اكتشاف كوكبين يشبهان الأرض بشكل كبير خارج المجموعة الشمسية

واشنطن-سانا

أعلن علماء فلك اكتشاف كوكبين خارج المجموعة الشمسية يشبهان كوكب الأرض إلى حد كبير ويدوران على مسافة معتدلة من شمسيهما تجعلهما قابلين للحياة ولوجود مياه سائلة على سطحيهما.

ونقلت وكالة اسوشيتد برس عن فرغال مولالي المتخصص في علم الأحياء الفضائي في وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” قوله “إنها المرة الأولى التي نرصد فيها كوكبا توءما للأرض يدور حول نجمة تشبه شمسنا”.

وإلى جانب الكوكبين الاثنين تمكن العلماء من رصد ستة كواكب أخرى مماثلة بأحجام مختلفة تقع أيضا على مسافة معتدلة من شمسها وهي المسافة التي تكون فيها حرارة الكوكب معتدلة.

وحسب العلماء فإن اكتشاف تلك الكواكب الثمانية التي رصدت بفضل التلسكوب الفضائي الأمريكي كيبلر يضاعف عدد الكواكب القابلة للحياة المكتشفة في أعماق الفضاء والتي لا يزيد قطرها على ضعف قطر الأرض.

بدروه أكد غيرمو توريس الباحث في مركز علوم الفيزياء الفلكية في جامعة هارفرد واحد المشرفين على الدراسة أن معظم هذه الكواكب الثمانية يرجح أن تكون صخرية مثل كوكب الأرض وتقع على مسافة من شمسها تجعلها قابلة للحياة.

وأوضح أن العلماء يطلقون على هذه المسافة اسم “المنطقة القابلة للحياة” لأن الحياة المعروفة حتى الآن والمعتمدة على وجود المياه السائلة لديها حظوظ كبيرة للنشوء والتطور على سطح الكواكب ذات المسافات المتوسطة عن شموسها.

وأطلق على الكوكبين المشابهين للأرض اسم “كيبلر 438 بي وكيبلر 442 بي” وهما يدوران حول نجمين أحمرين من نوع يسميه العلماء النجوم القزمة وهي نجوم أصغر من شمسنا وأقل حرارة منها.

ويقع النجم الأول على بعد 470 سنة ضوئية من شمسنا والثاني على مسافة 1100 سنة ضوئية والسنة الضوئية هي وحدة لقياس المسافة وليس الزمن وهي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة وتعادل 9461 مليار كيلومتر.

وليكون الكوكب قابلا للحياة على سطحه ينبغي أن يتلقى أشعة من شمسه لا تقل عن التي يتلقاها كوكب الأرض من الشمس بشكل لا يؤدي إلى تبخر كل المياه السائلة عن سطحه وتبددها.

ويرجح العلماء بنسبة 70 بالمئة أن يكون “كيبلر 438 بي” مناسبا للحياة أما “كيبلر 422 بي” فيتلقى من شمسه أشعة تزيد عما يتلقاه كوكبنا من شمسه بنسبة الثلثين ويرجح العلماء بنسبة 97 بالمئة أن يكون واقعا في المنطقة المعتدلة التي تجعل منه مناسبا للحياة فيما لو كان صخريا لكن بسبب صغر حجم الكوكبين ومسافتها البعيدة عن الأرض يصعب على العلماء قياس كتلتهما بدقة.

وقبل هذا الاكتشاف كان أكثر الكواكب المرصودة تشابها مع الأرض هو “كيبلر 186 اف” المكتشف في شباط الماضي والذي يوازي قطره 1ر1 من قطر الأرض وإشعاع شمسه أعلى من إشعاع شمسنا على الأرض بنحو 32 بالمئة واكتشف معه أيضا الكوكب “كيبلر 62 اف” وهو أكبر من الأرض بنسبة 40 بالمئة وأكثر إشعاعا من الأرض بنحو 41 بالمئة.

يذكر أنه تم إطلاق التلسكوب الفضائي الأميركي كيبلر إلى الفضاء في عام 2009 وقد أجرى منذ ذلك الحين مسحا لنحو 150 ألف نجمة بحثا عن كواكب قد تكون مناسبة للحياة خارج مجموعتنا الشمسية وأعلن المسؤولون عن هذا البرنامج قبل أيام رصد 554 كوكبا جديدا قد تكون قابلة للحياة.