وقال السوريون كلمتهم..

دمشق-سانا

هي كلمة فصل شاء من شاء وأبى من أبى .. نصر .. سيادة .. وحرية في تقرير المستقبل جسدتها هتافات صدحت على مدى أيام في سماء دمشق وحلب وحماة وحمص وريف دمشق ودير الزور ودرعا والرقة والسويداء وطرطوس واللاذقية والقنيطرة والحسكة وريف إدلب المحرر.

مشاهد صعب وصفها بكلمات الصحفيين وشاشات التلفزة ووسائل إعلام أتت من كل حدب وصوب .. لوحات بشرية ممزوجة بالفرح الخارج من رحم الألم ليست غريبة عن السوريين التواقين للحياة بأمن وأمان وسلام بعد قتل وتهجير ودمار وتخريب شوه سنواتهم العشر الأخيرة.

ما كنت تلمحه في عيون وملامح السوريين “كباراً وصغاراً” في الأيام الأخيرة كان يدمي القلب حزنا وفرحا لأنه بشكل أو بآخر يجعلك تقف للحظة مع نفسك لتقول بعفوية لهجة السوريين:”إيه يا سورية .. شو صار يا بلد .. والله نحنا شعب بحب الحياة .. شلون مروا هالسنين من عمرنا”.

وتشرد بذكريات وتفاصيل غيبتها أعباء وتداعيات الحرب التي مرت على حياتنا وأنت ترى رجلا مسنا هنا وجريح حرب هناك وعجوزا أعيتها سنين العمر الطويلة هنا وأم شهيد هناك وسيدة تكمل حياتها بشق الأنفس مع أطفالها هنا وشابا يكافح في ظل هذه الأيام ليبني مستقبله .. جميعهم أتوا ليثبتوا وجودهم .. ليقولوا كلمتهم.. “نحن هنا .. نحن على هذه الأرض ونحن من نختار .. نحن من يحدد كل ما يخص سورية”.

الأيام الأخيرة في دمشق لم تحتضن السوريين فقط في ساحاتها وشوارعها وأحيائها بل احتوت كل من رغب برؤية حقيقة ما يجري في سورية من إعلاميين ومحللين ووفود عربية وأجنبية .. ربما لم يدخلوا بتفاصيل حياة من التقوهم ومرارة ما ذاقوه على مر السنوات لكنهم من كل بد أدركوا في ملامحهم صموداً لشعب واجه كل ما يخطر في البال من مصائب الحياة والإرهاب .. أدركوا أن

شعبا مر بكل ما شاهدوه على شاشات إعلامهم وما زال يصر على الدفاع عن بلده وإعلاء صوته هو شعب لا تقهره قوة وإن تسلل الحزن والألم إلى كل مفاصل حياته.

يا وطنا تنحني له الهمم.. يا وطنا صنع قيامته بنفسه .. مبارك لك صوت أبنائك .. مبارك لك إرادة الحياة.

ندى عجيب

انظر ايضاً

بوتين يدلي بصوته عبر الإنترنت في الانتخابات الرئاسية

موسكو-سانا أدلى المرشح الرئاسي الروسي والرئيس الحالي فلاديمير بوتين اليوم بصوته في الانتخابات الرئاسية