التشكيلي عون الدروبي… تجربة فنية غنية برسم الطبيعة والأماكن

حمص-سانا

استقى الفنان التشكيلي عون الدروبي من صحراء تدمر وآثارها وبلحها ألوان لوحاته التي وجد في تدرجاتها المشبعة بالأصفر والبرتقالي والترابي مساحة لونية مزجت بين الإبداع والإحساس لتقدم عملاً متكاملاً.

وعن تجربته التي تجاوزت الخمسين عاماً تحدث الدروبي في مقابلة مع سانا الثقافية بأنه بدأ في المرحلة الابتدائية برسم جرة الفخار والطبيعة الصامتة من مناظر طبيعية من البيئة الريفية البسيطة ليتابع بعدها ويكون أول خريج من مركز الفنون الجميلة في حمص ما أهله للتدريس في معاهد الفنون والثانويات في مدينته رغم أنه خريج كلية الآداب.

وأوضح أن تجربته تبلورت حين اشترك خلال فترة السبعينيات مع زملائه الفنانين من رواد المركز عبد الله مراد وعبد القادر عزوز وفريد جرجس في عدد من المعارض الجماعية داخل وخارج سورية مثل لبنان والأردن والسويد إضافة إلى مشاركتهم في المعرضين السنويين اللذين كانت تقيمهما نقابتا الفنون الجميلة في دمشق وحلب بعنوان الربيع والخريف ما لاقى صدى طيباً لدى المتلقين الذين أبدوا إعجابهم بهذه المعارض وتجارب المشاركين فيها.

وعن معارضه الفردية يوضح الدروبي أن عمله رئيساً لشعبة سياحة حمص والرحلات السياحية التي كان ينظمها إلى مدينة تدمر الأثرية أغنت تجربته الفنية وقدمت له الكثير وخاصة فيما يتعلق بالألوان التي استقاها من طبيعة هذه المدينة التاريخية.

بدأ الفنان الدروبي أعماله بالواقعية ولا سيما مع المناظر الطبيعية ليدخل إليها فيما بعد الشخوص البشرية بين أشجارها وبساتينها ثم تدرج نحو التعبيرية المجردة التي يصفها بأنها تلخيص للأشكال بما فيها الشكل الإنساني ويقحم فيها بشكل آخر حارات حمص القديمة والطبيعة وفي لوحات أخرى تبرز الأنثى كعنصر مؤثر لا يمكن الاستغناء عن جماليته المفعمة بالحيوية.

ويرى الدروبي أن الظروف التي تعصف بمحيط الفنان يجب ألا تكبحه عن العمل وإنما تشكل له بوتقة للإبداع الذي يولد من رحمها لافتاً إلى أن الحرب وما شهدته حمص على مدى سبعة أعوام كانت فرصة لإنتاج المزيد من أعماله الفنية في مرسمه الخاص.

الدروبي الذي بلغ الـ 77 من العمر وبعد هذه المسيرة الحافلة يرى أن الحركة التشكيلية في حمص تعاني ضعفاً في التجارب الفنية داعياً الفنانين الشباب إلى الاستفادة من تجارب من سبقوهم والأخذ بنصائحهم لتطوير نتاجاتهم من خلال تكرار اللقاءات مع أقرانهم ومناقشة كل ما يعتريها من إشكاليات معتبراً أن الانفرادية تعني التدمير والعمل الجماعي ينتج التطوير.

ويختم الدروبي حديثه بالإشارة إلى أن الفنان الحقيقي يقدم فنه دون مقابل ورسالته تكون أقوى وأقرب إلى الجمهور حين يكون عمله نابعاً من إنسانيته وإبداعه.

حنان سويد

انظر ايضاً

مجموعة سياحية لبنانية تزور مدينة تدمر الأثرية

تدمر-سانا زارت مجموعة سياحية لبنانية مؤلفة من 100 سائح مدينة تدمر الأثرية اليوم، واطلعت على …