بعد 23 عملية.. جريح حرب هزم بإرادته وصبره قذيفة الحقد ليواصل مسيرة الحياة

اللاذقية-سانا

تحدى الألم والإصابة ليهزم بشجاعته وصبره قذيفة الحقد التي طالته ورفاقه في إحدى المعارك ضد المجموعات الإرهابية مهددة ببتر أحد أطرافه جراء كسور مفتتة بالجزء السفلي للساق إضافة إلى بتر إصبعين من مشط القدم وتهتك بالعضلة الخلفية للساق وأخطرها كان دخول جرثومة إلى العظم.

قصة تحد وإرادة من نوع جديد وقفت خلف تعافي جريح الحرب محمد عزيز رجوب الذي خضع لـ 23 عملية جراحية وعاد مجدداً ليواصل مسيرته في الحياة.

يقول رجوب في حديث لمراسلة سانا.. في البداية كانت جروحي كبيرة وعميقة وتم اكتشاف وجود جرثومة بالعظم وكان لا بد من السيطرة عليها حيث تم تحويلي إلى المشفى العسكري باللاذقية لتبدأ رحلة العلاج التي أجريت خلالها 23 عملاً جراحياً منها 5 عمليات طعوم جلدية تم أخذها من الفخذ مع بتر إصبعين بالرجل نتيجة لنقص التروية إضافة إلى عمليات عدة بمشط القدم وتركيب صفائح وبعد القيام بالعمليات الجراحية عادت الجرثومة لتنشط من جديد وبدأت أعاني لعدة أشهر حيث ارتأى الأطباء اللجوء إلى بتر الساق للتخلص من الجرثومة ولكن ترددت بالبتر.

ويتابع رجوب، في البداية عانيت من انكسار داخلي لم يستمر طويلاً فبعد أن واجهت الموت بأشكال عديدة في المعارك لن تهزمني جرثومة فثقتي بالله كبيرة وإرادتي قوية بأني سأعاود المشي مجدداً ورغم الوضع الصعب توجهت للبحث عن حلول لأجد أحد الأطباء المختصين في مثل هذه الحالات حيث قام بوصف علاج كيمياوي وطبيعي في آن واحد وبدأت بفضل الله استجيب للعلاج بشكل تدريجي وبعدها خضعت لعملية حقن بالأنابيب لمدة عشرين يوماً لإيصال الدواء إلى العظم واستمر العلاج حتى شفيت تماماً وعدت للمشي مجدداً على قدمي بعد أعوام أمضيتها أمشي على العكاز ولكني خسرت 3 سم من طول الساق الأمر الذي جعلني الجأ للأحذية الطبية للمشي بشكل صحيح.

وأضاف الجريح رجوب، بعد العودة لحياتي الطبيعية لم أستطع العودة إلى العمل الذي كنت أقوم به وهو تنسيق الأزهار وصالات الأعراس لأن إصابتي ستمنعني فقمت بالبحث عن عمل يمكنني القيام به وتنوعت الأعمال لأصل إلى العمل المناسب بمساعدة العديد من الأشخاص فمنهم من تواصل معي للعمل بمشغل للتعليب والتغليف يعمل به فقط جرحى الحرب وأسر الشهداء وعملت به لعدة أشهر وبعدها عملت بأحد المطاعم محاسباً وفي النهاية قمت بمشاركة أحد الأشخاص بمحل لبيع الخضراوات والفاكهة ووجدتها المهنة الأنسب لوضعي الصحي والتي استمررت فيها حتى الآن.

وأكد أنه يشعر بالفخر بأن تضحياته مع رفاقه كانت الصخرة التي تحطمت عليها مؤامرات الأعداء التي استهدفت سورية بشعبها وأرضها ومواقفها الوطنية داعياً بالرحمة لأرواح شهداء الجيش العربي السوري وكل مواطن سوري شريف وقف خلف الجيش لتحقيق الانتصار على الإرهاب وداعميه من الدول المتآمرة.

وختم جريح الحرب رجوب بتقديم الشكر للجمعيات والأشخاص الذين وقفوا إلى جانبه في رحلة العلاج بما قدموه من دعم مادي ومعنوي إضافة إلى صفحة (جرحى الشرف) التي عن طريقها حصلت على العديد من الأدوية والمستلزمات العلاجية من متطوعين من داخل وخارج البلد.

منال عجيب

انظر ايضاً

مكابراً على آلامه… جريح حرب شاب من السويداء يتقدم لامتحانات شهادة التعليم الأساسي

السويداء-سانا “إحدى أصابعي مبتورة، ولا أستطيع تحريك إبهامي والكتابة، لكنني أستطيع التفكير ليكون العلم سلاحي