قرية المغير بريف السويداء الجنوبي.. حجارتها تروي قصة حضارات غابرة

السويداء-سانا

تروي الحجارة البازلتية السوداء لقرية المغير الواقعة في أقصى الريف الجنوبي لمحافظة السويداء قصة حضارات غابرة تعاقبت على المنطقة وتركت في كل زاوية منها معلماً أثرياً يدل على عراقتها.

واسم المغير تلك القرية الريفية الوادعة مشتق لغوياً من المغيور أي المسقي في الأماكن حيث يقال أرض مغيرة أي مسقية وغارهم الله بمطر أي سقاهم أو نفعهم وقد يكون سبب اسمها كثرة الأمطار والخير حسب رئيس دائرة آثار السويداء الدكتور نشأت كيوان.

ويشير الدكتور كيوان لنشرة سانا-سياحة ومجتمع إلى أن المغير تعاقبت عليها عدة حضارات من النبطية وما قبلها مروراً بالعصر الروماني والبيزنطي والإسلامي وتنتشر فيها البيوت الأثرية التي كانت أغلب أبوابها من الحجر (أبواب حلس) إضافة إلى المغاور والآبار.

ومن أبرز آثار القرية حسب كيوان بوابة أثرية بيزنطية عريضة يعلوها ساكف يتوسطه دائرة ربما كان منقوشاً فيها صليب ونقوش أخرى طمست في وقت لاحق وعلى جانبي الدائرة هناك سطر من الأحرف اللاتينية ويعلو الساكف قوس فوقه إفريز وأمام البوابة باب آخر مستواه تحت الأرض يزين ساكفه صليب متشعب وبقرب الباب جزء من عامود.

وقال كيوان: في المغير دار رومانية مسقوفة بألواح حجرية مستطيلة “ربد” محمولة على ميازين مزدوجة على شكل صفارة إضافة إلى وجود أحد الكهوف الكبيرة في القرية والذي يمكن الدخول إليه من خلال باب حجري بازلتي ومغارة يبدو أنها كانت خزاناً قديماً جداً وفيها عدة تفرعات إلى كهوف ثانية ويعلوها روزنة.

وإلى الجنوب من المغير بركة أثرية كبيرة وعلى الأرجح أنها نبطية وداخلها بركة أعمق إضافة لانتشار العديد من البرك ومنها ما قد تم ردمه كما يقع جنوبي القرية تل “الوشاش” وهناك تل آخر بالقرب منها اسمه “الخشعة” وهو تل بركاني كبير تستخرج منه الرمال البركانية.

والمغير تقع إلى الجنوب من مدينة السويداء بنحو 50 كم ويجاورها من الشمال الغربي بلدة الغارية ومن الشمال قرية عنز ومن الشمال الشرقي قرية خربة عواد ومن الجنوب الحدود السورية الأردنية.

سهيل حاطوم

تابعوا آخر الأخبار عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط:

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency