كوكبة من الطلبة المتفوقين يهدون تميزهم لأمهم سورية

اللاذقية-سانا

ثلاثة وستون طالبا متفوقا احتفت بهم كلية الاقتصاد في جامعة تشرين قبل أيام ضمن حفل تخرج حاشد أقيم في النادي السينمائي بالجامعة و تم خلاله تكريم الأوائل على مستوى الكلية تأكيدا على اهتمام المنظومة التعليمية والطلابية بأبنائها المتميزين ولاسيما أن إنجازاتهم الدراسية هذه تأتي في وقت تحتدم فيه التحديات وتسعى الدول المتآمرة على سورية إلى ثني العزائم والهمم وتحطيم الروح السورية المقاومة.

وأبرز أفراد الكوكبة المتألقة هو الطالب المتفوق علي منير البهلول خريج أول قسم إدارة أعمال بمعدل 90 بالمئة والذي ذكر لنشرة سانا الشبابية أن الطلبة المتفوقين في الكلية عملوا على تحويل الألم الذي تعيشه اليوم سورية إلى بيارق أمل وتفاؤل بالمستقبل من خلال السعي الحثيث إلى تحقيق مراتب دراسية متقدمة والتفوق على كل العقبات و المحن أملا برفع راية العلم والسمو بالوطن عاليا.

وأكد أن ما قدمه ورفاقه الأوائل هو تأكيد على قدرة الطالب السوري وإمكاناته المتميزة رغم الظروف المحيطة بهم، مشيرا إلى أن “كل طالب سوري على مقاعد الدراسة هو جندي رديف لبواسل الجيش العربي السوري المغوار لأن خير رديف لدماء الشهداء هو مداد العلماء و بالتالي فإن سورية ستنتصر انطلاقا من عزيمة أهلها على مواصلة إنجازاتهم في كل ميادين العمل والعلم والحياة”.

من ناحيته لفت الطالب المتفوق نورس مازن سليمان خريج أول بمعدل 5ر82 قسم اقتصاد وتخطيط أن التفوق هو مشوار يمتد لأربع سنوات و قيمته الكبيرة تأتي من كونه نتيجة جهد وتعب وإصرار لكنه ليس غاية بحد ذاته إذ يتوجب على الطالب المتفوق ألا يقف عند حدود تميزه بل أن يعتبره نقطة انطلاقة نحو أمداء أوسع يقوم من خلاله بخط انجازاته على أرض الواقع وخاصة أن الوطن اليوم يحتاج إلى جهود أبنائه المثمرة لينهض من جديد.

وقال.. “لا بد لكل منا أن يطبق ما تعلمه و تفوق من خلاله على الأرض السورية المخضبة بدماء الشهداء وإلا لن يكون لكل هذا أي معنى حقيقي وصادق و سيبقى هذا الإنجاز مجرد نصر نظري للطالب لا إسقاط له على حقول الحياة العملية والاجتماعية في حين أن النجاح هو قيمة متكاملة تتجلى خلال درب طويل من العمل المجتهد”.

أما الطالبة المتفوقة فاتن علي ريا وهي خريجة أولى قسم المحاسبة بمعدل 73ر87 فلم يكن التفوق بجديد عليها إذ أنها حاصلة على شهادة الباسل للتفوق العلمي في سنواتها الدراسية الأربعة و هو ما وصفته برد الجميل للبلد الذي احتضنها منذ نعومة أظفارها و وضع كل إمكاناته العلمية لخدمتها ورفاقها.

و تابعت ريا .. منذ دخولي الكلية وضعت التفوق نصب عيني فأردت أن أكون صاحبة بصمة متميزة في المكان الذي انتمي إليه وأن اصنع تغييرا ولو بسيطا أرد من خلاله جزءا يسيرا من العطاء الكبير الذي قدمه لي الأهل والأصدقاء والمدرسون في كل مراحل تعليمي وقد كانت سعادتي بالغة عندما حصلت على معدل لم يسبقني إليه أحد من قبل في اختصاص المحاسبة .

بدورهم أكد الطلاب المتفوقون فادي سمير إبراهيم وسماح أحمد إبراهيم و علي غسان محمد خير أن التخرج مناسبة عظيمة وغاية ينتظر بلوغها كل طالب منذ أن وطأت قدماه أرض الحرم الجامعي كما أن حفل التخرج هو تتويج حقيقي لكل من عمل بجد خلال سنوات الدراسة وقدم كل ما يستطيع لبلوغ هذه المرحلة بتميز و اقتدار وساعده على هذا الإنجاز مجموعة كبيرة من الأساتذة المتميزين في الكلية.

وأهدى الطلبة المتفوقون نجاحهم الباهر إلى أمهم سورية و إلى إخوتهم الميامين في الجيش العربي السوري مؤكدين أن صمود هذا الجيش المقدس هو الذي وفر لهم فرصة متابعة دراستهم و تحصيلهم العلمي و هو ما ساعد كلا منهم على بلوغ مرحلة التميز بعد أن جاءت انتصارات جنود سورية الأبطال لتسبغ على أبناء الوطن مناخا من الطمأنينة و التفاؤل رغم الحرب الإرهابية الشرسة على سورية.

بدوره أشار الدكتور يوسف محمود عميد كلية الاقتصاد في جامعة تشرين إلى أن “استمرار المنظومة التعليمية في عطائها خلال هذه الحرب الكونية على سورية هو أكبر دليل على قدرة وثبات الشعب السوري على مواجهة التحديات موصيا جمهور الطلاب السوريين في كل جامعات القطر بمتابعة العمل المثمر والجاد و الزهو بهويتهم الوطنية وبانتمائهم المقدس لهذا الوطن الشامخ”.

من جانبه ذكر يوسف شاهين رئيس الاتحاد الوطني لطلبة سورية أن الاتحاد نظم بالتعاون مع عمادة كلية الاقتصاد حفل تخرج وتكريم للمتفوقين وهو الأول من نوعه على مستوى جامعة تشرين موضحا أنه سيتم وضع برنامج زمني لعقد حفلات تخرج المتفوقين ابتداء من الشهر الأول للعام القادم ليشمل جميع كليات ومعاهد الجامعة.

ولفت إلى أن هذا النشاط يؤكد في مضمونه على الدعم المعنوي الكبير الذي تقدمه الجامعة لطلبتها المتفوقين و فخرها بهم كما أنه مناسبة لشد الهمم و التشجيع على العمل و الاجتهاد إلى جانب ربط الطلبة بالمنظمة الجامعية و الطلابية من خلال تفعيل حفلات التخرج التي توقفت لأكثر من خمس سنوات وكانت الانطلاقة الأولى لها عبر ملتقى للتفوق الجامعي أقيم على مستوى الجامعات السورية برعاية المكتب التنفيذي لاتحاد طلبة سورية ومنه انبثقت حفلة التخرج الفرعية هذه.

بشرى سليمان