تشكل أحد مقومات اقتصادها.. درعا الأولى في إنتاج البندورة

درعا-سانا
تتصدر درعا المحافظات في إنتاج البندورة كعروة صيفية وتكثيفية بأنواعها وأشكالها المختلفة حيث تشهد هذه الزراعة اهتماما واسعا من قبل الجهات المعنية وفقا لمدير الزراعة بمحافظة درعا.
ويؤكد مدير الزراعة المهندس عبد الفتاح الرحال في تصريح لمراسل سانا أن الزراعة التكثيفية مستمرة خلال فصل الصيف لجني المحصول في بداية الخريف ما يوفر المنتج على مدار العام تقريبا معتبرا أن اسعار البندورة في مثل هذه الايام تنخفض في أسواق المحافظة إثر دخول البندورة الحورانية الأسواق إذ يتراوح
سعر الكيلو الواحد بين 13 و 17 ليرة للبيع بالجملة و 25 ليرة للمفرق.
ويوضح الرحال أن المساحة المخططة لزراعة البندورة في الموسم الحالي بلغت 3603 هكتارات نفذ منها 1235 هكتارا بنسبة 35 بالمئة.
ويبين رئيس دائرة الانتاج النباتي في المديرية المهندس بسام الحشيش أن انتاج الهكتار الواحد في درعا يصل الى 80 طنا بالنسبة للعروة الصيفية ونحو 45 طنا للعروة التكثيفية وأن تكلفة الانتاج عالية بسبب ارتفاع أسعار مستلزمات الانتاج وخاصة المياه والبذار والأسمدة والمحروقات والمبيدات وأدوية المكافحة إضافة إلى اليد العاملة وأجور النقل إلى الأسواق.
ويشير الحشيش إلى أن زراعة البندورة شهدت خلال السنوات العشر الماضية تطورا كبيرا في الزراعة والانتاج من خلال تطبيق أسلوب الإدارة المتكاملة في مكافحة الإصابات المرضية والآفات الحشرية إضافة لاعتماد أصناف متميزة ذات كفاءة انتاجية وجودة عالية وإدخال شبكات الري الحديثة واستخدام الأسمدة المناسبة مؤكدا أن هذه الزراعة تعتبر أحد المقومات الاقتصادية للمحافظة مع تواجد عدد كبير من معامل الكونسروة غير ان بعضها توقف عن العمل جراء الظروف الراهنة التي تمر بها المحافظة.
وعلى الرغم من التكاليف المتزايدة على الانتاج حيث تصل تكلفة زراعة الدونم إلى اكثر من 45 ألف ليرة سورية تتضمن ثمن البذار وأجور حراثة الأرض وزراعتها وتسميدها إضافة إلى صعوبة التسويق إلا أن الفلاحين مستمرون في الإنتاج لما تؤمنه مزارع البندورة من فرص عمل لعدد كبير من الأسر الامر الذي يحفز دعم هذه الزراعة وتوفير مناخات استمرارها وتطورها.
ويرى رئيس اتحاد فلاحي درعا مثقال القاسم ان الاسباب التي تسهم في خسارة مزارعي البندورة هي ارتفاع اسعار مستلزمات الانتاج من بذور واسمدة وحراثة وقطاف ومحروقات فضلا عن تكاليف نقل المنتج من الحقل إلى الاسواق.‏
ويعتبر المزارع محمد الجندي انه ومع بوادر إنتاج محصول البندورة الحورانية في معظم المواسم تبدأ الاسعار بالانخفاض وغالبا ما تصل الى اقل من قيمة التكلفة الامر الذي يدفع بعض المزارعين الى هجر محاصيلهم وتركها على حالها في الحقول لأن المزارع يعلم انه لن يجني مصاريف قطافها ونقلها للأسواق وتصريفها ودفع العمولات المترتبة على عمليات البيع.
ويشير إلى ضرورة تدخل الجهات المعنية في ذروة الموسم لوضع اسعار متوازنة تتناسب مع تكاليف الانتاج بما يضمن مردودا يوازي جهود الفلاحين المبذولة طول الموسم.
ويبين عمر الخياط أحد المهندسين الزراعيين في اتحاد الفلاحين أن محاصيل البندورة غالبا ما تكون عرضة للتقلبات المناخية التي تؤثر سلبا على مردودية الوحدة الانتاجية التي ربما تنخفض للنصف ما يتطلب دعم المزارعين بتحديد حد ادنى للسعر يضمن هامشا ربحيا معقولا لافتا الى ان دورة انتاج البندورة تصل الى 3 أشهر ونصف الشهر وذروة الانتاج تبدأ في الشهر السابع والتكثيفي ابتداء من الشهر العاشر.
ويضيف الخياط.. إن الإنتاج يختلف حسب البذور ويتراوح بين 12 و 15 طنا للبذور المحسنة و 8 اطنان للبذور العادية في الدونم الواحد مبينا أن تكلفة الدونم تختلف ايضا حسب تامين مستلزمات الانتاج من القطاعين العام او الخاص.
ويلفت إلى ظاهرة انتشار الأمراض والفيروسات المعندة التي تصيب حقول البندورة مثل حافرات الانفاق الكولومبية والتي تؤدي إلى تشويه الثمار والأوراق وخسارة المزارعين لكميات لا بأس بها من المحصول حيث يعمد المزارعون الى رش البندورة بالادوية المختلفة وفي معظم الاحيان لا يحصلون على نتائج ايجابية من المكافحة.

قاسم المقداد