إدارة الأولويات.. أهم أسباب نجاح وريادة الشباب

دمشق-سانا

يشكو كثير من الناس ضيق أوقاتهم وكثرة أشغالهم التي لا يستوعبها الوقت ويود أحدهم لو كان اليوم خمسين ساعة مثلا ولحل هذه المشكلة تقدم خبيرة التنمية البشرية رهف تسابحجي لنشرة سانا الشبابية بوصلة تقودنا إلى حياة أفضل.

وتقول تسابحجي “إن الأهم من درجة سرعة انطلاقتنا نحو هدف ما هو معرفتنا إلى أين ننطلق فإدارة الأولويات هي أحد أهم أسباب النجاح والريادة في الحياة” مشيرا إلى أن إدارة الأولويات تقسم إلى قسمين ويركز القسم الأول الساعة والبوصلة على عدة أفكار مهمة فبدلا من التركيز على التنفيذ الصحيح للأعمال ننتقل إلى تنفيذ الأعمال الصحيحة ومن هنا تتضح الفجوة التي يشعر بها الكثير منا بين طريقة إنفاق وقتنا وبين ما نعتبرها أمورا مهمة لنا.

وللتعرف على ما يسمى “نتائج إدمان الطوارئ والعاجل من الأمور” ترى تسابحجي أنه يجب إعداد جدول لإدارة الوقت حسب الطوارئ والأهمية نضع في المربع الأول الأمور المهمة التي اصبحت عاجلة لتأجيلها وإهمالها لأننا لم نعد لها ما يكفي من التخطيط الوقائي فيما يحتوي المربع الثاني أمورا مهمة ولكنها ليست ملحّة فهو مجال تخطيط طويل الأجل حيث نتوقع المشكلات ونحاول منع حدوثها كعملية وقائية قبل أن نصل إلى المرض الذي يمثله المربع الأول ولذلك فإن المربع الثاني يسمى “مربع الجودة”.

وتبين خبيرة التنمية أن إنفاق الوقت في هذا المربع يبني قدراتنا على الفعل في الحاضر والمستقبل ويؤدي إلى تقليل مساحة المربع الأول تلقائيا وميزة المربع الثاني أنه لا يتحكم فينا بل نحن الذين نتحكم فيه على العكس من المربع الأول الذي يتسم بالطوارئ ولذلك يمكن تسمية المربع الثاني “مربع القيادة الذاتية”.

أما المربع الثالث بحسب تسابحجي فهو شبح المربع الأول ويشمل أمورا عاجلة ولكنها ليست مهمة ولذلك يمكن تسميته “مربع الخداع” بينما يحتوي المربع الرابع على الأنشطة التي لا تتمتع بالأهمية أو بالإلحاح ولذلك يسمى “بمربع الضياع” وبالطبع يجب ألا نضيع أي وقت في هذا المربع.

وترجع أهمية هذه الجوانب الأربعة بحسب تسابحجي إلى أن النقص في إشباع أي من حاجاتنا سيتحول إلى نقطة سوداء تبتلع طاقتنا وانتباهنا فلو كانت لدينا مشكلة اجتماعية كالطلاق مثلا أو تدهور الصحة فإن هذه الحاجات غير المشبعة ستتحول إلى طوارئ تضغط وتسيطر علينا لتنهك قوانا ومن هنا تضيع الحاجات الأخرى في منطقة الإهمال لافتة إلى أنه لابد من التداخل والتفاعل الإيجابي بين هذه الحاجات لتصبح لدينا القدرة على إشباعها بشكل يحقق التوازن والرضا والسعادة.

وأشارت تسابحجي إلى أن القسم الثاني يتضمن “الأهمية دائما للأهم” وتظهر في هذا القسم فكرة المربع الثاني الخاصة بعملية التنظيم وهي عملية تستغرق نصف ساعة كل أسبوع تحول الساعة إلى بوصلة وتساعدنا على نقل تفكيرنا من منهج الطوارئ إلى منهج الأهمية.

وتضيف خبيرة التنمية “إنه حتى نقوم بتنظيم وقتنا ووضع الجدول المطلوب لابد من وضع عدة خطوات أولها نربط كل شيء برؤيتنا ورسالتنا فعند التخطيط للأسبوع القادم يجب أن نجعل الخطوة الأولى التفكير فيما يعتبر أهم شي في حياتنا ككل فهذا المنطق يعطي المعنى الصحيح للأمور أي النظر إلى الصورة الأشمل والأوسع”.

وأما الخطوة الثانية فهي تحديد الأدوار فنحن نعيش الحياة في شكل أدوار قد يكون لنا دور كبير في الوظيفة أو العمل الذي نمتهنه أو الأسرة التي ننتمي إليها أو المجتمع الذي نعيش فيه أو في أي ناحية من نواحي الحياة، وإن هذه الأدوار هي مسؤوليات وعلاقات ومجالات للعطاء وإن كثيرا من التعاسة في حياتنا يأتي من الإحساس بأننا ناجحون في دور من هذه الأدوار على حساب الأدوار الأخرى فقد أكون ناجحا في دوري كطبيب ولكني لست بهذه الدرجة من النجاح في دوري كابن أو كأخ.

وتجد خبيرة التنمية أن الخطوة الثالثة هي تحديد أهداف المربع الثاني بالنسبة لكل دور فبعد تحديد أدوارنا نسال أنفسنا ما الأمر المهم الذي يمكنني أن أقوم به في كل دور في هذا الأسبوع لكي أحصل على افضل النتائج في حياتي مبينة أن الخطوة الرابعة هي أن نجد إطارا لعملية اتخاذنا لقراراتنا خلال الأسبوع فليست العبرة مجرد عمل الأولويات داخل الجدول الزمني بل العبرة ألا يشمل جدولنا إلا الأولويات فقط.

وتختم تسابحجي بالخطوة الخامسة وهي التقويم وتعرفها بالقول “إن عملية المربع الثاني لن تكون كاملة إلا بتحويل خبرة هذا الأسبوع إلى قاعدة تساعد في تحسين فاعلية الأسبوع التالي فإذا لم نتعلم من الحياة فكيف سنتجّنب تكرار عمل نفس الأشياء ونفس الأخطاء أسبوعا بعد آخر ومن الأفكار المؤثرة فكرة “الرؤية الملهمة” ويقصد بها ذلك الحافز الأول للسلوك الإنساني وهي القدرة على الرؤية إلى ما بعد الواقع الآن أي القدرة على أن نبدع ونخترع ما لا يوجد كي نصل إلى ما لم نصل إليه بعد.

لمى الخليل