مؤسسة بحثية أميركية: دعم قطر للإرهاب تسبب بأزمة ضاغطة على مستوى العالم

واشنطن-سانا

الدعم القطري للتنظيمات الإرهابية يتكشف يوماً بعد يوم، هذا الدعم الذي أثبته العالم جميعاً بالدلائل والقرائن، وأكدته الوقائع واعترف به الإرهابيون في سورية والعراق.. دعم وتمويل قطر للتنظيمات الإرهابية التكفيرية كان وراء الجرائم التي ارتكبها الإرهابيون بحق الشعبين السوري والعراقي. وآخر ما تم الإعلان عنه حول دعم سلطات “آل ثاني” للإرهاب ما كشفته مؤسسة “الدفاع عن الديمقراطية البحثية الأميركية” عن استمرار السلطات القطرية بدعم وتمويل التنظيمات الإرهابية، حيث رأت المؤسسة الأميركية بأن الدعم القطري للإرهاب تسبب بأزمة ضاغطة على مستوى العالم.

فقد كشفت مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات البحثية الأميركية أن سلطات آل ثاني القطرية لا تزال تتعامى عمدا وتغض الطرف عن تدفق الأموال إلى التنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط وخصوصا تنظيم داعش الإرهابي في سورية والعراق بالرغم من انضمامها المعلن إلى تحالف واشنطن ضد التنظيم وهي تدير في الوقت نفسه استثمارات واسعة بأموال طائلة في دولة غربية رئيسية مشاركة في التحالف.

وجاء في تقرير للمؤسسة البحثية التي تتخذ من واشنطن مقرا لها أوردت صحيفة واشنطن تايمز مقتطفات منه “إن التحديات التي يشكلها الدعم والتمويل القطري للإرهاب وصل إلى درجة الأزمة الضاغطة على مستوى العالم”  محذرا من أن إغداق الأموال من قبل أفراد في قطر يبدو أنه سيتواصل دون حدوث أي تغيير جدي في السياسة الأميركية بهذا الشأن”.

وأوضح التقرير “أن الأشخاص الذين استفادوا من التساهل القطري مع تمويل الإرهاب أسهموا في تأمين الأموال خلال السنوات الأخيرة لمتزعمي تنظيمات الدولة الإسلامية وحركة خراسان وجبهة النصرة والقاعدة في شبه الجزيرة العربية وحركة الشباب الصومالية وعسكر طيبة والقاعدة في باكستان من بين العديد من المجموعات الأخرى”.

وقالت واشنطن تايمز إن مستوى التهاون الذي تعتمده السطات القطرية لمثل هذا التمويل شكل وعلى مدى سنوات مادة للنقاش والجدل في دوائر الاستخبارات وأجهزة الأمن القومي الأميركي ولاسيما مع تنامي تحالف واشنطن مع هذه الإمارة الثرية .

ولفتت الصحيفة إلى أنه وبالرغم من تظاهر قطر باقتناعها بالانضمام إلى تحالف واشنطن ضد داعش ولاسيما مع وجود قاعدة العيديد التي تستضيف منشأة عسكرية أميركية بالغة السرية تستخدمها القيادة الأميركية الوسطى لتنسيق عملياتها العسكرية في الشرق الأوسط إلا أن تقرير المؤسسة البحثية الأميركية يؤكد أن التعاون القطري في محاربة الإرهابيين “شكلي ورمزي فقط” .

ويشير التقرير إلى أن “ممثلين عن الحكومة القطرية أجروا مفاوضات مع إرهابيين من القاعدة ومن تنظيم داعش في أيلول الماضي وفيما يبدو لا يزالون يتوسطون بين السلطات اللبنانية وهذه التنظيمات” كما يؤكد مسؤولون حكوميون سواء من الغرب أو من المنطقة الدوحة أن قطر تقدم أموال الفدى إلى مثل هذه التنظيمات بعشرات الملايين من الدولارات ما يسهم في تمويلها وتعزيز قدراتها .

ويتحدث التقرير وهو الجزء الأول من ثلاثة أجزاء ستصدرها المؤسسة على التوالي عن أنه وخلال الأشهر الأخيرة تم التركيز على القطري عبد الرحمن النعيمي الذي تضعه الأمم المتحدة وواشنطن والاتحاد الأوروبي على القائمة السوداء بسبب تمويله تنظيم القاعدة ومع ذلك فإنه لايزال حرا في قطر بسبب علاقاته الوطيدة بالنخبة الحاكمة من آل ثاني .

وأشارت المؤسسة الأميركية إلى بروز العديد من القضايا الضخمة المتعلقة بتمويل الإرهاب في قطر خلال العقد الماضي والتي تثبت بما لا يدعو للشك تقصير السياسات القطرية بشكل كبير في مكافحة الظاهرة وسماحها لممولي الإرهاب بمواصلة أنشطتهم على الرغم من أنهم “كانوا قد خضعوا للمراقبة والفحص الدقيق” .

أوضحت مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات” أن إساءة التعامل مع هذه القضايا تأتي نتيجة إهمال متعمد من قبل السلطات القطرية .

ويأتي هذا التقرير استكمالا للعديد من التقارير المشابهة والتصريحات التي جاءت على لسان مسؤولين غربيين بشأن الدور القطري الخطير في تمويل التنظيمات الإرهابية ويرى مراقبون أن غض الدول الغربية ولاسيما الرئيسية منها الطرف عن الممارسات الإرهابية الخطيرة من جانب آل ثاني يأتي بسبب الاستثمارات القطرية الضخمة في بريطانيا وفرنسا وغيرها.

وجاء في تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية نقلا عن بيان لمجموعة “المملكة القابضة” التي تمتلك نصف أسهم فندق سافوي الشهير في لندن أن مجموعة ” كتارا للضيافة” القطرية التي تملك فندق رويال مونسو في باريس اشترت خمسين بالمئة الأخرى من حصص الفندق.

ويعتبر فندق سافوي الذي شيد عام/ 1889/ معلما تاريخيا هاما في لندن وكان أول فندق فخم في العاصمة البريطانية ومن نزلائه تشارلي شابلن وفرانك سيناترا والملكة اليزابيث الثانية كما عقد فيه رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل اجتماعات إبان الحرب العالمية الثانية.

وانتقدت صحيفة الغارديان مؤخرا في مقال للكاتب البريطاني ادرو جيليغان استيلاء قطر بأموالها الضخمة على أبرز المعالم التاريخية والاستثمارات والفنادق البريطانية مؤكدا أن الاتفاق الدفاعي والأمني الأخير الذي عقدته حكومة ديفيد كاميرون مع السلطات القطرية التي تلعب دور المضيف للإرهابيين داخل قطر وتمولهم خارجها يثبت أن بريطانيا باعت روحها لقطر.

وقال الكاتب ” فيما أخبرونا أن كاميرون سيتحدث بصرامة مع الأمير القطري تميم بن حمد آل ثاني خلال لقائهما في لندن فإنه وعوضا عن ذلك أمضى معظم الوقت في طلب الأموال منه .. وبتعبير البيان الذي أصدره داوننغ ستريت فإن كاميرون حثه على التفكير في المزيد من الاستثمارات في أنحاء بريطانيا .. والعرض الضئيل الذي حصلنا عليه هو أنه في حال كنا لطفاء معهم فإن القطريين سيشترون بعضا من أسلحتنا”.