جمعية القديس منصور الخيرية..شاهد محبة تجاوز القرن ونصف القرن

دمشق-سانا

تختزل جمعية القديس منصور الخيرية قيم العمل الإنساني والخيري وتحولها أمرا واقعا في منازل الأسر المحتاجة ودور المسنين وبين المرضى والطلاب وتجمع خبرة تزيد عن مئة وخمسين عاما لتصبها اليوم في خدمة العمل الإغاثي ودعم المتضررين جراء الظروف الراهنة.

وتكرس الجمعية منذ تأسيسها بدمشق عام 1863 عملها وإمكانياتها لمساعدة الفئات الهشة بدءا من تقديم المساعدات العينية للشرائح الفقيرة مرورا بتوفير خدمات طبية وتدريبية وإقامة أنشطة دعم نفسي واجتماعي وتنموي وصولا لدورها الفاعل في احتواء اللاجئين الذين وفدوا إلى سورية خلال السنوات الماضية ودعم المتضررين من الأزمة الراهنة.

ووفقا لأمين سرها الدكتورة رويدا فرح تقدم الجمعية مساعدات نقدية شهرية لنحو/350/ عائلة توزعها فروعها التسعة التي تختص كل منها بنطاق جغرافي بحيث تتم تغطية مختلف أنحاء مدينة دمشق وجزءا من ريفها إلى جانب المساعدات العينية من مواد غذائية وألبسة جديدة في مواسم الأعياد وللتلاميذ لوازم مدرسية في مطلع العام الدراسي.

وتشرف الجمعية من خلال لجنة مبرة الأمل الطبية على سد احتياجات المرضى من عمليات جراحية وتحاليل وصور شعاعية ومعاينات ومعالجات خاصة إضافة إلى الوصفات الدوائية والمستلزمات الطبية كما تسهم في معالجة المرضى من غير العائلات المسجلة لديها حسب الدكتور ربيع الشاوي المشرف على المبرة الذي يشير إلى أن الجمعية أسست مركزا لغسيل الكلية يضم جهازين يقدم خدماته للمرضى بمعدل عشر جلسات أسبوعيا وذلك بإشراف طبيب مختص وفنيين مؤهلين.

وبالنسبة لرعاية المسنين تعمل الجمعية من خلال دار لها في سهل صيدنايا بريف دمشق على استقبال المسنين وتقديم الرعاية الصحية والاجتماعية اللازمة لهم كما يذكر المشرف على الدار نقولا قاروط الذي يوضح أنه تتم رعاية ما يزيد على 40 مسنا فيها كما تضم غرفا مجهزة للإقامة المؤقتة ومهاجع خاصة باستقبال المخيمات والنشاطات الشبيبية ومساحات خضراء تمكنهم من تطبيق برامجهم.

وتستقبل الجمعية خمسين طالبة جامعية في دارين لها بمنطقتي باب توما والقشلة موفرة لهن كل رعاية ممكنة وتديرهما لجنة من المتطوعات من أعضاء الجمعية ومشرفات مقيمات على حد قول المهندسة وفاء السابق المسؤولة عن الدارين التي تبين أن الجمعية تقيم دورات لتمكين النساء وتدريبهن على مهن محددة كالخياطة أو العمل على الحاسوب لمساعدتهن على كسب معيشتهن والاستغناء على المعونات وذلك إيمانا بأهمية الدور الاجتماعي والتنموي لمؤسسات المجتمع الأهلي ليكون رديفا حقيقيا للمؤسسات الحكومية في النهوض بواقع المجتمع.

وتتسع دائرة اهتمامات الجمعية لتشمل الأطفال من خلال مركز واحة الأمل في الدويلعة الذي يضم روضة للأطفال وقسما لاستقبال التبرعات من الألبسة الجديد منها والمستعملة الذي يتم توزيعه على المستفيدين بالشكل اللائق.

ومع بداية الأزمة في سورية وجدت الجمعية لنفسها دورا في خطة الاستجابة للاحتياجات الأساسية والإنسانية والإغاثية من أجل تخفيف قسوة الأوضاع على الأهالي والأسر المهجرة التي اضطرت إلى ترك منازلها ومناطقها نتيجة الأحداث وحسب رئيس مجلس إدارتها الدكتور ميشيل بني استأجرت الجمعية مقرا خاصا لتوزيع المواد الإغاثية استفاد منها أكثر من 800 عائلة خلال العام الماضي بالتعاون مع منظمة الهلال الأحمر العربي السوري ومبادرة أهل الشام بناء على بيانات وجداول وشروط محددة لاستحقاق المعونة.

ويعزو الدكتور بني نجاح الجمعية واستمرارها على مدى 150 عاما إلى متطوعيها الذين آمنوا بالعمل الإنساني والإغاثي واختاروا أن يكونوا شهود المحبة في مجتمعهم يخدمونه بإخلاص وتفان متخذين لهم من الغاية النبيلة التي تسعى إليها الجمعية نبراسا لسلوكهم فلم يأل جهدا ليزيدوا ما حملوا أمانته بهاء وألقا.

مع جهد تجاوز عمره القرن ونصف القرن ترسم الجمعية لنفسها دورا رياديا في المجتمع السوري تستمد وتستوحي قيم الأصالة والتآخي والتكافل من موروثه التاريخي والاجتماعي لترتقي بمفهوم العمل الإنساني وتمنح بعدا أعمق للتطوع والعمل الخيري.

وائل حويجة

انظر ايضاً

أصناف متنوعة من المأكولات في معرض المؤونة السنوي لجمعية القديس منصور الخيرية بحمص

حمص-سانا يضم معرض المؤونة السنوي لجمعية القديس منصور الخيرية بحمص أصنافاً متنوعة من المأكولات والعصائر