هو التحالف موضوعياً مع إسرائيل وتحول ذلك التحالف الموضوعي من علاقة لوجستية إلى علاقة سياسية وأمنية.

وأشار حتر إلى أن استراتيجية الرئيس الأميركي باراك أوباما المتمثلة بتدريب وتسليح ما يسميه بقوات معتدلة تحل محل تنظيمات إرهابية مثل داعش والنصرة في الأساس غير واقعية لأن لاوجود لمعتدلين ولأن المقاتلين المتاحين في سورية هم متشددون وهؤلاء مطبوعون بكامل الدوافع العقائدية والسيكولوجية للالتحاق بصفوف الجماعات التكفيرية الارهابية التي تملك القدرة الايديولوجية والمالية للتجنيد أكثر من الأميركيين.

وقال حتر إن إسرائيل تمكنت في المقابل أكثر من السعودية وقطر والإمارات والأردن من التغلغل في صفوف الجماعات الإرهابية بما فيها جبهة النصرة حيث يجري النقاش الآن حول إعادة تأهيل هذا التنظيم الإرهابي كقوة معتدلة تحت الإشراف الإسرائيلي المباشر.

وأضاف أنه على هذه الخلفيات فقط يمكن فهم دعوة كيري لتوسيع تحالف واشنطن ضد تنظيم داعش الإرهابي لكي يضم إضافة إلى السعودية والإمارات وقطر والأردن إسرائيل بديلاً من تركيا مما يتيح القيام بتنفيذ استراتيجية البيت الأبيض والتوصل إلى تركيب سياسي سوري يصفونه بمعتدل يصالح إسرائيل ويكسر محور المقاومة في مفصله الرئيسي.

وحذر حتر من مغامرة تفكر إسرائيل بخوضها في سورية مدفوعة بالأزمة السياسية الناجمة عن تضاؤل دورها الإقليمي وتراجع قدرتها على الردع ورأى أن الأساس للتحول الإسرائيلي نحو الفاشية بات كاملا مؤكدا أن القيادة العسكرية السورية هي الجهة الوحيدة القادرة بالطبع على تحديد أولوياتها القتالية وتقدير كيفية الرد على عدوان إسرائيلي عابر.

انظر ايضاً

حتر: اللوبي الإسرائيلي هو من يتخذ القرارات الرئيسية في الأردن ويسعى لزيادة توريطه في العدوان على سورية

بيروت-سانا استهجن الكاتب الأردني ناهض حتر قرار وزير داخلية الحكومة الأردنية حسين المجالي إلغاء ترخيص …