في زمن كورونا… نصائح لنجاح التعليم عن بعد (التعليم الافتراضي)

دمشق-سانا

بات التعليم الافتراضي أو ما يعرف بالتعليم عبر الانترنت عن بعد الوسيلة الوحيدة المتاحة لاستمرار عملية التعليم وتعويض الفاقد التعليمي لمختلف المؤسسات التعليمية ولمعظم المراحل بعد أن فرضت إجراءات التصدي لفيروس كورونا المستجد إغلاق المدارس والمعاهد والجامعات في معظم دول العالم.

ودعا عدد من الخبراء والمحاضرين العاملين في هذا المجال إلى اتخاذ مجموعة من التدابير خلال بث المحاضرة أو الدرس التعليمي عبر الانترنت لضمان نجاح إيصال الرسالة التعليمية وفق الدكتور عمار مشلح الأستاذ في كلية طب الأسنان بجامعة دمشق موضحا أنها يجب أن تركز على مبدأ إشراك الطلاب في العملية التدريسية والاستماع لملاحظاتهم وإجراء اختبارات قصيرة لهم بشكل دوري لتقييم مستوى الفائدة.

وأشار الدكتور مشلح إلى أن الدراسة التي أعدها تستند إلى توصيات وضعها عدد من الخبراء العاملين في مجال التعليم الافتراضي بعدد من الجامعات العالمية والتي نبهت إلى ضرورة عدم تحويل المحاضرة بأكملها إلى فيديو بل تلخيصها في فيديو لا يتجاوز ثلاثين دقيقة وتحديد بعض النقاط التي يريد المحاضر تعليمها لطلابه والتركيز عليها دون الاعتماد على البث الحي لكامل جوانب المحاضرة لصعوبة ضمان جودة ما يقدم عبر الانترنت لدى الطرف المتلقي وهم الطلاب نظرا لاختلاف سرعة الانترنت والأجهزة المستخدمة والبرامج المعتمدة من قبلهم وخاصة أن بعض منصات وبرامج المؤتمرات عبر الانترنت قد يتم تحميلها بشكل زائد وتتوقف عن العمل.

ومن النصائح التي دعا إليها الدكتور مشلح وفق الدراسة التأكيد على مشاركة الطلاب في مناقشة المحاضرة وتحفيزهم على الاستكشاف والتعلم الذاتي حول الموضوع المطروح من خلال إعطاء روابط لقراءات ومراجع إضافية يمكن للطالب أن يعود لها وفق اهتماماته العلمية.

وبين الدكتور مشلح في دراسته أن الطلاب في مثل هذه الطريقة التعليمية يفتقدون إلى التفاعل الجماعي فيما بينهم لذلك يجب إشراك الطلاب في جلسة من البث المباشر للتحدث والنقاش مع بعضهم أو تقسيمهم مجموعات تضم خمسة طلاب لدعم بعضهم بعضا وفي حال وجود تساؤل لديهم تتم مناقشته ضمن المجموعة والعودة لأساتذتهم في حال عدم توصلهم للإجابة المقنعة.

ولفت الدكتور مشلح إلى أن الأبحاث المتعلقة بالتعليم عن بعد أشارت إلى أنه تقريبا كل طالب يتحول للدراسة وفق هذا النظام حتى في أحسن الظروف سيواجه أحد أشكال ما يسمى (ضعف الأداء) كأن يحصل على درجة أقل مما هو متوقع أو أن يفشل في إكمال المقرر لذلك يجب على الأستاذ المحاضر أن يسأل الطلاب المشاركين عن توافر شبكة الانترنت بالسرعة المناسبة والأدوات والأجهزة اللازمة وعن هواجسهم حول التحول للتعليم عن بعد معتبرا أن الأساتذة الأنجح في التعليم الافتراضي هم من يجرون تقييمات متكررة ويتحققون من استفادة جميع طلابهم عبر التواصل بالرسائل النصية أو البريد الالكتروني أو عبر الهاتف.

إيناس سفان