منتدى موسكو يبدد التشويش.. تركيز على مكافحة الإرهاب والحل السياسي

دمشق-سانا

لم يمنع صقيع موسكو مع انتهاء مناقشات اليوم الأول للقاء التشاوري بين وفد الجمهورية العربية السورية وشخصيات من المعارضة من نجاح الجهود الصادقة للخارجية الروسية بتوفير ساحة دافئة للحاضرين لمناقشة سبل إيجاد قواسم مشتركة يمكن البناء عليها للاتفاق على أسس يقوم عليها الحوار السوري-السوري الهادف في النهاية إلى حل الأزمة في سورية سياسيا وقطع الطريق على التدخلات الخارجية.

جلسات مناقشات أمس الأربعاء التي ألقيت فيها كلمة وفد الجمهورية العربية السورية واستمع فيها الى العديد من كلمات الشخصيات المعارضة اتسمت بالإيجابية رغم ظهور بعض الأصوات التي قدمت طروحات بعيدة عن تاريخ سورية وحضارتها كما أثبتت من جديد جدية الحكومة السورية والتزامها بالعمل على إيجاد حل سياسي يحقق مصالح الشعب السوري ويحفظ سيادة ووحدة البلاد.

كلمة وفد الجمهورية العربية السورية أكد فيها وجوب أن يكون اللقاء التشاوري في موسكو منبرا جادا يعكس هدفه الذي يأتي في ظل الكثير من المعاناة والخسائر والتحديات التي تواجهها سورية وهو أمر يتطلب الجدية اللازمة أيضا من الطرف الآخر وامتناعه عن تنفيذ أجندات الدول الساعية إلى التدخل وفرض إملاءاتها على الشعب السوري.

ولأنها تمثل كل السوريين وتعمل على حماية مصالحهم وسيادتهم دائما ما تتعامل الحكومة السورية وتستجيب دون تردد بشكل بناء وشفاف حتى مع وجود العديد من الملاحظات لديها مع كل المبادرات العربية والدولية وهو ما حصل سابقا بدءا من بعثة الجامعة العربية التي ترأسها الفريق محمد الدابي ومرورا بمهمة الجنرال روبرت مود والمبعوثين الأمميين كوفي عنان والأخضر الإبراهيمي إلا أن عدم نجاح كل تلك المبادرات حتى الآن في إطفاء نار الأزمة جاء بفعل تدخل بعض الدول في المنطقة وخارجها الساعية إلى مصادرة القرار السوري المستقل وعملت ومازالت تعمل على أجندة مختلفة لتقويض مكونات الدولة السورية ومؤسساتها المختلفة.

ولا يختلف الأمر في منتدى موسكو عما سبق إذ إن الحكومة السورية لا تفوت أي فرصة يمكن من خلالها إيجاد حل سياسي للأزمة ويسهل عملية الحوار وتحت هذا العنوان شاركت في المنتدى رغم عدم وجود توقعات واضحة من نتائجه إلا أنها ذهبت للاستماع إلى الشخصيات المعارضة إذا كان لديها ما هو مفيد لمصلحة الشعب السوري ولمصلحة البلاد للمضي به قدما.

ولم تمنع الانتقادات التي وجهها وفد الجمهورية العربية السورية لشخصيات المعارضة لعدم ذكرها في مداخلاتها لأدوار “إسرائيل” وتركيا وقطر والسعودية والولايات المتحدة في الأزمة ورده على إحدى شخصيات المعارضة حول دعم “المعارضة المعتدلة” بأن كل من يحمل السلاح خارج إطار الدولة هو إرهابي من التأكيد على أنها تنظر إلى المعارضة الوطنية كشريك في عملية الحوار السوري-السوري وتدعو إلى تضافر الجهود جميعاً حكومة ومعارضة بما يحقق عودة الأمن والأمان والاستقرار إلى سورية.

وبعيدا عما جرى داخل جلسات النقاش فقد أعرب عدد من المشاركين عن تفاؤلهم بإحراز تقدم في المشاورات الجارية في موسكو منوهين بدور روسيا التي حرصت على عدم التدخل في النقاشات رغم استضافتها للقاء على أراضيها واكتفائها بتوفير الأجواء اللازمة لمناقشات هادئة يمكن البناء عليها بما يخدم مصلحة السوريين جميعاً.

وهنا لابد من الإشارة إلى موقف روسيا الثابت الذي أكد عليه مجددا أمس وزير خارجيتها سيرغي لافروف وهو أن موسكو مهتمة بحل الأزمة في سورية ومنفتحة أمام جميع الأطراف التي تسعى إلى المساعدة لإطلاق عملية سياسية وذلك على أساس ميثاق الأمم المتحدة وأنها ستواصل تقديم كل أشكال العون لمساعدة السوريين في تحقيق وحدتهم وصمود الدولة السورية أمام الإرهاب وبناء المستقبل الجيد لسورية.

ومنذ بدء الأزمة في سورية كان ومازال موقف روسيا ثابتا ومبدئيا وفاعلا لجهة تجنيب المنطقة أي تداعيات كارثية لتدخل خارجي أو فرض أجندات واشنطن والغرب على السوريين بينما اتسم دورها بالعمل على توافق السوريين حيث تعاملت مع كل الأطراف في سورية دون استثناء أحد أو فرض شروط عليه وحثهم على الحوار ودعوتهم إلى إيجاد حل للأزمة بأنفسهم دون تدخل خارجي وقطع الطريق أمام القوى الساعية للاعتداء على سورية وشعبها عبر تقويض سيادتها والسماح بانتشار الإرهاب الدولي والتطرف على أراضيها.

وبانتظار ما سيخرج به لقاء اليوم الختامي بين وفد الجمهورية العربية السورية وشخصيات المعارضة إن كان إيجابيا أو غير ذلك فإن منتدى موسكو بدد ضباب التشويش رغم كل المحاولات التي نفذت لهذا الأمر عبر إقامة لقاءات ومؤتمرات هنا وهناك والهجوم الإعلامي الذي شنه “ائتلاف الدوحة” الذي رفض الحضور بناء على أوامر أتته من تركيا وفرز من جهة بين من يريد الحل مهما اختلفت وجهات نظره ومن يسعى لاستخدام اسم السوريين والتجارة بدمائهم وأثبت من جهة ثانية إخلاص الحكومة السورية في التعامل بجدية مع كل المبادرات لتكون خلاصة القول لكل من يريد الحل عبر الحوار دون تدخلات أجنبية أهلا بكم في سورية أبواب دمشق مفتوحة لكم.

نديم رشيدي

انظر ايضاً

موسكو: من المستحيل إلغاء اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار في القطب الشمالي

موسكو-سانا أكد مدير القسم القانوني في وزارة الخارجية الروسية مكسيم موسيخين أن موسكو تعتبر أنه …