تكاليف منخفضة وإنتاجية عالية… مزرعة خضار مائية على سطح بناء سكني

دمشق-سانا

مشروع نوعي صغير أطلقه الشاب عبد الرحمن المصري عبر إنشاء مزرعة خضار مائية على سطح البناء الذي يقطنه وسط إصرار كبير على تحدي صعوبات الحياة الاقتصادية وما أفرزته من غلاء في تكاليف المعيشة ليصل بعد عامين من العمل الدؤوب إلى مرحلة الإنتاجية العالية بفضل الإدارة الناجحة والتصميم على تجاوز الصعوبات التي واجهها هذا العمل الاستثنائي.

المصري الذي يدرس في السنة الأخيرة في كلية الهندسة المدنية بجامعة دمشق أكد لنشرة سانا الشبابية أنه بحث طويلاً عن فكرة مشروع اقتصادي مدر للدخل ولا يحتاج إلى رأسمال كبير فوقع اختياره على الزراعة بتكاليف منخفضة تتماشى مع وضعه المادي خاصة أن هذا المشروع من وجهة نظره هو مشروع قابل للتطوير والتوسع بمرور الوقت ويدعم الاقتصاد الوطني في آن معاً.

ولفت غلى أنه مهد لمشروعه بسلسلة من التجارب المنزلية التي استهلكت منه مالاً ووقتاً وجهداً تخللتها محطات من الخيبة والفشل والتعلم قبل الوصول إلى مرحلة استطاع فيها الحصول على منتجات حقيقية الأمر الذي شجعه على نقل الفكرة من المنزل إلى أرض الواقع.

قام عبد الرحمن بإطلاق مشروعه الزراعي فوق سطح البناء الذي يضم منزله حيث يصعد يومياً سبعة طوابق للوصول إلى مزرعة الخضار التي أنشأها على سطح أحد الأبنية العالية بمنطقة بيت سحم جنوب دمشق بمساحة لا تتجاوز الـ 65 متراً مربعاً وهي منشأة زراعية من تصميمه وتنفيذه من الألف للياء باتت اليوم تنتج ما يقارب 35 طناً من الخضار سنوياً من خلال 1200 شتلة.

ولفت إلى أنه يستخدم فيها طريقة الزراعة المائية التي توفر 70 بالمئة من المياه المستخدمة بالطرق التقليدية وتعطي إنتاجاً أكثر بعشرة أضعاف من التقليدي مع قدرة على استثمار مناطق ومساحات غير قابلة للاستثمار أساساً بالإضافة إلى أن ثمارها ذات نكهة مميزة ومواصفات عالية تضاهي الزراعة التقليدية.

وأوضح المصري أن نظام الزراعة المائية الذي يعتمده يقوم على وضع الشتلات الزراعية ضمن وسط بديل عن التربة كي تتم حماية جذر النبات والحفاظ على رطوبته ثم يتم تمرير المياه بعد إضافة الأسمدة بنسبة معينة إلى الجذور كي يمتصها النبات لتعود المياه بعدها للخزانات عبر دورة مغلقة.

وتعد أسطح الأبنية هي أكثر المناطق التي يمكن استثمارها من دون التسبب بأي إزعاج لأحد حسب رأي المصري وهي في نفس الوقت تعطي منظراً جمالياً للأبنية وتؤمن غذاء لسكان البناء على مدار السنة وبالتالي تخفف من تكاليف استئجار الأراضي الزراعية.

ويطمح المصري إلى توسيع مشروعه عبر استثمار مساحات أوسع يمكنها إعطاء إنتاج أكبر يكون له أثره على السوق المحلية بحيث يمكن إنتاج محاصيل ممتازة بأسعار مخفضة عن الزراعة التقليدية بسبب التكاليف المنخفضة لهذا النوع من الزراعة خاصة.

وختم المصري حديثه بالقول.. إن المنشأة تضم جميع أنواع الشتول عدا الأشجار حيث يمكن زراعة الكوسا والباذنجان والخيار والبندورة والخس والنعنع وغيرها من هذه الخضراوات وهي مكونات أساسية في المائدة السورية وهو ما يزيد من أهمية هذه المنشأة في حال تمت توسعتها.

 لمياء الرداوي

انظر ايضاً

استقرار كميات الخضار في أسواق الحسكة وانخفاض تدريجي بأسعارها

الحسكة-سانا شهدت أسواق محافظة الحسكة خلال الأيام الماضية وفرة في مختلف أصناف الخضار الصيفية