مسار ثقافي تراثي بين أوابد حمص القديمة

حمص-سانا

بمشاركة عشرات المتطوعين والمهتمين نفذت مؤسسة تراثنا بالتعاون مع مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل بحمص أول مساراتها الثقافية التراثية بالمدينة ضمن مشروع مسارات (ذاكرة مكان) بوجود مجموعة من الباحثين والخبراء بالمدينة القديمة.

وتضمن المسار تعريف المشاركين من مختلف المستويات التعليمية والأعمار بعدد من الصروح التراثية والمعمارية القديمة حيث تجمع المشاركون عند ساحة السور الشمالي للجامع النوري الكبير في منطقة الأسواق القديمة التراثية وساروا باتجاه جامع الأربعين ومطعم شكسبير التراثي وخان الدروبي وحديقة صالة الفنون في حي الدبلان.

الطالبتان آنا ماريا طرابلسي وليانا خليف من الصف الثامن تحدثتا عن استفادتهما من المسير الذي عرفهما على جانب مهم من تاريخ حمص ومبانيها واللتان كانتا لا تعرفان قيمتها معربتان عن أملهما بأن تقوم المدارس برحلات تراثية دورية في المدينة.

رنيم وحود طالبة هندسة عمارة ذكرت أن تاريخ العمارة وزيارة المباني التراثية بالمدينة هي الأقرب إلى عقلها ومشاعرها وتؤثر بوجدانها وذاكرتها عندما تعود بها الأبنية القديمة للماضي الجميل والتي يمكن للمعماريين استلهام أعمال منها.

ولفتت المهندسة نزيهة القباني من كوادر جامعة البعث من فريق مؤسسة تراثنا بحمص بأن هذا المسار يهدف إلى تعريف المجتمع بالتراث ورفع درجة الوعي للحفاظ عليه ورعايته.

من جهتها الشابة لين شاهين طالبة طب بشري نوهت بأهمية الإحاطة بتراث بلدها وتاريخه ولا سيما سورية الحضارة والإنسانية أما الشاب إيميل الشمة طالب هندسة مدنية فوجد في مشاركته فرصة طيبة للتعرف واستكشاف مدينة حمص ولا سيما بوجود أصحاب الخبرة والباحثين بالتراث.

المهندسة سوزي الحصني متطوعة من فريق التنظيم بينت أنه لدى المؤسسة عدة مسارات تقوم بها تباعاً للتعريف بتراث وتاريخ حمص بهدف رفع الوعي ولا سيما جيل الشباب والأطفال شباب الغد والتذكير بأهمية التراث والحفاظ عليه بعد ما أصابه التخريب والدمار في جزء كبير منه بسبب الحرب.

المهندسة مرح مرعي من فريق تراثنا أوضحت أنه تم استقطاب مختلف شرائح متعددة من مختلف الأعمار عبر الإعلان عن إقامة النشاط عبر صفحة الفريق على الفيسبوك ليحظى بإقبال لافت.

الشاعر نبيل باخص اعتبر المبادرة خطوة مهمة وتزيد معرفتنا بأهمية تراث بلدنا الذي نجهل عنه الكثير مهما تقدمنا بالعمر في حين الفنانة التشكيلية سميرة مدور اعتبرت أن المشاركة بالمسير أمر في غاية الأهمية ولا سيما اصطحاب الأهل لأطفالهم لترسيخ حكايات أثرية في ذاكرتهم وحثهم على الحفاظ على آثارنا الخالدة وإعادة إعمار ما دمر منها.

الطفلان محمود وألين مرعي أعربا عن سعادتهما لرؤية بعض مباني حمص الأثرية وسماعهم من الباحثين قصصاً وروايات تاريخية حول مدينتهم التي أشعلت فيهما اللهفة لزيارة المزيد من مبانيها التاريخية والأثرية.

تمام الحسن