الشهادة والوطن أهم مواضيع الأمسية الأدبية في ثقافي الميدان

دمشق-سانا

معاني الشهادة والوطن أهم مواضيع الأمسية الأدبية التي استضافها ثقافي الميدان مساء اليوم بمشاركة كل من الشعراء أيهم الحوري وعدنة خير بيك والدكتور صفوح معراوي والقاص على العبد الله.

وتضمنت الأمسية قصائد شعرية طرحت قضايا الشهادة وأسبابها وأثرها النفسي على المجتمع والشعراء والأدباء حيث صبغت القصائد بالحزن والصبر والتحدي إضافة إلى قصص قصيرة عالجت الهموم الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية التي ألحقتها الأزمة بالمجتمع السوري.

وألقى الشاعر أيهم الحوري قصيدة باللهجة المحكية وفق نغمة موسيقية متحركة حسب اشتعال العاطفة التي دفعته للكتابة فانتقى الفاظه الحزينة والجنائزية وأعقبها بالإصرار والصمود من خلال أولئك الأطفال الذين استشهدوا بتفجير إرهابي في مدينة حمص وهم يؤدون واجبهم المدرسي ويدخلون إلى صفوفهم والجرس يشير لهم ببداية الدرس فقال:

رن الجرس تكفنوا يا ولاد

ومع بعضكن قولوا نشيد الليلكي

ومن صفكن رحو بصداري رماد

كرمال أمي ديانتها حكي

لا تتأخروا ع بيوتكن الجداد

مطرح م الله شاهد ع البكي

2

وعبرت الشاعرة عدنة خير بيك في نصوصها النثرية عن ألمها العميق لما يكابده الأطفال بسبب الجرائم التي يقترفها الإرهابيون في وطننا فانتقت عباراتها بشكل مبسط يصل إلى الجرح فيحاول أن يخفف ألمهم إلا أن تلك العبارات تضاعف الوجع وتترك مساحة لاستنهاض الهمم والوقوف بوجه كل من يحاول النيل من وطننا فكتبت لطفلة أحرقها المجرمون بعد أن قتلوها:
سرقوا أمانك يا بنية .. يا امتداد أغنية الفرح

في نسغ عربي عار من الأمان .. ربتك أمك كل شبر بنذر

أسمتيك فرحا .. قولي يا بنية للصوص الحضارة

رغما عنكم ..أنا الفرح الآتي

كما كان لوصف الجمال في نصوص خير بيك نصيب أتى على بنية شفافة مركبة باسلوب حديث ارتقى إلى نفوس الحضور بسبب ما انتقته من عبارات قد تتطابق مع كل الحالات الإنسانية فقالت:

قامتي باسقة .. وموجود بأحلام حبك .. ذاك البهاء حتى السماء السابعة

بدوره ألقى الشاعر صفوح معراوي بعض نصوصه التي تحدث فيها عن حبه للشام وعن عشقة لغوطتها التي كانت موشاة ببهاء لا يشبهه بهاء فانعكس على قصائده البسيطة والتي غلب عليها عدم الاجتهاد والمباشرة فقال..

نقشت شعري على أزهار غوطتها

نقشت شعري على أوراق زنبقها

رسمت شعري على أهداب نائمة

شامية فصحت تسب بنظرتها

4

وغلب على قصيدته “قتل الربيع” الوصف الجنائزي بسبب الدمار الذي انعكس على قصائده بعد أن ألم بكثير من البلدات السورية بسبب المؤامرة الغاشمة التي يحيكها الظلاميون فقال:

لماذا بأرضي يموت الربيع .. وتذوي الورود على الرابية

لماذا يحل الدمار بشعبي .. أتمشي السفين بلا سارية

وفي قصته التي جاءت بعنوان “كمثل كابوس” عبر الأديب علي العبد الله عن معاناة اسرة تتواجد في مناطق ساخنة استطاعت بالنهاية أن تنجو بأطفالها من المنطقة التي يداهمها الخطر والتهديد وتصل إلى منطقة آمنة في مدينة دمشق.

فيرصد الكاتب حالة الخوف من الأخطار والتشرد التي انتابت الأب إلا أن وصوله إلى دمشق والثلج يكللها بالبياض بعث بداخله التفاؤل والأمل والخير فراح الأب يركض من الفرح تاركا خلفه كابوس التشرد وذلك بأسلوب سردي حاول أن يلم بأسس القصة القصيرة والحبكة التي اشتغل عليها إلى نهاية الحدث.

محمد الخضر-شذى حمود