الحكومة البريطانية تخفي انتقادات الخبراء بشأن تعاملها مع كورونا

لندن-سانا

تواجه الحكومة البريطانية مع تحول بريطانيا إلى أكثر البلدان الأوروبية تضررا بفيروس كورونا وتخطي عدد الوفيات فيها عتبة الثلاثين ألفا اتهامات وانتقادات متزايدة صدر آخرها عن علماء نددوا بطريقة تعاملها مع نصائحهم بشأن طريقة مواجهة الوباء وحجبها معلومات قدموها في تقرير رسمي قاموا بإعداده.

المستشارون العلميون المختصون بالتعامل مع جائحة كورونا كشفوا في تقرير نشرته صحيفة الغارديان محاولات الحكومة البريطانية فرض رقابة على توجيهاتهم بشأن التعامل مع الفيروس وأدانوا تدخلها في عملهم وحجبها انتقادات وجهت لها في تقرير رسمي أعدوه حول طريقة مواجهة الفيروس والحد من انتشاره.

وبحسب هؤلاء العلماء عمدت الحكومة البريطانية إلى تنقيح تقرير رسمي أعدته لجنة فرعية منبثقة عن المجموعة الاستشارية المختصة بالتعامل مع كورونا يقدم نصيحة بشأن الاستجابة المحتملة من جانب البريطانيين لإجراءات الإغلاق العام والحجر الصحي وقد كشف العديد من أعضاء اللجنة أن “الأجزاء المنقحة من الوثيقة تحتوي على انتقادات وجهوها لسياسات حكومية محتملة طلب منهم رسميا النظر فيها في أواخر آذار وأوائل نيسان الماضيين”.

“التنقيحات سخيفة بشكل رهيب وتؤدي إلى نتائج عكسية” وفق وصف أحد المستشارين في اللجنة المذكورة فيما قال عضو آخر في اللجنة إن “الانطباع الذي يتولد عندي هو أن الحكومة البريطانية لا تريد أي انتقاد”.

أستاذ علم النفس الاجتماعي بجامعة سانت أندروز وعضو اللجنة الاستشارية الحكومية حول كورونا في بريطانيا ستيفن ريشر أعرب بدوره عن “شعوره بالغضب والحيرة” إزاء قيام الحكومة البريطانية بحذف الانتقادات الموجهة إليها قائلا إن “أعظم أصول لدينا في هذه الأزمة هو ثقة الجمهور والالتزام به ولهذا يجب أن تكون منفتحا مع الناس لتحصل على الثقة”.

التقرير الذي تم حذف أجزاء كبيرة منه معظمها انتقادات للحكومة البريطانية كان بحسب الغارديان واحدا من سلسلة وثائق نشرتها المجموعة الاستشارية العلمية البريطانية المعنية بحالات الطوارئ “سيج” هذا الأسبوع لتهدئة الانتقادات المتزايدة بشأن نقص الشفافية حول المشورة المقدمة للوزراء الذين يتعاملون مع الوباء وجاءت محاولات تبرير انتقادات العلماء على لسان متحدث باسم المكتب الحكومي البريطاني للعلوم الذي قال إن “التنقيحات حدثت لأن السياسات التي نوقشت في الوثيقة لا تزال قيد النظر”.

الاتهامات بالتقصير ليست الأولى من نوعها التي تواجهها الحكومة البريطانية فبعد تأكيدات الأخيرة استعدادها لمواجهة فيروس كورونا ومراقبتها دون قلق تفشيه في بلدان أوروبية مجاورة تحولت بريطانيا في غضون شهرين إلى الأكثر تأثرا بالوباء في أوروبا وثاني أكثر البلدان تضررا في العالم وتزايدت الاتهامات ضدها بأنها تأخرت في اتخاذ تدابير الوقاية ولم تستبق الحاجة إلى الفحوص ومعدات الحماية كما أنها لم تفرض العزل على السكان إلا في الـ23 من آذار الماضي.

باسمة كنون

انظر ايضاً

خلال العدوان على غزة… الحكومة البريطانية أصدرت أكثر من 100 رخصة تصدير سلاح للاحتلال الإسرائيلي

لندن-سانا كشفت بيانات بريطانية رسمية أن حكومة ريشي سوناك أصدرت أكثر من 100 رخصة تصدير …