سورية واحدة للجميع

هذه حقيقة وليست شعاراً. لا أنفي صعوبة ذلك لكنني أنفي عنه صفة الاستحالة رغم توزع الأهواء واتساع مساحات الشقاق. هاهي المنطقة أمامكم وكل من فيها يدخل بوابات للتيه لا يُعرف لها نهاية ولا مستقر.
في سورية فقط تسيطر الدولة «القيادة… الحكومة… إلخ…» على قرار سيادي تمتثل لتنفيذه مؤسسات وقوى في مقدمتها الجيش العربي السوري، وتستقطب من أجله كل عوامل القوة المتاحة للدعم. أعرف أن ثمة دولاً أخرى في المنطقة لديها قرارها وعندها جيشها ومؤسساتها… لكن في التطبيق العملي سورية وحدها في المعركة تستقطب جهود معادي الارهاب وحرية قرارهم. طبعاً ما زالت مسافة طويلة جداً تفصلنا عن النصر، لكن حشد الإمكانات والجهود المتاحة، خطوة أولى في المعركة، وهذا ما هو متحقق اليوم في سورية رغم ما تعانيه من تشتت !.‏
سورية منقسمة.. لكنها غير مقسمة… والتشتت فيها يقوم على إحدى جبهتي الانقسام، أي ما يصنف عادة تحت اسم المعارضة ابتداء من مثقف يكتب مقالاً ومروراً بمن يحمل السلاح وليس انتهاء بالإرهاب. أما على الجبهة الثانية القادرة أمام العالم كله على تمثيل الدولة السورية وإدارتها وفق المتاح وقيادة المعركة ضد الإرهاب وضد تخريب الدولة.. فلا تشتت هنا… الكل يخضع للقرار الرسمي الذي ما زال يرعى مصالح المواطنين ومشكلاتهم.‏
ليس من موقع اقليمي أو دولي داخل في المعركة ضد الإرهاب وحاسم لأمره بوضوح كما هي سورية في موقـع ادارة الدولـة وقيـــــــــــادتها والأداء الحكومي الرسمي. نحن نقاتل الإرهاب، وسنقاتله إلى النهاية مستخدمين كل عوامل القوة المتاحة دون أي خيارات أخرى.‏
و الحقيقة التي لابد من ذكرها ومواجهتها هي أن معركتنا مع الإرهاب طويلة ولا بد منها. وبالتالي لابد من إدارة الدولة وفق هذا المعطى الأكيد. أي لا شيء يجب أن يؤجل حتى حسم المعركة. لابد لسورية مما تدركه حقيقة وهو أن المسيرة الراهنة تتطلب:‏
أولاً – دعم الجيش المقاتل والاستمرار بتأمين كل أدوات الحرب والنصر له.‏
ثانياً – الاستخدام الأمثل لكل ما هو متاح من أجل تحسين نوعية الحياة وحل مشكلات المواطنين وفق المتاح دون تأخير… ودون أن يكون لأحد من مؤسسات الدولة وأشخاص الحكم والادارة، أن يستمر بالتحجج بالظرف الراهن لتغطية الكسل والعجز والفساد وكله موجود… بل متوافر بكثرة !!. هذه المرة لن تنفعنا لمواجهة ذلك الخطابات الطنانة والاستشهادات الرنانة، والقضية هي في مرحلة «نكون أو لا نكون».‏
ثالثاً – تحسن الحكومة في أدائها عندما تتوجه إلى عملية البناء وكأن الحالة ستنتهي غداً – كما في توقيع اتفاقية إرواء ري نهر دجلة مع الجانب الروسي – فإن كان ذلك ممكناً بعيداً عن الدعاية والاعلان وميسر له أن يتم بشكل متوازن لا يرهق امكانات الدولة بوضعها المحرج الراهن… وتتوافر له الادارة الكفوؤة … فنحن نواجه الكارثة التي وقعت على حياتنا ولم نكن لننتظرها.‏
ولنبني سورية للجميع… رغم قتامة المشهد…‏
بقلم: أسعد عبود