استخدام الليزر بحرفة الحفر والقص… تقنية متطورة في حاضنة دمر للفنون الحرفية-فيديو

دمشق-سانا

بأشعة الليزر الحمراء تترسخ يوميا أجمل التصاميم على قطع خشبية مختلفة الأشكال والأحجام ضمتها إحدى صالات حاضنة دمر للفنون الحرفية لتعلن عن استخدام أحدث التطورات التكنولوجية في الأعمال الحرفية السورية.

استخدام الليزر بحرفة القص والحفر على الخشب تقنية لجأ إليها بعض الحرفيين السوريين لمواكبة آخر التطورات العالمية في هذا المجال ومنهم الحرفي وشيخ الكار فيها أحمد عداس الذي نوه بميزات هذه التقنية ولا سيما لجهة اختصار الوقت الذي يستغرقه عادة الحفر والنقش اليدوي.

اندماج التصاميم المعاصرة مع اللمسات الفنية التراثية شكلت نتاجا مميزا إثر استخدام الليزر بمهنة الحفر والنقش فعلى الرغم من استخدام الآلات والتكنولوجيا المتطورة بالحفر والقص الليزري إلا أن هذه الحرفة لم تتحول إلى مهنة آلية بالكامل وفق عداس موضحا أن إيجاد الفكرة وتصميم الهيكل يحتاجان لإبداع يدوي لوضع نماذج قابلة للتنفيذ إضافة إلى أن تركيب القطع التي تقوم آلة الليزر بقصها يحتاج لبراعة خاصة.

وتدخل حرفة الحفر والقص على الخشب باستخدام تقنية الليزر بتصميم الديكور وصناعة اللوحات الجدارية ومواد الإنارة التي تشكل رسماً على الأرض أو الجدار عند تشغليها كما أن منتجات هذه الحرفة تدخل أيضا في العديد من القطاعات ولا سيما التعليم من خلال صنع الأدوات والمستلزمات التعليمية لمختلف السنوات الدراسية وحتى الجامعية حيث يصنع العاملون بهذه الحرفة ألعابا تعليمية للأطفال تساعدهم على تنمية حواسهم وشخصيتهم مثل تركيب مجسم كبير للمجموعة الشمسية أو تجميع مجسم لأعضاء جسم الإنسان إضافة إلى مصغرات تخدم الطلاب في الدراسة.

وتتألف آلة الليزر المستخدمة بالحفر والقص من نفس أقسام ومكونات الة القص العادية إضافة الى مدفع وساحب هواء ومبرد مائي لمدفع الليزر.

ووفق عداس فإن لدى فريق عمله ثلاث آلات ليزرية للقص والحفر إحداها تم استيرادها منذ عامين والثانية منذ عدة أشهر والثالثة قيد التحضير لجلبها إلى سورية لافتا إلى أن مهنة القص والحفر بدأت تنتشر لدينا قبل 25 عاما وخلال هذه المدة شهدت الآلات المستخدمة فيها تطورات كبيرة على مواصفات الآلة والمنتج الذي تخرجه.

وعن آلية العمل بين عداس أنه بعد انجاز التصميم المراد نقشه يتم تحميله على حاسب خاص بآلة الحفر والقص الليزري ليتم بعد ذلك تزويد الآلة بالمادة الخام المطلوب قصها أو حفرها “نقشها” وإتمام العملية وإخراج المنتج المطلوب على شكل قطع صغيرة يتم تجميعها في قاعة خاصة لذلك.

وبالنسبة للمواد التي يمكن استخدام آلة القص والحفر الليزري عليها فهي “الخشب البلكسي” والاندي اف والزجاج والجلد وجميع الخامات المعدنية وغير المعدنية وأي مادة مسطحة تستطيع الآلة التعامل معها وحول ذلك أوضح عداس أنهم أحضروا على حاضنة دمر إلى جانب آلة القص الليزري للخشب آلة ليزرية أخرى لقص المعادن وسيتم استخدامها قريبا.

ولفت عداس إلى أن فريق العمل في صالتهم ضمن الحاضنة استطاع حديثاً ابداع لوحات ثلاثية الابعاد حفر عليها نصوصا مختلفة باستخدام تقنية الليزر منوها بالتعاون المثمر بين أفراد الفريق الذي مكنهم من الحصول على نماذج إبداعية معقدة في تصميمها وتركيبها بشهادة المختصين في هذا المجال واحتاجت الكثير من الوقت والجهد المشترك.

عداس شدد في حديثه لـ سانا عن أهمية حاضنة دمر الحرفية التي أمنت لهم بيئة مناسبة للعمل وخلقت تعاونا بين شيوخ الكار في مهنهم أثمر عن أعمال حديثة مبتكرة مبيناً أنه خلال عمله في الحاضنة قدم الامبلاج الخاص للعديد من المهن إضافة إلى قيامه بحفر وقص القطع الجلدية الخاصة بالحقائب النسائية وصنع قطع خشبية تدخل في صناعة آلة العود.

وتستعد الحاضنة وفق عداس لإطلاق دورات تدريبية “مجانية” بكل المهن ومنها حرفة الحفر والقص وآخر تطوراتها مشيرا الى أن هدف هذه الدورات التعريف بالحرف الموجودة وتمكين المتدرب من اختيار الحرفة التي تناسبه على أن تكون هناك دورات متقدمة تمكن المتدرب من اتقان العمل والحصول على شهادة حرفية بالاختصاص الذي تدرب عليه.

وتعد حاضنة دمر للفنون الحرفية صرحا حضارياً فريداً من نوعه في الوطن العربي وفق رأي المشاركين فيها وتعتبر أول مكان يجمع الحرفيين ويقدم لهم بيئة جيدة للعمل ولعرض منتجاتهم ولتدريب جيل جديد من الحرفيين وتشغيل المزيد من اليد العاملة وهي لاتزال حديثة وفي طور التحضير لافتتاح أقسام جديدة ضمنها.

طارق السيد

انظر ايضاً

استخدام الليزر بحرفة الحفر والقص… تقنية متطورة في حاضنة دمر للفنون الحرفية

تصوير: ردينة الحلو