وحيد أهله.. الشهيد البطل أوس بركات: روح البسالة ونداء الوطن كانا الأقوى

اللاذقية-سانا
لم يتردد أوس بركات وهو من مواليد عام 1981 بالتطوع في صفوف الجيش العربي السوري عام 2007 رغم انه وحيد أهله فقد كان شابا شجاعا يحب وطنه حتى الثمالة وعندما بدأت الأحداث في سورية لم يستطع ان يقف متفرجا امام الجرائم الارهابية النكراء التي تقوم بها العصابات التكفيرية فترك وراءه زوجة وطفلة عمرها سنة وثمانية اشهر ليلبي نداء الوطن ويقدم اعظم التضحيات في سبيل الدفاع عن عزة الوطن وكرامته اذ استشهد في كلية المشاة بحلب بتاريخ 11- 12 -2012.
“عادة ما يقولون إن الابن هو صورة عن أهله ولكني أؤكد أنني صورة عن ابني أوس”.. بهذه الكلمات بدأت أم الشهيد المعلمة الفاضلة سهيلة ديب حديثها لنشرة سانا الشبابية مضيفة ” أحاول جاهدة أن أستلهم منه الصبر والقوة والعزيمة والتحدي وهي صفات لازمته طوال حياته ما جعلني أقبل برغبته بالالتحاق والتطوع في كلية المشاة بحلب فقد كان حلمه منذ الصغر أن يكون ضابطا في صفوف الجيش العربي السوري واتذكر دائما انه كان يقول لي وهو في الصف الرابع الابتدائي أن حلمه ارتداء البدلة العسكرية”.
وتستذكر الأم الفاضلة قصص ابنها الشهيد فتقول “ذات ظهيرة كنت عائدة من العمل وكان أوس لا يزال يدرس في كلية التربية الرياضية باللاذقية وعندما فتحت باب المنزل تفاجأت بشاب يرتدي البدلة العسكرية وإذ به ولدي أوس الذي بادرني بالقول بحماسة وشجاعة “ألا تليق بي هذه البدلة”.
كان أوس مثالا للشاب الجامعي المثقف الواعي الملتزم وعندما بدأت الأزمة والحرب الهمجية ضد سورية سألته والدته هل أنت نادم على انضمامك للجيش العربي السوري فأجابها .. انا خلقت لأكون ضمن صفوف هذا الجيش البطل”.
وتتابع السيدة سهيلة “عندما بدأت الاحداث في مدينة حلب كان دائما يقول لي..هذه حلب الابية.. هذه حلب المقاومة الصامدة .. ونحن سندافع عنها بأرواحنا فهي عاصمة المحبة والجمال”.
ومضت أم الشهيد تقول “أوس لم يحك لي يوما ماذا كان يفعل أثناء محاصرة العصابات الارهابية لكلية المشاة لكن كان يقول كلية المشاة قوية بضباطها وجنودها البواسل ولن يدخل هؤلاء الإرهابيون إلا على جثثنا”.
وتضيف “بعد استشهاد ولدي أخبرني زملاؤه عن بطولاته وبسالته فقد كان دائما مقداما يقف في الخطوط الأولى وكان زملاؤه يقولون له: لاتقف في الأماكن الخطرة فأنت وحيد لأهلك ولكنه لم يستجب لهم ولرجائهم”.
وتابعت كان أوس محط اهتمامنا دللناه كثيرا ومع هذا كان مقداما وشجاعا وكريما وعزيزا وشهما وفي اخر اتصال هاتفي معه اخبرني بأنهم سيعودون بإذن الله وعاد فعلا شهيدا مكرما عند ربه وشعبه”.
بدورها أكدت رادة بركات أخت الشهيد أن أخاها أوس استشهد فداء للوطن وترابه وحفاظا على كرامته وحريته وصونا لوحدته الوطنية وكان سيد الشباب والرجال.
وتابعت “لا أعرف ماذا أقول عن أوس فقد كان صديقي وأخي وأبي وكل شيء في حياتي فهو الأخ الحنون المعطاء كريم الاخلاق وكان سندا لي في الحياة وكتفا اتكئ عليه وصدرا ابوح له باحزاني والامي كما كان الشمعة التي تنير دربي وايامي ورغم استشهاده لكن روحه لا تزال ترفرف في كل مكان فأنا اراه في كل
الاوقات واتحدث معه وابوح له بأسراري ومكنونات نفسي وأشعر به يسمعني ويرشدني الى الطريق الصحيح ورغم الجرح الكبير الذي تركه فراق أوس في قلبي لكنني افتخر وارفع رأسي عاليا به”.

بشرى سليمان