عدوان لرفع معنويات منهارة

لم يكن التعاون الوثيق وتقاطع الأهداف بين التنظيمات الإرهابية وكيان الاحتلال الإسرائيلي بحاجة إلى دليل جديد كي يتأكد أكثر فأكثر، فخلال السنوات الماضية وصل هذا التعاون إلى أعلى درجات التنسيق وتبادل المعلومات فضلاً عن كون العلاقة بين هذين الطرفين ترتبط بأجهزة ودول إقليمية ودولية.

العدوان الإجرامي الأخير على مزارع الأمل في القنيطرة هو دليل آخر قاطع على هذه العلاقة الوثيقة بين كيان الاحتلال و«داعش» و«النصرة» ومفرداتهما الأخرى ومن يقوم بدعمهم وتمويلهم من دول عربية رجعية وإقليمية عثمانية إخوانية ودول غربية، حيث تحاول هذه الأطراف مجتمعة وبعد أن سقطت مشاريعها وأَفِلتْ مخططاتها مشاغلة سورية ودول المقاومة ومحورها في ساحات مواجهة كي تتيح للأذرع الإرهابية التنفس في مكان آخر وخاصة بعد أن مُني الإرهابيون بخسائر فادحة في العديد من المواقع.

وإذا كانت التنظيمات الإرهابية قد أخذت على عاتقها منذ بدء الأزمة في سورية جانب التخريب كأداة تنفيذية لدول وأجهزة خارجية، فقد أثبت كيان الاحتلال الإسرائيلي بعدوانه الأخير أنه الطرف الأساسي في المؤامرة على سورية.

إن البحث عن المستفيد من هذا العدوان الإرهابي على ضوء ما آلت إليه الأوضاع في الساحة السورية يؤكد أن العدو الإسرائيلي أراد طمأنة حلفائه الإرهابيين والرافضين للحوار ممن يسمون أنفسهم «الائتلاف» بأن خيارات الإرهاب لا تزال قائمة وقوية، وأن قدرات الاحتلال وأجهزته وسلاحه وكما كانت منذ بدء الأزمة فهي مازالت مسخّرة لدعمهم ورفع معنوياتهم وأسهم البعض منهم لدى مشغليهم الإقليميين والدوليين.

إنه عدوان إرهابي، وجريمة موصوفة، لايمكن بأي حال من الأحوال إلاّ النظر إليها في سياق الانتقام مما يحققه الجيش العربي السوري في الميدان والمقاومة في لبنان لجهة كشف الخلايا النائمة وإماطة اللثام عن الكثير من المخططات للعبث بأمنها الداخلي، الأمر الذي أفقد الإرهابيين صوابهم فسارع الحليف الإسرائيلي إلى ارتكاب عدوانه الأخير.

بقلم: شوكت أبو فخر