الشريط الإخباري

وسط الالتزام بإجراءات التصدي لكورونا… إقبال واسع على زراعة محصول البندورة بدرعا

درعا-سانا

“لن يكون فيروس كورونا عائقاً أمام العمل والإنتاج” بهذه العبارة وصف فلاحو درعا توجههم مع الصباح الباكر إلى حقولهم لزراعة محصول البندورة مع تأكيدهم التزام الحذر والتقيد بالإجراءات الاحترازية المتبعة في التصدي للفيروس.

المزارع محمد الرواشدة وخلال استراحته تحت ظل شجرة بعد عمل متواصل منذ مطلع الشمس قال لمراسل سانا: “لا بد من مواصلة العمل فالأرض لا تنتظر أحداً ولا يمكن أن يشكل الفيروس خطراً لأن التعامل معه يحتاج لخطوات بسيطة هي النظافة الشخصية والابتعاد عن الاختلاط خلال هذه الفترة وهذا أمر يمكن تحقيقه”.

بدا الرواشدة مرتاحاً لما أنجزه خلال الموسم الحالي فرغم الظروف التي فرضها الفيروس إلا أنه زرع كامل أرضه بمحصول البندورة ودعا أقرانه إلى الالتزام بالخطة الزراعية المعتمدة حتى تحافظ على سعر جيد في ذروة الإنتاج.

وتحتل محافظة درعا المرتبة الأولى بين المحافظات على مستوى المساحات المزروعة بمحصول البندورة والإنتاج السنوي ووفق الخطة الزراعية للموسم الحالي من المقرر زراعة نحو 3549 هكتاراً بالبندورة الصيفية والتكثيفية.

ووسط مساحات واسعة من الأراضي وتربة خصبة مناسبة لزراعة المحصول يزرع المزارع محمد برمو شتلات البندورة في أرضه متأملاً بموسم مبشر يعوض الخسائر التي تعرض لها المزارعون في المواسم السابقة وقال بكلمات تحمل تفاؤلاً حذراً: “المستلزمات الزراعية متوافرة بعد خلاص أرضنا من الإرهاب لكن ارتفاع سعرها يفرض علينا تكاليف إضافية يمكن تعويضها إذا سوق المحصول كما يجب وبسعر مناسب”.

وتشكل البندورة عنصراً رئيسياً في عدد كبير من المأكولات المحلية إضافة إلى استخدامها في الصناعات الغذائية والمونة ولهذه الأسباب فإن الطلب دائم على المحصول وخلال العام الماضي عاد 23 معملاً للكونسروة موزعة على مناطق الإنتاج بدرعا ما سهل على المزارعين تسليم إنتاجهم من محصول البندورة وخفض تكاليف النقل والمواصلات وأسهم بتصريف قسم من الإنتاج.

المزارع فؤاد الشريف يرى أن العمل في هذه الظروف واجب وضروري لتأمين متطلبات السوق المحلية وتوفير المحصول في الأسواق معبراً عن ثقته بالإجراءات المتبعة في التصدي لفيروس كورونا وتجاوز هذه المحنة وعودة الأمور إلى طبيعتها أما زياد ربداوي فاقترح زيادة المساحات المخصصة لزراعة البندورة الباكورية في منطقة حوض اليرموك لتأمين كميات إضافية من البندورة في هذه الفترة من السنة وتجنب ارتفاع سعرها.

ويغطي إنتاج محافظة درعا من البندورة في ذروة الإنتاج مناطق واسعة من سورية حيث بلغت المساحة المزروعة بالمحصول خلال الموسم الماضي 4007 هكتارات متجاوزة الخطة البالغة 2894 هكتاراً بينما بلغ الإنتاج نحو440770 طناً.

ومن جهة أخرى لفت أحمد حجازي عضو المكتب التنفيذي في اتحاد فلاحي درعا رئيس مكتب الشؤون الزراعية إلى الجهود المتواصلة التي يبذلها فلاحو المحافظة لزراعة أراضيهم وتطبيق إجراءات التصدي لفيروس كورونا مبيناً أن غلاء مستلزمات العملية الزراعية والتكاليف الإضافية التي يتحملها المزارعون يحتم تقديم الدعم لهم ولتصريف إنتاجهم بأسعار مرضية.

معاون مدير الزراعة المهندس بسام الحشيش بين أن المزارعين باشروا هذا الشهر بزراعة البندورة حيث بلغت المساحة المنفذة حتى تاريخه 1230 هكتاراً مشيراً إلى أن المديرية تتابع تنفيذ الخطة الزراعية وتأمين مستلزمات الإنتاج وتفعيل عمل الصيدليات الزراعية لتعويض النقص جراء الظروف التي فرضتها إجراءات التصدي لفيروس كورونا.

قاسم المقداد