جرائم مروعة ارتكبتها واشنطن… والبنتاغون يواصل تزوير عدد ضحاياها

دمشق-سانا

جرائم مروعة ارتكبتها الولايات المتحدة على مر تاريخها تبدلت مسارحها في بلدان مختلفة حول العالم تبعاً للأجندات الأمريكية لتتركز خلال السنوات الأخيرة في الشرق الأوسط حاصدة أرواح آلاف المدنيين الأبرياء وسط تعتيم أمريكي كامل على عددهم الحقيقي وإصدار إحصاءات مزيفة تقلل من حصيلة الضحايا الفعلية.

واشنطن التي تدرك أن ما ترتكبه من جرائم سيمر كالعادة دون رقيب أو حسيب دولي تواصل التغطية على العدد الحقيقي لضحايا جرائمها وترفض الاعتراف بسقوط الآلاف منهم لتكتفي بتقديرات كاذبة وغير واقعية كانت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” قد أصدرت أحدثها أمس كما نقلت رويترز وزعمت فيها مقتل 130 مدنياً واصابة 91 فقط جراء ما سمته العمليات العسكرية الأمريكية في العراق وسورية وأفغانستان والصومال العام الماضي.

تقرير البنتاغون يتجاهل على نحو مخز إحصاءات كثيرة أعدتها منظمات دولية حول سقوط آلاف الضحايا جراء تدخلات واشنطن العسكرية واعتداءاتها المباشرة وبينما اعترف التقرير بوقوع 22 مدنياً فقط ضحايا في سورية والعراق أظهر إحصاء أجرته مجموعة مراقبة الحروب الجوية أنه خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2019 تسببت هجمات ما يسمى “التحالف” الذي تقوده الولايات المتحدة والذي يزعم محاربة تنظيم داعش الإرهابي بوقوع أكثر من ألف من المدنيين ضحايا في سورية.

التقارير المتكررة التي أصدرها البنتاغون لمجرد الاستعراض حول عدد ضحايا جرائم واشنطن في سورية بما فيها تقريره الأخير لا تذكر ولو جزءا بسيطاً من الأعداد الفعلية للمدنيين الذين قضوا بسبب تدخلاتها واعتداءاتها ودعمها التنظيمات الإرهابية بشكل مباشر أو غير مباشر وتشكل آثار الدمار التي خلفتها الولايات المتحدة وتحالفها الغربي في مدينة الرقة ومئات الضحايا فيها أكبر شاهد على زيف الاحصاءات التي تصدرها واشنطن وأكاذيبها حول مكافحة الإرهاب.

طيران “التحالف الدولي” غير الشرعي بقيادة واشنطن وفي إطار عدوانه ومجازره بحق المدنيين السوريين ارتكب العديد من المجازر وشنت طائراته عشرات الغارات على قرية الباغوز ومحيطها بريف دير الزور الجنوبي الشرقي ما أدى إلى استشهاد وجرح مئات المدنيين أغلبهم من الأطفال والنساء إضافة إلى وقوع أضرار مادية كبيرة بممتلكات ومنازل المواطنين.

تقرير البنتاغون لم يذكر أيضا النتائج المدمرة للغزو الأمريكي لأفغانستان وأعداد المدنيين الذين يقتلون بسبب تداعيات هذا الغزو من فوضى وانتشار للإرهاب أو غارات جوية بطائرات أمريكية من دون طيار.

وبينما يزعم التقرير سقوط 108 مدنيين أفغان جراء العمليات العسكرية الأمريكية العام الماضي تشير إحصائيات الأمم المتحدة إلى أن 3812 مدنياً أفغانياً على الأقل سقطوا بين قتيل وجريح في النصف الأول من عام 2019.

فرع منظمة العفو الدولية في الولايات المتحدة رد على تقرير البنتاغون مؤكداً أن واشنطن لا تزال تذكر أعداداً أقل من الحقيقية للضحايا المدنيين ووفق دافني إيفياتور مدير قسم الأمن في المنظمة فإنه “بالاستناد إلى ما قامت به منظمة العفو الدولية من تحقيقات موسعة وشاملة في عدة أماكن لا يزال الجيش الأمريكي يذكر أعداداً أقل من الواقع بكثير للمدنيين الذين يقتلون ويصابون بجروح جراء الضربات الأمريكية”.

وبينما تشكل الطائرات من دون طيار الأمريكية السلاح الأكثر استخداماً في الجرائم التي ترتكبها الولايات المتحدة حول العالم عمد الرئيس دونالد ترامب العام الماضي إلى إلغاء السياسة التي تلزم مسؤولي المخابرات الأمريكية بالإبلاغ عن وفاة مدنيين في هجمات بهذه الطائرات خارج مناطق الحروب ليزيد من تعتيم واشنطن وتضليلها لحقيقة سقوط أعداد كبيرة من المدنيين بسبب جرائمها.

الجرائم التي ترتكبها الولايات المتحدة تتواصل في سورية والعراق عبر وجود قوات احتلالها ودعمها للإرهابيين كما تستمر هذه الجرائم في بلدان عدة حول العالم في إطار عملية منظمة عملت الإدارات الأمريكية المتعاقبة منذ أكثر من قرن على ترسيخها وتحويلها إلى سياسة ممنهجة لتحقيق أهدافها بالسيطرة الكاملة.

باسمة كنون

انظر ايضاً

مرتيني يناقش مع المعنيين في درعا سبل تطويرها السياحة الداخلية والشعبية

درعا-سانا تركز اجتماع وزير السياحة المهندس محمد رامي مرتيني مع الجهات المعنية في محافظة درعا …