كاتب تركي: الفساد أصبح أمرا عاديا في تركيا والقيم الأخلاقية تتدهور في ظل حكم أردوغان

أنقرة-سانا

أكد الكاتب التركي “علي يورتا غول” ان مظاهر المحسوبية والفساد استشرت بشكل كبير في تركيا بسبب السياسات التي ينتهجها نظام رجب طيب أردوغان وان هذه المظاهر بلغت ذروتها بعد تبرئة البرلمان للوزراء الأربعة السابقين المتهمين بقضايا فساد ورشوة.

وكان البرلمان التركي رفض الأسبوع الماضي إحالة الوزراء الأربعة السابقين في حكومة حزب العدالة والتنمية إلى المحاكمة لتورطهم في قضايا فساد ورشوة وأعلنت لجنة برلمانية تركية مؤخرا عن تبرئتهم وإغلاق ملف الاتهام المتعلق بفضائح الفساد والرشوة واختلاس الأموال التي تورط بها رئيس النظام التركي
أردوغان وابنه بلال وعدد من المسؤولين الأتراك المقربين منه أواخر عام 2013 والتي أدت إلى مظاهرات واحتجاجات شعبية كبيرة في مختلف المحافظات التركية قمعتها شرطة أردوغان آنذاك بشدة ما أسفر عن مقتل وإصابة العديد من الأشخاص.

وفي سياق مقال نشرته صحيفة “توديز زمان” التركية اعتبر “يورتا غول” ان الفساد في أروقة حكومة حزب العدالة والتنمية أصبح أمرا عاديا وان القيم الأخلاقية تدهورت في ظل نظام أردوغان.

وأشار “يورتا غول” إلى ان الأغلبية الساحقة من المجتمع التركي بمن في ذلك أنصار حزب العدالة والتنمية يؤمنون بوجود وقائع فساد ولهذا فإن هذا التصويت البرلماني لن يكون شهادة براءة تبرئ المتهمين بالفساد وبذلك فإن المواطن التركي سيصل إلى نتيجة مفادها أنه “لا يمكن التحقيق حتى في وقائع الفساد الكبرى في تركيا بعد اليوم”.

ولفت “يورتا غول” إلى ان التصويت الذي جرى في البرلمان التركي وانتهى برفض إحالة الوزراء الأربعة السابقين في حكومة حزب العدالة والتنمية إلى المحاكمة يرمز إلى البعد الإداري للانحطاط الأخلاقي الذي أصاب نظام الدولة في تركيا فبعد هذا التصويت لن يستطيع أي مسؤول بالشرطة أو موظف بوزارة المالية أو ديوان المحاسبات أو نائب عام أو حتى قاض أن يفتح تحقيق فساد بحق أي شخصية ذات منصب رفيع بالدولة.

وقال “يورتا غول” انه مهما كان عمق تهمة الفساد وإساءة استغلال السلطة فإن الجميع سيخاف من أن تلصق به تهمة الانتماء إلى ما يسمى “الكيان الموازي” وهو التعبير الذي يطلقه أردوغان على خصومه السياسيين ولهذا السبب فليس من قبيل الصدفة أن نشهد تحويل هذه العبارة إلى أداة سياسية ما يعني من جهة أخرى ان التحقيق في قضايا الفساد لن ينتهي بشيء في المستقبل.

وأضاف “يورتا غول” ان هذا التصويت البرلماني قد أفضى إلى خروج حزب العدالة والتنمية من عباءة كونه حزبا سياسيا يعتبر مصدر أمل لترسيخ القيم الأساسية كالديمقراطية ودولة القانون والعدل وتحوله إلى كيان يؤثر فيه الخوف وسلطة الزعيم.

وأوضح “يورتا غول” ان تفشي مظاهر الفساد والمحسوبيات سيؤدي إلى تعمق الاعتقاد لدى الجميع بانه لا يمكن مساءلة مصادر القوى التي تقف في صف الحكومة التركية كما لا يمكن المساس بها مطلقا.

وفي إشارة إلى وسائل الإعلام التركية الموالية لنظام أردوغان والتي تتغاضى عن الانتهاكات التي ترتكبها حكومة حزب العدالة والتنمية وتقلل من شأنها لفت “يورتا غول” إلى ان وصف بعض الكتاب ووسائل الإعلام التركية لفضائح الفساد بأنها “غير مهمة” يعتبر بمثابة فتوى أخلاقية تفتح الباب أمام وقائع فساد مستقبلية.

والجدير بالذكر ان “هالوك كوتش” نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي كشف مؤخرا عن المزيد من ممارسات الفساد التي غرقت بها حكومة حزب العدالة والتنمية مبرزا قائمة جديدة بأسماء مقربين من هذه الحكومة تم تعيينهم على أساس المحسوبية دون خضوعهم لامتحان قبول الموظفين في الدوائر الحكومية بينهم أقارب لـ”بولنت ارينتش” نائب رئيس الوزراء التركي.