هل تفعلها روسيا والصين؟!- بقلم: أحمد ضوا

لا يطمئن الموقف الأميركي الغربي غير المتحمس إطلاقاً لتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2199 القاضي بقطع التمويل عن تنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة» وغيرهما من التنظيمات الإرهابية وعلى ما يبدو أن توجّس مندوب سورية في الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري من هذا الأمر في مكانه.

عدم الاطمئنان نابع من عدم اتخاذ الولايات المتحدة وأوروبا أي إجراء يصب في بوتقة تطبيق هذا القرار على الأرض فما زالت تركيا تشتري النفط المسروق من تنظيم «داعش» الإرهابي وتقدم له كل التسهيلات من حيث تسهيل حركة مرور عناصره ضمن الأراضي التركية وكذلك توفر له أساطيل من السيارات المستخدمة في عملياته الإجرامية مضافاً إلى ذلك استمرارها على شريان الأسلحة التي تموّلها مشيخات الخليج.‏

وكذلك الأمر وبدلاً من أن يحد القرار من توسع هذا التنظيم الإرهابي فالواقع لا يعكس ذلك إطلاقاً حيث يتوسع وجود التنظيم في الأراضي الليبية وتلقى له أطنان من الأسلحة من الطائرات على الحدود المصرية الليبية وما لم يُكشف في هذا الشأن هو الأخطر.‏

وكذلك الأمر ينسحب ذلك على تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وأخواته في سورية وكأن الأردن و«إسرائيل» ومن خلفهما قَطَر والسعودية وبعض الدول الغربية بالقيادة الأميركية لم يسمعا بالقرار 2199 وليسوا بوارد التخلي عن التنظيمات الإرهابية ما دامت لا تشكل تهديداً لمصالحهم على الأقل في المرحلة الراهنة.‏

إن التصويت الغربي الأميركي على القرار 2199 كان بمثابة خدعة وذرٍّ للغبار في العيون الروسية بشكل خاص والعالم إجمالاً.‏

التوجّس الروسي والسوري من حماسة الغرب للتصويت برز في تصريحات مندوبي البلدين اللذين دعيا كل أعضاء مجلس الأمن إلى متابعة تنفيذ القرار على الأرض وعدم بقائه حبراً على ورق ولكن على ما يبدو أن مصير القرار لن يكون بأحسن حالاً من مصير سابقيه القرارين 2170 و2178.‏

إن إصرار القوى الداعمة للإرهاب في العالم على تفريغ القرار 2199 من محتواه وتحويله الى أداة للتفاوض والمساومة يجب أن لا يكون دافعاً للقوى الأخرى وخاصة روسيا والصين ومن يصف في صفهما للاستكانة والتسليم بأمر الواقع وإظهار عجزها في عدم كسر التسلّط الأميركي الغربي على القرار الدولي بل المبادرة إلى اتخاذ مواقف سياسية وعملية كافية لدفع الولايات المتحدة لتغيير موقفها والالتزام بتطبيق قرارات مجلس الأمن.‏

قد يكون التحرك الروسي الصيني على الأرض هو الأجدى وتملك الدولتان إمكانيات عسكرية واقتصادية وتجسسية كبيرة في مكافحة الإرهاب والأمر بحاجة فقط للمبادرة والتعبير عن القوة التي تمتلكها روسيا والصين على أرض الواقع كما تفعل أميركا وبعض الدول الأوروبية ذات النزعة الاستعمارية.‏

الكثير من دول العالم تنتظر بفارغ الصبر انتفاض التنين الصيني والدب الروسي على التسلّط والغطرسة الأميركية وخداعهم في مجلس الأمن والسؤال هنا هل تفعلها روسيا والصين ؟‏