مزاعم ترامب الزائفة تدفع المزيد من الجمهوريين لمطالبته بنقل السلطة إلى بايدن

واشنطن- سانا

دفع الإنكار المتواصل للرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب خسارته أمام منافسه الديمقراطي جون بايدن وتقديمه الطعون غير القانونية بنتائج الانتخابات بمزيد من القياد ات البارزة في الحزب الجمهوري وبعض مستشاريه للتسليم بالخسارة ونقل السلطة لخلفه بسلاسة وفي موعدها القانوني.

وكان ترامب أعلن مراراً أنه لا ينوى الاعتراف بهزيمته وقدم فريقه دعاوى قضائية في عدد من الولايات المحورية بينها بنسلفانيا وجورجيا ونيفادا وويسكونسن وأريزونا في الوقت الذي يتزايد فيه القلق من سلسلة القرارات التي اتخذها الرئيس المنتهية ولايته مؤخراً بما فيها إقالات وتعيينات في وزارة الدفاع الأمر الذي عكس جواً يشوبه الكثير من الترقب لما قد يحدث خلال المرحلة الانتقالية قبيل تسليم السلطة إلى بايدن.

ورأى ستيفن كولينسون الخبير بشؤون البيت الأبيض والشؤون السياسية في الولايات المتحدة والعالم في حديث لشبكة “سي.ان.ان” الإخبارية الأمريكية أن ترامب بسياسته الحالية “يدمر عملية نقل السلطة بشكل سلمي من خلال تحديات قانونية لا أساس لها وممارسته الضغوط على مسؤولي الانتخابات وشن بعض مساعديه هجمة سياسية تهدف إلى عدم الاعتراف بفوز بايدن وتخريب العملية برمتها ليتجنب إذلالاً تاريخياً بعد ولاية رئاسية واحدة فقط” مشيراً إلى أنه “وعلى الرغم من أن بعض الجمهوريين مازالوا يلتزمون الصمت إلا أن آخرين أكدوا أن “الأمر بالنسبة لترامب انتهى”.

واستشهد كوليسنون بما قاله مؤخراً حاكم ولاية نيوجيرسي السابق كريس كريستي والصديق المقرب من ترامب خلال لقاء على قناة “أي.بي.سي.نيوز” عن محامي ترامب رودي جولياني ورفاقه بأنهم يمثلون “إحراجاً وطنياً” وأن الأمر وصل إلى هذا الحد حتى من المقربين من ترامب.

كما قال ستيف شوارزمان أحد أصدقاء ترامب المقربين وأحد مستشاريه إن “النتيجة مؤكدة وإن على البلاد المضي قدماً” معرباً عن استعداد الفريق الجمهوري للتعاون مع بايدن وفريقه.

وأشار كوليسنون إلى أن المرحلة الحاسمة في المواجهة بين الإدارة الأمريكية الحالية وفريق بايدن تقترب وأبرز دلالاتها استمرار ترامب برفضه الشروع في نقل السلطة مع صدور نتائج التصويت المقررة في ميشيغان وفي معظم المقاطعات في ولاية بنسلفانيا.

وقال إنه في حال مضى المسؤولون المحليون قدماً في عملية الفرز الحالية على الرغم من الضغوط التي يمارسها البيت الأبيض فإنهم سيؤكدون حصول بايدن على الأصوات الانتخابية التي يحتاجها للفوز بالرئاسة الأمر الذي سيزيد من ضعف موقف ترامب وادعاءاته بفوزه.

وكان بايدن أكد أن رفض ترامب الاعتراف بنتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية دليل على “ضعفه وافتقاده المسؤولية” وقال: “لست قلقاً إزاء رفض ترامب الاعتراف بالخسارة” مضيفاً أن رفضه لن يمنع نقل السلطة “لكنه يبعث برسالة مريعة عن الولايات المتحدة كبلد”.

ورأى كوليسنون أن ترامب وفريقه القانوني يهتمون أكثر بتضخيم مزاعمهم التي لا أساس لها حول تزوير الانتخابات بدلاً من العمل لصالح جميع الأمريكيين لتسهيل تولي بايدن السلطة.

وقال: إن المناورة القانونية لحملة ترامب تعرضت لضربة قاضية أمس الأول عندما اتهمهم قاض فيدرالي بالفشل في تقديم أدلة لدعم طلب لإبطال ملايين الأصوات في ولاية بنسلفانيا.

وأضاف: إن ترامب ومساعديه حاولوا ممارسة ضغوط كبيرة على السياسيين المحليين في ميشيغان لإحباط العملية الانتخابية والتسليم بفوز بايدن واستدعى اثنين من أعضاء القيادة الجمهورية بالهيئة التشريعية للولاية إلى البيت الأبيض يوم الجمعة الماضي إلا أنهم قالوا أنهم لم تردهم أي معلومات من شأنها أن تغير نتيجة الانتخابات.

وحذرت وسائل إعلام أمريكية من أن ترامب يحضر سيناريوهات مختلفة ويتخذ خطوات هستيرية في محاولة يائسة منه لعكس نتائج الانتخابات الرئاسية لصالحه مشيرة إلى أن الخطوات المحمومة التي يقوم بها ترامب وفريقه الانتخابي للطعن بنتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في الثالث من تشرين الثاني الجاري تسارعت بعد اثبات فوز بايدن في جورجيا.

ويثير رفض ترامب الإذعان لنتائج الانتخابات مخاوف بين أوساط أجهزة الأمن الأمريكية وخارج هذه الدائرة مما يمكن أن يترتب عليه هذا الأمر من آثار خطيرة سواء على الأمن القومي أو فيما يتعلق بمواجهة جائحة كورونا التي أودت بحياة أكثر من 260 ألف شخص في الولايات المتحدة.

انظر ايضاً

بعد إثبات 34 تهمة عليه.. محكمة مانهاتن تدين ترامب جنائياً

واشنطن-سانا أدانت هيئة المحلّفين في محكمة مانهاتن بولاية نيويورك الرئيس الأميركي