معمر من السويداء عاصر قرنين وأصغر أولاده بعمر الـ 15 عاماً

السويداء-سانا

أعداد قليلة من البشر يتخطى عمرهم حاجز المئة عام ما يجعلهم محط أنظار وسطهم المحيط ومنهم المعمر أبو جدعان من بلدة الثعلة بريف السويداء الذي عاصر قرنين من الزمن وصمد بأرضه متجاوزا محن الحياة ومصاعبها وجميع الحروب التي تعرضت لها البلاد.

أبو جدعان محمد مظلومة الذي وصل عمره إلى 104 سنوات كما ذكر أنجب 9 اولاد من زوجتين تفرع عنهم 61 حفيدا علما أن أصغر أبنائه بعمر الـ 15 عاما وأكبرهم من الزوجة الأولى يتجاوز عمره الـ 80 عاما.

ويروي أبو جدعان خلال حديثه لمراسل سانا كيف عمل بمهنة القصابة في لبنان وسورية بعد أن تعلمها من أبيه إضافة إلى ممارسته عددا من الأعمال الزراعية مسترجعا معها في ذاكرته صعوبات الحياة وقسوتها وجوانب من أحداث الثورة السورية الكبرى ومجاهدي بلدته الثعلة إضافة إلى كونه شاهدا حيا على ما مر على البلاد والمجتمع من أحداث.

أبو جدعان الذي تعكس تجاعيد وجهه ويديه القاسيتين رحلة كفاحه مع الحياة لا يعتمد على نوع معين من الطعام حيث يأكل كل ما هو متوافر وخاصة اللحوم عندما كان قصابا بالفترات الماضية كما بين.

ووفق ابنته رماح 25 عاما فإن والدها كان يتمتع ببنية قوية وصحة جيدة ويمارس الأعمال ضمن المنزل إلا أن حالته الصحية بدأت تتراجع منذ شهرين فقط وأصبح يمشي بصعوبة وبمساعدة من أفراد العائلة مبينة أنه لم يزر المشفى إلا مرة واحدة بعد إصابته بجلطة دماغية خفيفة قبل نحو عام.

ووفقا لرئيس شعبة الهلال الأحمر في الثعلة اياد سليقة فإن أبو جدعان أمضى حياته بالتعب والكد في سبيل تأمين قوته اليومي فاشتغل قصابا كما كان يقصده أبناء البلدة للقيام بالأعمال الزراعية وكان يشارك أبناء الثعلة بأنشطتهم الاجتماعية واستمر قبل أشهر من تاريخه بالحركة والتنقل وصعود الإدراج وإحضار احتياجات البيت من السوق ومنها نقل اسطوانة الغاز بواسطة عربة لمسافة تبعد عن مكان إقامته أكثر من 2 كم إلا أن صحته بدأت تتراجع بالفترة الأخيرة.

عمر الطويل