الشريط الإخباري

وراء جدران البيت الأبيض.. ترامب يعزل نفسه عن المطالبين بالعدالة

دمشق-سانا

أصوات الاحتجاجات المطالبة بتحقيق العدالة لمقتل جورج فلويد المواطن الأمريكي المتحدر من أصول إفريقية على يد الشرطة وإنهاء العنصرية ضد أصحاب البشرة السمراء تعالت داخل الولايات المتحدة وخارجها واتسع مداها ليشمل دولاً عدة في أنحاء العالم لكن الصوت الوحيد الغائب في قلب هذه الأحداث هو صوت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي اكتفى باعتبار المتظاهرين المنددين بعنف الشرطة “بلطجية وإرهابيين” دون أن يعير أي اهتمام لمشكلة التمييز العرقي المتأصلة في التاريخ الأمريكي أو الاعتراف بوجودها على أقل تقدير.

الاحتجاجات المتواصلة منذ عشرة أيام ليس فقط في الولايات والمدن الأمريكية للتنديد بمقتل فلويد والعنصرية أدت إلى حدوث تحول جديد على الصعيد الشعبي داخل الولايات المتحدة وخارجها وبينما تواصلت الإدانات من زعماء دول وقادة عسكريين ورؤساء أمريكيين سابقين وشركات كبرى أدار ترامب بحسب شبكة “سي ان ان” أذناً صماء لأصوات الاحتجاجات والإدانات وحول البيت الأبيض إلى حصن اختبأ وراء جدرانه عازلاً نفسه عن الأزمة الخطيرة التي تواجهها الولايات المتحدة بعد تفشي مظاهر التمييز العنصري وتفاقم حدتها إثر انتشار فيروس كورونا الذي كان له أثر كبير في تسليط الضوء على الانقسامات العرقية داخل المجتمع الأمريكي.

جروح التمييز العنصري القديمة انفتحت مجدداً مع مقتل فلويد وغيره من الأمريكيين المتحدرين من أصول عرقية مختلفة على يد الشرطة في الآونة الأخيرة وأضافت جائحة كورونا التي حصدت من هذه الفئة النسبة الأكبر من الوفيات والإصابات وما حملته من تداعيات اقتصادية وأعباء مالية بعداً جديداً عليها وبحسب “سي ان ان” فإن النقاشات حول التمييز العنصري والأعراق في السياسة الأمريكية كانت كثيرة لكنها لم تنتج أي تغييرات سياسية أو قانونية ذات معنى وبينما تزداد مشاعر الغضب والحزن لدى الأغلبية العظمى من الأمريكيين بسبب هذا الواقع أدت تصريحات ترامب ونهجه القائم على التمييز والتحيز إلى تأجيج الوضع أكثر.

مجلة ذي اتلانتيك الأمريكية رأت أن ترامب سجن نفسه في البيت الأبيض معتقداً أن ذلك يبعده عن أصوات المحتجين ومشكلة العنصرية في الولايات المتحدة مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي الذي اعتمد في حملته الانتخابية الأولى على فكرة بناء جدار عازل بين الحدود الأمريكية والمكسيكية لإبعاد المهاجرين استحضر الفكرة ذاتها للبيت الأبيض لإبعاد المحتجين.

ترامب يحاول بشتى الوسائل قمع المحتجين الذين ينادون بتحقيق مطالب لا تعني له شيئاً وهو المعروف بخطابه العنصري الذي يلعب على وتر التقسيم والتفرقة بين الأعراق والأحزاب السياسية على حد سواء كما أنه لم يفوت فرصة استخدام الاستعراض الديني لإثارة قاعدته الانتخابية التي تدخل في تشكيلها مجموعات يمينية متطرفة وذلك في توجهه قبل أيام إلى كنيسة سانت جون المعروفة باسم “كنيسة الرؤساء” والتقاط الصور أمامها في خطوة سبقها استخدام الشرطة الغاز المسيل للدموع والقوة لتفريق المحتجين السلميين ما أثار حفيظة زعماء دينيين بمن فيهم مايكل كوري رئيس المجلس التنفيذي للكنيسة الأسقفية الذي انتقد ترامب لاستخدامه الكنيسة لغايات حزبية.

باسمة كنون

انظر ايضاً

متظاهرون يحتشدون أمام فعالية لمراسلي البيت الأبيض تضامناً مع غزة والصحفيين ضحايا العدوان الإسرائيلي

واشنطن-سانا احتشد متظاهرون أمام فندق هيلتون واشنطن في العاصمة الأمريكية خلال فعالية العشاء السنوي