كرة القدم الأوروبية تخرج عنقها من قمقم كورونا والبداية من كأس الأمم الأوروبية

دمشق-سانا

بعد أن واجهت كرة القدم الأوروبية كارثة على المستوى الاقتصادي بسبب تعليق البطولات جراء تفشي فيروس كورونا في القارة الأوروبية بدأت الحياة الرياضية أخيراً للعودة إلى طبيعتها والتي تمثلت بالإعلان عن انطلاق منافسات كأس الأمم الأوروبية “يورو 2020” يوم غد بعد تأجليها لعام كامل.

ويأتي انطلاق منافسات كأس الأمم الأوروبية غداً من ملعب الألمبيكو بالعاصمة الإيطالية روما تجسيداً لبدء تعافي كرة القدم العالمية من تداعيات جائحة “كوفيد19” ولاسيما أنها تعتبر إحدى أهم البطولات على المستوى الأوروبي والعالمي لأنها تضم أقوى المنتخبات وتعود أهمية إقامة هذه البطولة لما تعوله الاتحادات الأوروبية عليها لجهة الجوائز المالية في ظل الأزمة المالية التي تسبب بها الفيروس وخاصة أن الاتحاد القاري قرر أن يوزع 371 مليون يورو على الفرق الـ 24 المشاركة ليحصل كل منتخب على “25ر9” ملايين يورو لمجرد المشاركة بينما تصل جوائز البطولة إلى 34 مليون يورو.

نسخة يورو 2020 السادسة عشرة تعتبر استثنائية بكل المقاييس بعد أن قرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إقامتها في إحدى عشرة مدينة متوزعة في القارة العجوز وذلك بمناسبة الاحتفال بمرور 60 عاماً على انطلاق البطولة حيث سيشارك فيها 24 منتخباً وزعوا على ست مجموعات ضمت الأولى كلاً من تركيا وإيطاليا وويلز وسويسرا والثانية منتخبات الدنمارك وفنلندا وبلجيكا وروسيا والثالثة هولندا وأوكرانيا والنمسا ومقدونيا الشمالية والرابعة إنكلترا وكرواتيا وسكوتلندا وجمهورية التشيك بينما ضمت المجموعة الخامسة منتخبات إسبانيا والسويد وبولندا وسلوفاكيا أما المجموعة السادسة والتي وصفت بالنارية فستضم كلاً من المجر والبرتغال حاملة لقب البطولة الماضية وفرنسا بطلة العالم والمنتخب الألماني العريق.

وعلى صعيد نظام التأهل للأدوار المتقدمة للبطولة فلن يكون مغايراً عما كان عليه في بطولة الأمم الأوروبية التي أقيمت في فرنسا عام 2016 حيث سيخوض كل منتخب ثلاث مباريات في دور المجموعات ليتأهل الأول والثاني ترتيباً من كل مجموعة إضافة إلى أفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثالث إلى دور الستة عشر.

وستشهد البطولة العديد من التعديلات حيث سيتم اعتماد خمسة تبديلات بدلاً من ثلاثة لكل فريق في المباراة مع السماح للمنتخبات باستدعاء 26 لاعباً على أن يتم تسجيل 23 لاعباً على سجل المباراة وثلاثة يجلسون على المدرجات في سابقة ضمن البطولة الأوروبية.

ولم يختلف قانون البطولة الجديد عن سابقيه على صعيد العقوبات حيث سيتم إيقاف اللاعبين أو المدربين المطرودين في المباراة التالية من البطولة مع إمكانية تعزيز العقوبة لتشمل مباريات أكثر وحتى مسابقات أخرى في حال كان الخطأ جسيماً فيما سيتم على صعيد الإنذارات إيقاف اللاعب أو المدرب الذي سيحصل على إنذارين للمباراة التالية على أن يتم حذف الإنذارات اعتباراً من الدور ربع النهائي لتفادي غياب اللاعب عن النهائي.

وجديد بطولة كأس الأمم الأوروبية لم يقتصر على التبديلات حيث أضاف الاتحاد تعديلاً جديداً على نظام البطولة خاصاً ببرتوكولات جائحة كورونا ينص على أنه “في حال وضع منتخب في حجر صحي جزئي أو كامل يسمح له بخوض مباراته المقررة إذا توفر له على الأقل 13 لاعباً بمن فيهم الحارس وفي حال لم يكن الأمر ممكناً يمكن أن يعيد الاتحاد القاري برمجة المباراة في غضون 48 ساعة حتى لو كان ذلك في ملعب مختلف وعند استحالة إقامة المباراة يعتبر الفريق المسؤول عن إلغاء المباراة خاسراً قانونياً بنتيجة 3-0.

وستكون تقنية حكم الفيديو المساعد “فى اى ار” حاضرة في البطولة للمرة الأولى في كأس أوروبا بعد اللجوء إلى تقنية خط المرمى في يورو فرنسا عام 2016 وذلك سعياً من الاتحاد الأوروبي لمساعدة الحكام وتفادياً لوقوع الأخطاء ضمن المباريات.

ولم تغب البروتوكولات المتبعة في الحماية من كورونا عن قواعد نهائيات البطولة فيما يخص الحضور الجماهيري حيث سمح الاتحاد الأوروبي للمدن الإحدى عشرة المستضيفة بتحديد نسب الحضور الجماهيري كشرط أساسي لاستضافة البطولة والتي كانت أعلاها في العاصمة الهنغارية بودابيست بنسبة مئة بالمئة مع قيود صارمة تلتها كل من أمستردام وبوخارست وكوبنهاغن وغلاكسو بنسبة تتراوح ما بين 25 إلى 33 بالمئة وأخيراً روما ولندن بنسبة 25 بالمئة فيما حددت ميونخ عدد الحضور لكل مباراة تستضيفها بـ 14500 مشجع.

يشار إلى أن المنتخبين الألماني والإسباني يتشاركان في صدارة المنتخبات الفائزة باللقب حيث حمل كل منهما اللقب ثلاث مرات.

فهمي الشعراوي