الألعاب الالكترونية.. عالم كامل لترفيه الطفل وإذائه نفسيا وصحيا وتربويا

حمص-سانا

يجد الطفل نفسه مع بداية الصيف أمام ساعات فراغ طويلة ويبدأ رحلة البحث عما يسليه ويشغل وقته ولعل الألعاب الالكترونية هي الأقرب إليه في عالم اليوم والأكثر توفرا وإتاحة والأقل تكلفة وغالبا ما يتوقف البحث عندها فيجد فيها عالما كاملا لخدمته وترفيهه يحظى برضا الاهل وقبولهم.
ورغم القبول الذي تحظى به وسائل الترفيه تلك من الأطفال والمراهقين وأسرهم إلا أنها لا تجد الارتياح ذاته عند الخبراء.
وتحذر اختصاصية علم الاجتماع الدكتورة ريم الأسمر من الآثار السلبية للألعاب الالكترونية التي يمارسها الأطفال لأوقات طويلة من النواحي النفسية والسلوكية والاجتماعية والصحية وتأثيرها على مراحل تطورهم ونموهم.
وتذكر الاختصاصية أنه إضافة لمخاطرها المرتبطة بإدمان الأطفال على تلك الوسائط وإهمالهم أمورا أكثر اهمية كالدراسة فإن لها آثارا سلبية على صحتهم وتتسبب بإعاقات أبرزها إصابات الرقبة والظهر والأطراف كما اكتشف العلماء حديثا ان الوميض المتقطع والمستويات العليا والمتباينة من الإضاءة في رسومها المتحركة تتسبب بحدوث نوبات من الصرع لدى الاطفال.
وتحذر الدكتورة الأسمر من ان الاستخدام المتزايد لألعاب الحاسوب الاهتزازية من قبل الأطفال يرتبط بالإصابة بمرض ارتعاش الأذرع والأكف مشيرة إلى تسبب تلك الالعاب بإصابات في الجهاز العظمي والعضلي نتيجة الحركة السريعة المتكررة للعب كما أن كثرة حركة الأصابع على لوحة المفاتيح تسبب أضرارا بالغة لإصبع الإبهام ومفصل الرسغ نتيجة لثنيهما باستمرار.
وتفرض ألعاب الحاسوب وفقا للاختصاصية حركة عينيين سريعة جدا ما يزيد من فرص إجهادها كما أن مجالات الأشعة الكهرومغناطيسية المنبعثة من شاشته تحدث احمرارا بالعين وجفافا وحكة وكلها أعراض تؤدي للإحساس الصداع والشعور بالإجهاد البدني والقلق والاكتئاب.
وفيما يتعلق بالتأثيرات السلوكية السلبية لهذه الألعاب توضح الدكتورة الأسمر أن أهمها تربية الأطفال والمراهقين على العنف والعدوان والتوتر لأن نسبة كبيرة منها تعتمد على التسلية والاستمتاع بقتل الآخرين وبعضها يسهم بالترويج للأفكار الإباحية وتؤدي إلى اعتياد الطفل على حالة الكسل والخمول والعزلة الاجتماعية نتيجة جلوسه الطويل خلف شاشة الحاسوب إضافة لفقدان المقدرة على التفكير الحر وانحسار العزيمة والإرادة لديه.
وترى الدكتورة الأسمر أن مسوءولية حماية الأطفال من هذه الوسائل تقع على عاتق الأسرة و المدرسة والجهات التربوية عبر مراقبة تعامل الطفل معها ونوعية تلك الوسائل ومضامينها وتحديد الوقت المسموح له للعب بها ونشر الوعي بين المراهقين حول مخاطرها الصحية والسلوكية والتربوية.
وتوصي الاختصاصية بضرورة ألا تزيد مدة لعب الطفل على ساعتين يوميا شرط أن يأخذ فترات راحة كل 15 دقيقة وألا تقل المسافة بينه وبين الشاشة عن 70 سم وإبعاد الأطفال عن الألعاب الاهتزازية ليتجنبوا الإصابة المبكرة بأمراض عضلية خطيرة واستخدام الأدوات المطابقة للمواصفات العالمية كأن يكون حامل الحاسوب متناسبا مع حجم الطفل وكمية الإضاءة المناسبة ومقاعد الجلوس جيدة ومريحة.
صبا خيربك