صناعة البيوت الخشبية في سورية.. إصرار على البقاء رغم الصعاب-فيديو

دمشق-سانا

برقم (واحد) رسم الحرفي أنس الكور حياته المهنية على مدى سنوات كونه صاحب السجل رقم (واحد) بمهنة صناعة البيوت الخشبية في سورية فكان أول من بنى مصنعاً في هذا المجال في مدينة عدرا الصناعية بريف دمشق.

الحرفي أنس بدأ بصناعة البيوت الخشبية قبل سنوات الحرب على سورية حيث حصل على سجله الصناعي بهذا المجال من وزارة الصناعة وغرفة صناعة دمشق وريفها ورغم ما تعرض له من صعوبات خلال السنوات العشر الأخيرة إلا أنه أصر على استكمال ما أنجزه بحماية عمله ومنشأته لذا قام بنقل مصنعه إلى منطقة الصبورة للحفاظ على استمرارية الإنتاج والمساهمة في مواجهة الحرب الاقتصادية التي تتعرض لها سورية وفق تعبيره.

صناعة البيوت الخشبية مجال اتجهت إليه العديد من دول المنطقة ومنها سورية التي لا يزال عدد العاملين فيها بهذا المجال قليلاً رغم انتشار المنازل الخشبية في السنوات الأخيرة بعدد من المناطق والمحافظات وفق الصناعي أنس منوهاً بميزة هذه البيوت كونها عازلة للحرارة وذات تكلفة اقتصادية أقل كما أنها تتصف بسرعة وسهولة بنائه.

ويستذكر الصناعي أنس الكور بدايته وحبه لمهنة النجارة منذ الصغر إلى أن افتتح منشرته الخاصة في منطقة العدوي وعمل في صناعة المفروشات الخارجية (الأثاث الذي يوضع في مساحة خارج المنزل) حتى قام في عام 2000 بتصميم أول مطعم مصنوع من الخشب في منطقة الصبورة بريف دمشق وتتالى صنعه لأحجام وأشكال مختلفة من البيوت والأكواخ الخشبية كبيوت أو لمحال ومطاعم أو مزارع حسب طلبات الزبائن.

ثقافة استخدام الخشب الخارجي المعالج انتشرت في سورية منذ سنوات بشكل بسيط وتم الترويج لها في المعارض كمعرض البناء الدولي (بيلدكس) ومعرض دمشق الدولي حسب الصناعي أنس وبدأت الفكرة بالتوسع لمجال صناعة البيوت الخشبية السكنية وتطورت المهنة وتم إدخال بعض أنواع العزل الداخلي والخارجي (الحراري والمائي) للتصاميم إضافة لتطوير طبقات الجدران ومواد حماية الأخشاب من العوامل الجوية.

بداية صناعة البيوت الخشبية في سورية كانت في مناطق يعفور وقرى الأسد والزبداني وبلودان بريف دمشق حسب رأي الصناعي أنس وثم انتقلت إلى عدد من المحافظات والمناطق كاللاذقية وطرطوس ومشتى الحلو وسهل الغاب وبدأ بعدها التصدير بشكل محدود إلى قبرص والعراق قبل سنوات الحرب على سورية مبيناً أنه من خلال صناعته لهذا النوع من المنازل شارك في معرض (بيك فايف) بدولة الإمارات ومعارض البناء في بيروت إضافة لوجوده في معرض دمشق الدولي.

نتائج عمل الصناعي أنس لم تقف عنده بل امتدت لتعود بالفائدة على تشغيل العديد من الأيدي العاملة وهو الأمر الذي يشجع على دعم هذه الصناعة من قبل المعنيين حسب رأي أنس.

وتعد البيوت الخشبية بنظر العديد من العاملين في هذا المجال حلاًّ اقتصادياً وعملياً خلال مرحلة إعادة الإعمار ومن الممكن أن تعود بالفائدة بتأمين السكن لذوي الدخل المحدود في حال دعم هذه الصناعة.

طارق السيد