أسباب يجب التفكير بها قبل ضرب الطفل

اللاذقية-سانا

يرى الخبراء والاختصاصيون النفسيون أن أسبابا كثيرة يجب أن تدفع الأهل للتفكير مرارا قبل استخدام الضرب كوسيلة لعقاب أبنائهم أهمها أن دراسات عدة أثبتت وجود علاقة مباشرة بين العقاب البدني في مرحلة الطفولة والسلوك العدواني أو العنيف في سنوات المراهقة والشباب وأن أخطر المجرمين تعرضوا للتهديد والضرب في طفولتهم.

ويبين الخبراء أن الأطفال يتعلمون المواقف والسلوكيات من خلال ملاحظة وتقليد والديهم وبالتالي يقع على عاتق الآباء والأمهات أن يكونوا مثالا يحتذى من التعاطف والحكمة.

وتقول الاختصاصية النفسية جنان اسبر إن سلوك الطفل السيئ غالبا ما يكون طريقته الوحيدة للتعبير عن احتياجاته كالنوم السليم والتغذية والعلاج واللعب والاهتمام وبالتالي ليس من العدل معاقبته لتعبيره عن حاجات مهملة.

وتبين الاختصاصية أن عقوبة الضرب تحرم الطفل من تعلم حل مشاكله بطريقة فعالة وإنسانية ويبقى مشغولا بمشاعر الغضب والرغبة بالانتقام محذرة من أن الضرب أيضا يهدم علاقة الحب والاحترام بين الطفل ووالديه خاصة أمه.

وتشير إلى أن عقاب الضرب لن يحقق الأهداف المرجوة منه بل قد يسبب تصاعد سلوك الطفل الخطير والعنيف مبينة أنه قد يحقق للأهل نتائج مرغوبة في السنوات الأولى من عمر ابنهم لكنه سيتحول إلى غضب مكبوت ينفجر عندما يبلغ الطفل سن المراهقة والشباب.

وتحذر أسبر من نتائج الضرب الخطيرة على سلامة الطفل حيث قد يتسبب بإعاقة دائمة له كإصابته بالشلل كما أنه قد يعلمه درسا  مفاده أن القوة تصنع الحق ويجوز له ايذاء شخص آخر ليحقق هدف ما أو أن الضرب وسيلة للتعبير عن المشاعر وحل المشاكل.

وحسب أسبر فقد اثبتت الدراسات الحديثة أن العقاب المتكرر للأطفال يؤثر في نمط شخصيتهم ويجعلهم يعانون حالة اضطراب مستمرة متمثلة في القلق والتوتر والخوف وعدم القدرة على التركيز والخجل واضطرابات نفسية أخرى إضافة لتأثير الضرب على قدراتهم الدراسية فيلجؤون إلى إنجاز واجباتهم هربا من العقاب وليس من أجل التميز والتفوق لأن استخدام أساليب القسر والقهر والضرب يفقد الأبناء الرغبة في الإنجاز والتقدم و يبعدهم عن الابتكار والابداع.

وتوصي الاختصاصية باستخدام التعليمات اللطيفة بدل الضرب والتعامل مع الطفل بحب واحترام لإحداث سلوك حسن لديه والثناء على تصرفاته الجيدة وإن لم يستجب لطلبات والديه يمكن اللجوء إلى عقاب مثل حرمانه من المصروف أو المكافآت أو اللعب مع الأطفال.

سلوى سليمان