أحياء اللاذقية تحمل بين أزقتها عراقة الماضي وحداثة الحاضر

اللاذقية-سانا

كغيرها من المدن السورية التاريخية تتميز أحياء مدينة اللاذقية بطابعها العتيق الذي يضفي على المكان رائحة الماضي حيث الأزقة الضيقة والبيوت المتعانقة التي تروي سيرة الأجداد الذين عاشوا فيها.

ومنذ منتصف القرن العشرين شهدت أحياء اللاذقية تطورا سكانيا ملحوظا استدعى إنشاء أحياء جديدة و ما زالت تلك الأحياء تتكاثر حتى الآن فهي تتألف من عشرين حيا موزعين على كامل مساحة المدينة.

ويقول الباحث ابراهيم خير بك مدير آثار اللاذقية إن المدينة تضم مجموعة من الأحياء اكبرها حي الشيخ ضاهر الذي يضم مركز المدينة التجاري وأغلب الأسواق إضافة إلى المرافق الحيوية كفرع مصرف سورية المركزي وهيئة الرقابة والتفتيش فضلا عن مدرسة جول جمال الأثرية و قصر المحافظة الجديد وساحة الحي التي تعتبر أكبر ساحات المدينة ويتبع للحي إداريا حي الأميركان و يتميز بكثرة المطاعم و المرافق العامة فيه.

ويضيف خير بك أن أهم الاكتشافات الأثرية التي تحققت في حي الشيخ ضاهر اكتشاف تابوتين اثريين منحوتين من الحجر الرملي المأخوذ من مقالع اللاذقية الأول صندوقي الشكل مسقطه مستطيل يحمل هذا التابوت زخارف منحوتة في واجهته و جانبيه أما من الخلف ترك بدون زخارف كمادة للفنان الذي سيقوم بنقش منحوتة و رسم من سيدفن داخل التابوت و الثاني يعتقد أنه الأول من نوعه في سورية من حيث الحجم ومسقطه مستطيل مزخرف بأكاليل نصف دائرية حفرت من الورد و حبات الفاكهة وأوراق الغار والصنوبر و ورق الكرمة وعناقيد العنب يفصل بين الأكاليل نحت نافر لأربعة رؤوس ثيران وداخل الأكاليل الثلاثة صور نحتية لثلاث فتيات وجوهها تحمل الحزن و الأسى و يعود تاريخ هذه التوابيت إلى القرن الثاني الميلادي.

كما يضم حي الشيخ ضاهر حسب خير بك جامعا سمي باسم الحي و هو مؤلف من صحن مكشوف يوجد وسطه قبر الشيخ ضاهر وهو قبر مستطيل بارتفاع متر تقريبا بلط حديثا
بالرخام الأسود المعرق و في الجهة الشرقية من الصحن سلم حجري يصعد منه الى المئذنة و هي صغيرة تقع في الزاوية الشمالية الشرقية من سطح الحرم و في الجزء الغربي من الواجهة الشمالية يوجد سلم حجري اخر يصعد منه الى سطح الجامع أما حرم الجامع فهو عبارة عن بهو مستطيل يقوم على قناطر.

وعن ثاني أكبر حي باللاذقية يقول الباحث خير بك إن “حي الصليبة من أقدم أحياء المدينة وقد يعود أصل تسميته إلى أن الحي قديما كان مبنيا على شارعين متصالبين يلتقيان في قوس النصر الذي يعود للعهد الروماني ولا يزال شاخصا إلى الآن ويضم الحي عددا من المرافق الحيوية و تم توسيعه خلال ثمانينيات القرن المنصرم و يتألف حاليا من الحي التقليدي القديم المسمى بالصليبة والحي الحديث المسمى مشروع الصليبة و ينفتح الحي على شارع بور سعيد و امتداده الممثل بشارع بغداد و شارع الثامن من آذار و تشكل هذه المناطق الهامة مواقع حيوية من الناحية التجارية”.

و يتابع مدير آثار اللاذقية أن من أقدم أحياء اللاذقية ايضا حي الفاروس الذي كتب عنه الرحالة الذين زاروا المدينة واسمه مشتق من اليونانية و يعني المنارة البحرية اما حي المار تقلا فسمي على اسم القديسة تقلا و يضم كنيسة أثرية تعود للقرن الاول ومقبرة أثرية بقربها و يحوي حاليا عددا من مساجد المدينة الكبرى كمسجد العجان و مسجد عمر بن الخطاب و شارع أنطاكية أحد أهم شوارع المدينة.

ويضيف الباحث خير بك أن من أهم الأحياء التاريخية في المدينة حي العوينة و سمي بهذا الاسم لكثرة الأعيان الذين سكنوا فيه ويضم سوق الذهب و مقر مطرانية الروم الارثوذكس و سوقا مقببا وسط المدينة و قامت بلدية اللاذقية بترميمه عام 2010 كما يحوي شارع ابراهيم هنانو الشارع الرئيسي بالمدينة .

أما المشروع السابع فحسب مدير الآثار سمي بهذا الاسم تخليدا لذكرى تأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي في السابع من نيسان عام 1947 و يتميز بإشرافه على الطريق السريع المؤدي لخارج المدينة و المسمى أوتوتستراد الثورة و يضم سوقا تجاريا حديثا و فروعا لعدد من المصارف و الشركات اضافة إلى المؤسسات الحكومية كالمياه و البريد و يتميز بأبنيته الحديثة.

ومن التوسعات الحديثة الهامة كما يشير الباحث خيربك حي الزراعة الذي يضم جامعة تشرين و اسمه الرسمي حي تشرين بالاضافة الى حي القلعة الذي يتوضع على هضبة داخل المدينة وهو أعلى مناطق المدينة ارتفاعا و يبدو للناظر كقلعة و يطلق من الحي مدفع رمضان كل عام.

ويعتبر حي المشروع العاشر من الأحياء الحديثة ويتميز بأبنيته الحديثة الطراز ويطل على الطريق السريع المؤدي إلى مدينة الأسد الرياضية وفندق الميريديان والشاطئ الأزرق و يضم الحي آثارا لقلعة هلنستية تعود للقرن الأول ومقبرة تعود للقرن الثالث.

كما يعتبر حي الرمل الشمالي حسب خير بك من التوسعات الحديثة وتتزايد أهميته بشكل مستمر لاتصاله بالمنطقة التجارية الحرة وكونه المنفذ الطبيعي لتوسع المدينة الصناعي والتجاري وتضم المدينة أحياء أخرى كحي الدعتور ودمسرخو والطابيات والسكنتوري وعلي الجمال والرمل الفلسطيني والسجن والمشروع الثاني ومشروع الاوقاف.

سلوى سليمان