سناتور أميركي: أمريكا أذكت نار الحركات المتطرفة من خلال الحروب التي خاضتها في الشرق الأوسط

واشنطن-سانا

أكد السناتور الأميركي البارز كريس مورفي أن أميركا ساهمت في “إذكاء نار” الحركات المتطرفة من خلال الحروب التي خاضتها في الشرق الأوسط.

وقال مورفي في مقابلة مع شبكة سي إن إن الإخبارية الأميركية “إن السعودية وعددا من الدول الحليفة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط ساهمت في تصوير الصراع الدائر في العالم على أنه صراع ديني بين الإسلام والمسيحية وأن الحقيقة إن الحرب ليست بين الإسلام والمسيحية أو بين الشرق والغرب .. ولكن عندما يكون هناك دول مثل السعودية تمول الإرهاب وترتكب انتهاكات مثل جلد المغردين الذين ينتقدون التطرف الديني وإعدام مسيحيين بتهمة الإساءة للإسلام فستكون النتيجة تغذية الخرافة حول الصراع بين الجانبين” .

وتابع مورفي بالقول “نحن نعرف أن السعودية تقوم منذ عقود بتمويل المنظمات التي يقودها رجال دين من أتباع المدرسة الوهابية والتي تقوم بدورها بتمويل المعاهد التي تدرب الجهاديين.. وسيكون علينا إجراء محادثات قاسية مع حلفائنا في الأسابيع والأيام المقبلة فقد تركنا الأمور تسير بهذا الشكل أكثر مما ينبغي ولكننا الآن نعي تلك الحقيقة والخطر الذي بات يهدد حتى الولايات المتحدة وحلفاءها” .

وشرح مورفي وجهة نظره حول خطأ الحروب الأميركية على الإرهاب والطريقة التي تخاض بها والتي أدت لنتائج عكسية بينها تقوية الإرهابيين وزيادة المجندين في صفوفهم قائلا” هناك خطوات قمنا بها يمكن أن تساهم في ظهور المزيد من الإرهابيين وتشكيل خطر أكبر على الولايات المتحدة .. وهناك خطوات يمكننا القيام بها ستحد من خطر تزايد الإرهابيين” .

واستطرد قائلا: “أظن أن الكثيرين يتفقون معي بأن الحرب التي شنتها واشنطن على العراق والتي استغلتها التنظيمات المتطرفة لجذب المزيد من العناصر إلى صفوفها جعلت أميركا أقل أمنا من السابق كما أن غارات الطائرات العاملة دون طيار في بعض الأماكن من العالم باتت سببا لتجنيد عناصر جديدة للتنظيمات الإرهابية” .

وأعرب مورفي عن رفضه إرسال قوات برية إلى سورية أو العراق لمكافحة تنظيم داعش الإرهابي قائلا “الأمر الذي يعنيني هنا هو ألا نقوم بإرسال قوات برية كبيرة للمشاركة في القتال على الأرض .. أنا أدعم الضربات الجوية وإرسال خبراء ولكنني لا أدعم بدء عملية عسكرية برية في العراق وسورية” .

وحول التفاوت في الاهتمام العالمي بين هجوم باريس والمجزرة الجماعية التي يعتقد أنها أدت إلى مقتل أكثر من ألفي شخص في نيجيريا على يد جماعة بوكوحرام قال مورفي.. “من المؤسف أن العالم لم يتنبه بما فيه الكفاية إلى الخطر المتزايد لبوكوحرام المسؤولة عن مقتل الآلاف حتى الآن.. مقتل 12 شخصا في باريس أمر مروع ولكن لا يجب أن يمنعنا ذلك من الاهتمام بما يحصل في أفريقيا ونحن سنناقش ما يمكننا تقديمه إلى الدول التي تحارب هذه الجماعة” .

وكان السناتور الجمهوري ريتشارد بير رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي أكد أن السعودية وبعض حلفاء أميركا في الشرق الأوسط متورطون في عمليات تمويل الإرهاب منذ تأسيس تنظيم القاعدة الإرهابي محذرا من أن عدم مشاركة تلك الدول بشكل جدي وحقيقي في الحرب على الإرهاب ستكون له عواقب وخيمة .

وأعرب عن أمله في أن تكون الإدارة الأميركية قد تواصلت مع تلك الدول لدعوتها إلى وقف تلك الممارسات وتمويل الإرهاب ونقل التعاليم المتطرفة إلى الأطفال .

وفي خطوة جديدة تؤكد إصرار الولايات المتحدة على مواصلة دعم الإرهابيين الموالين لها ممن تطلق عليهم تضليلا تسمية المعارضة المعتدلة في سورية أعلنت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون على لسان المتحدث باسمها جون كيربي قبل أيام عن عزمها إرسال ألف جندي على الأقل لتدريب هؤلاء الإرهابيين في معسكرات خاصة تستضيفها السعودية وقطر وتركيا على أن تتوجه القوات الأميركية إلى المنطقة من أجل عمليات التدريب هذه في غضون أربعة إلى ستة أسابيع.