سوزانا كفروني تحول تجربتها الفردية إلى عنوان عزيمة ونجاح

طرطوس-سانا

بعد بحث طويل عن فرصة عمل تحسن من خلالها وضعها المعيشي اهتدت الشابة سوزانا حسن كفروني إلى فرع الهيئة العامة للتشغيل وتنمية المشروعات في طرطوس والذي مكنها من الانطلاق واثقة الخطى نحو افق مهني واسع فكانت البداية في العام 2006 عبر محل تجاري متواضع ما لبثت الشابة أن طورته تدريجيا خلال سنوات من العمل الجاد إلى منشأة صناعية صغيرة انتقلت بها من ساعية وراء عمل إلى سيدة أعمال ناجحة تعكس مثلا نموذجيا للمرأة الفاعلة.

تفاصيل قصة النجاح هذه تبدأها كفروني في حديثها لنشرة سانا الشبابية عبر التأكيد على أنها بحثت طويلا عن عتبة تلج منها إلى عالم الأعمال لتحسن من وضعها المعيشي المتردي قبل أن يحالفها الحظ فتسمع عن “هيئة تنمية المشروعات الصغيرة” التي دعمتها ومولتها بمبلغ 300 ألف ليرة سورية بدأت بها حياتها المهنية من خلال محل تجاري لبيع التحف والهدايا ومواد التجميل وهو ما وفر لها استقرارا ماديا كبيرا.

وأضافت كفروني إن هذا المشروع المنتج لم يثمر جيدا إلا بعد أن كرست له جل وقتها وجهدها بالإضافة إلى سعيها لتطوير مهاراتها ومعرفتها التجارية عبر سلسلة من الدورات التدريبية التي اتبعتها في فرع الهيئة والتي وفرت لها خبرة كافية للانتقال لاحقا بمشروعها الخاص إلى مرحلة أكثر تطورا قامت فيها بتحويل جزء من المحل إلى ورشة خياطة بسيطة لتصنيع ألعاب الأطفال.

وقالت.. بدأت بالعمل على التوازي في المشروعين الصغيرين فكنت أبيع البضائع في المحل وفي نفس الوقت أعمل على صناعة دمى الأطفال من الفرو بعد أن خضعت لعدة ورشات عمل في هذا المجال وعندما أخذ المشروع يتسع استعنت بعدد من العمال لمساعدتي وقد وصل عدد هؤلاء إلى أربعة فكانت فرصة لهم كذلك لتأمين مورد رزق يلبي حاجات أسرهم.
بهذه الخطى الصغيرة واصلت الشابة الطموحة عملها فصارت ورشتها كما أوضحت تنتج ألعابا متنوعة الأشكال والألوان توزعها على المحال التجارية ضمن محافظة طرطوس مؤكدة أنها لم تكن لتحقق هذا التوسع والنجاح لولا الدعم الذي تلقته من الهيئة على كافة الأصعدة حتى بعد تأسيس المشروع وانطلاقته فالتدريب المستمر في الهيئة هو ما وفر لها فرصة التعرف على أسرار العمل وكيفية تأمين المواد الأولية وآليات تسويق منتجاتها.

وتابعت.. سعيت للمشاركة في كافة الدورات المستمرة على مدار العام وأيضا في الفعاليات والمعارض التي تقام دوريا في المحافظة لترويج المنتج الذي أقوم بصناعته وكان لهذا الأمر دور كبير في تصدير نتاجي إلى السوق المحلية ودعم استمرارية عمل منشأتي الصغيرة بمن فيها من عاملين لا يقلون إصرارا ومثابرة عني.

هذا النجاح برهن وفق قول كفروني على أهمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة في دعم الاقتصاد المحلي ودفع عملية التنمية الاقتصادية والصناعية إلى جانب أهمية هذه الأعمال في تحصين الاقتصاد الوطني في وجه العقوبات الاقتصادية الجائرة على سورية.

وبينت أن ميزات المشاريع الصغيرة تكمن في سهولة تأسيسها نظراً لعدم حاجتها إلى رأس مال كبير أو تكنولوجيا متطورة إضافة إلى قدرتها على الإنتاج والعمل حتى في أضيق الظروف الاقتصادية إلى جانب ما توفره من تشغيل للأيدي العاملة واستثمار للمدخرات الشخصية.

واختتمت بالإشارة إلى أنها شاركت بدعوة من “الهيئة العامة للتشغيل وتنمية المشروعات” في ملتقى “سيدات سوريات تتحدى الأزمات” والذي شكل فرصة حقيقية لتعريف الناس بمنتجات هذه المشاريع وتسويقها لتثبت للجميع أن المراة السورية مستمرة بالتحدي والعطاء والتواجد في كل المحافل الاقتصادية تأكيدا على قوتها وعزيمتها الصلبة في كافة الظروف الصعبة.

لمى الخليل