المعلمون في ظروف كورونا يؤدون رسالتهم الإنسانية الأسمى

دمشق-سانا

يحتفل المعلم بعيده اليوم بعد عام لم يشهد العالم مثيلاً له من قبل حيث أرخت جائحة كورونا بظلالها على كل نواحي الحياة ولعل من أول الاجراءات التي اتخذتها الدول إغلاق المدارس لحماية الطلاب والمدرسين والحد من انتشار العدوى الخطوة التي طبقتها سورية في الفصل الدراسي الثاني من العام الماضي ليتخذ القائمون على العملية التعليمية في بداية العام الدراسي الحالي قرار الاستمرار.

قرار الاستمرار بالتعليم تزامن مع إجراءات عدة لتخفيف خطر الإصابة عن المعلمين والطلاب تضمنها بروتوكول صحي اعتمدته وزارة التربية حسب الدكتورة هتون الطواشي مديرة الصحة المدرسية في الوزارة ومن أهمها اعتبار المعلمين فوق 55 عاماً “معلمين احتياط” في المناطق التي تضم فائضاً وإلزام المدرسين بالكمامات في المناطق التي سجلت نسب انتشار مرتفعة وتعميم توصيات لتسهيل إجراءات منح الإجازة للمعلم المصاب بكورونا.

ولفتت الطواشي إلى أن الوزارة عملت أيضا على توزيع كمامات مجانية على المعلمين وتنظيم دورات تدريبية حول طرق رصد كورونا والتعامل مع الطلاب المصابين وتدريب الموجهين الاختصاصيين والمديرين لنشر الوعي الصحي وتكليف مشرفين صحيين بالمدارس لمتابعة الوضع الصحي للمعلمين والطلاب وتزويدهم بماسحات حرارية للقيام بالمسح الحراري اليومي وتخصيص نصف ساعة للتثقيف الصحي في القاعات الصفية.

وفق إحصائية وزارة التربية سجلت 1436 إصابة بين المعلمين في جميع المحافظات منذ بداية العام الدراسي الحالي توفى منهم 17 مدرساً.

وأوضحت مديرة الصحة المدرسية أن تأثير الفيروس كان أشد على المعلمين مقارنة بالطلاب وخاصة الذين لديهم أمراض مزمنة كالضغط والسكري والقلب والأورام أو الذين فوق 55 عاماً.

الاستمرار بالعملية التعليمية وخاصة مع تسجيل إصابات بين مدرسين لم يلق صدى إيجابياً لدى البعض حيث ذكرت مدرسة مادة الرياضيات “دانية محمد” أنها التزمت بالدوام لكن الأمر سبب لها مخاوف كثيرة لأن الطلاب ناقلون للمرض دون أن تظهر عليهم أعراضه أحياناً ومع الكثافة الصفية يصبح الخطر أعلى إضافة الى صعوبة تطبيق إجراءات الوقاية مع الأطفال الصغار مشيرة إلى أن شعورها بالقلق كان ناجماً عن خوفها من نقل العدوى لأسرتها وقالت: كنت أفضل أن تغلق المدارس أسوة بالدول المجاورة.

فيما رأت مدرسة اللغة العربية “رحاب الهندي” أن قرار استمرار العملية التعليمية كان صائباً وهي التزمت بدورها بالدوام حرصاً على منع حدوث فاقد تعليمي لدى الطلاب والاضطرار إلى تعويضه لاحقاً عبر حصص درسية إضافية تشكل ضغطاً على المعلم والطالب معربة عن سعادتها بتأدية رسالتها الإنسانية الأسمى رغم كل المخاطر حيث واصل المعلم علمه كما الطبيب والممرض وغيرهم.

ولفتت المدرسة الهندي إلى أن إغلاق المدارس ينعكس سلباً على الحالة النفسية للأطفال كما المستوى التعليمي فالطفل بحاجة ليعيش حياة طبيعية ويتفاعل مع أقرانه ويتعلم معتبرة أن تلقى العدوى قد يحدث في كل مكان وليس بالمدارس فقط.

جائحة كورونا فرضت اليوم المثال العملي والدليل الحقيقي على أهمية المعلم وضخامة دوره وسمو رسالته ليثبت بحق أنه كاد أن يكون رسولاً.

رحاب علي

انظر ايضاً

الصحة العالمية: ارتفاع حاد بعدد الإصابات بفيروس كورونا في جميع أنحاء العالم

جنيف-سانا أعلنت منظمة الصحة العالمية أن عدد الإصابات بفيروس كورونا “كوفيد19”