حين يحارب الإرهاب بسيف من خشب.. فتش عن السبب؟!

لماذا الآن..؟ وما الهدف..؟ من فتح صفحات بني سعود السوداء في ملف الـ (إف بي آي) العفن .. وما عواقب أن تكشف الإدارة الأميركية تورط 12 شخصية سعودية مشهورة يرقى البعض منها إلى مرتبة أمير في دعم إرهاب (القاعدة) ووقوفها خلف تفجيرات 11 أيلول؟.

عبر تاريخ الولايات المتحدة الأميركية (غير الموغل في القدم) لم تفعل شيئاً إلا وكان لها من ورائه مصلحة هنا أو هناك.. وكما في علم الجريمة هو الحال في موضوع الأزمات والصراعات (فتش عن المستفيد).. التاريخ يذكر الكثير من الحالات التي قامت الولايات المتحدة الأميركية بصناعة عدوها.. ولا ضير إن هي مولته ودربته سراً.. ولكن من أجل أن تحاربه في العلن.. وتسوقه فزاعة في وجه من يخالفها الرأي أو يفكر في شق عصا الطاعة عن رأيها.. أميركا هي من صنعت (طالبان) لمواجهة المد الشيوعي في أفغانستان.. ثم حاربته.. وهي من أوجد (القاعدة).. وفي لحظة الحاجة لأن تكون شرطياً ورقيباً على العالم، أعلنت الحرب على ذاك الولد العاق.‏

واليوم في سورية والعراق.. كان لابد من (بعبع) وولد مجرم ينفلت في المنطقة لتحضر بقوة الحاجة والواقع.. قوة مخلص المنطقة من شر إرهابي منفلت.. فكان (داعش) حيث قادته من لجامه فترة .. وفي لحظة انفلت (الوحش) من لجامه.. أو أفلت.. وتجاوز كل الخطوط الحمر التي علمته سابقاً بعدم تجاوزها.. وإذا كان ملوك الرمال ملتهين بكروشهم وعروشهم ومضاجعهم.. فثمة في الغرب من يتحدث ويكشف فضائح ساستهم.. ولو نطقوا متأخرين.. وليس الدبلوماسي الأميركي السابق (مايكل سبرينجمان) أولهم وليس بآخرهم.‏

مخطئ من يظن أن ليس للولايات المتحدة الاميركية إستراتيجية لمحاربة الإرهاب.. القصة أن إستراتيجيتها تتمثل باستمرار إرهاب (داعش).. ورغبتها في بقاء الحال على ما هو عليه.. هي إستراتيجية الفوضى الخلاقة بلبوس الإرهاب.‏

هي الإدارة الأميركية تعمل ومن خلال دعم الإرهاب إلى التفرد بحكم العالم.. تاركة للآخرين لعب ما يكتب لها من أدوار.. لكن عملها حركة بلا بركة.. فثمة أقطاب أخرى ترفض تلك الهيمنة.. وهاهو القيصر الروسي يبعث برسالته أن روسيا لن تقبل بنظام عالمي يقوده زعيم واحد.‏

تخطط أميركا لإطالة أمد الأزمة في سورية.. لبسط نفوذها.. متناسية أن ثمة شعباً يرفض أن تدنس أرضه أقدام غازٍ.. وبأن هناك من أقسم على حب الوطن.. ويرفض أن يكون له شريك .. ويموت ألف مرة على أن يتقاسم معه في حبك يا وطني أي أحد.‏

بقلم: منذر عيد