أحد متزعمي تنظيم داعش الإرهابي للغارديان: لو لم يكن هناك سجن أمريكي بالعراق لما كان هناك داعش اليوم

لندن-سانا

استمرارا للحقائق التي تكشف تورط الولايات المتحدة في تصنيع تنظيم داعش الإرهابي أكد أحد متزعمي التنظيم المذكور في تصريح لصحيفة الغارديان البريطانية أن سجن بوكا الذي أنشأته القوات الأمريكية جنوب العراق عقب غزوها هذا البلد ضم معظم قيادات داعش في الوقت الحالي وان عمليات بناء هذا التنظيم
تمت في هذا السجن تحت أنظار القوات الأمريكية وذلك في تأكيد جديد لتقارير إعلامية سابقة أظهرت أن بوكا كان مقرا لرعاية الإرهاب والإرهابيين.

وأوضح الإرهابي المدعو أبو أحمد أنه دخل سجن بوكا منذ عشر سنوات بعد أن اعتقلته القوات الأمريكية ليصبح بعد خروجه من هذا السجن قيادياً في تنظيم داعش حاليا مؤكدا أن السجن كان عبارة عن “ملجأ آمن لم يبعد سوى بضعة مئات الأمتار عن قيادة تنظيم القاعدة”.

وأضاف لو لم يكن هناك سجن أمريكي في العراق لما كان هناك داعش اليوم.. سجن بوكا صنعنا جميعا وبنى أيديولوجيتنا موضحا انه “كان لدينا الكثير من الوقت للتخطيط في السجن حيث شكل لنا بيئة مناسبة اتفقنا فيها على الاجتماع بعد خروجنا وبحلول عام 2009 عاد الكثيرون منا للقيام بما كانوا يقومون به قبل السجن لكن هذه المرة بشكل أفضل”.

واشار الإرهابي المذكور الى انه التقى المرة الأولى بالارهابي أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش في سجن بوكا مبينا أن البغدادي كان غامضا ومختلفا عن بقية المعتقلين.

يذكر أن صحيفة واشنطن بوست الأمريكية كشفت الشهر الماضي عن إقدام الجيش الأمريكي على تربية وحشد مئات العناصر التكفيرية المتطرفة داخل سجن بوكا في مدينة الكرمة العراقية الواقعة على الحدود مع الكويت وإقدامها على إطلاق سراحهم فيما بعد في العام 2009 الذي شهد انسحاب قوات الاحتلال الأمريكي من العراق.

وتحدثت الصحيفة الأمريكية في تقرير مفصل نقلته عن شركة أبحاث مختصة بشؤون الإرهاب تدعى سوفان عن كارثة أحدثها الجيش الأمريكي في العراق حينما جمع بين الإرهابيين والمتطرفين الأكثر راديكالية في سجن واحد ومن ثم قيامه في آذار من العام 2009 بتحرير مئات المساجين وأكثرهم متشربون بأفكار التطرف
والإرهاب بشكل راديكالي متعصب هناك.

وأقر التقرير الأمريكي كما أفادت الصحيفة بأن الولايات المتحدة الأمريكية رعت وأشرفت على السجن المذكور الذي دخله متطرفون عاديون وخرج منه متعصبون إرهابيون منظمون فكريا وتنظيميا.

وتأتي هذه التقارير الإعلامية لتضيف إلى الحقائق المتوالية التي تكشفها الوقائع الميدانية انغماس الولايات المتحدة والاستخبارات الأمريكية في إعداد وتغذية التنظيمات الإرهابية وتجميعها وحشدها لتلبية مصالحها في فرض هيمنتها على العالم على غرار ما فعلت مع تنظيم القاعدة الإرهابي عندما أوجدته بالتعاون
مع أنظمة عميلة لها لمحاربة الاتحاد السوفييتي آنذاك في أفغانستان ومن ثم شن حملة عسكرية ضده عندما ارتد عليها.