الاحتلال الإسرائيلي أحرق الفتى الفلسطيني أبو خضير حياً

القدس المحتلة-سانا

ما أشبه اليوم بالأمس وجرائم الاحتلال الإسرائيلي وعصاباته تتكرر بشكل شبه يومي بحق أبناء الشعب الفلسطيني بمختلف فئاته وبوسائل وابتكارات تزداد وحشية حيث تعيد للأذهان جريمة قتل الفتى المقدسي الفلسطيني الشهيد محمد أبو خضير الذي فجرت المعلومات حول كيفية قتله ونتائج تشريح جثته المزيد من الغضب الشعبي الفلسطيني الذي ينبيء بظهور بوادر انتفاضة فلسطينية جديدة ردا على انتهاكات الاحتلال العدوانية الجديدة مذكرة بجريمة قتل الفتى محمد الدرة التي وقعت في الثلاثين من أيلول عام 2000 وكانت احد عوامل تاجيج الانتفاضة الفلسطينية الثانية اضافة الى تدنيس الاحتلال الاسرائيلي لحرمة المسجد الأقصى المبارك.

وكان الاحتلال وعصابات مستوطنيه أضافوا جريمة جديدة يندى لها جبين الإنسانية إلى سجل جرائمهم بحق الفلسطينيين بقتلهم الفتى محمد أبو خضير بدم بارد بعد اختطافه وفجروا غضبا عارما في صفوف أبناء الشعب الفلسطيني.
وقال وزير شؤون مدينة القدس المحتلة في الحكومة الفلسطينية عدنان الحسيني لوكالة الصحافة الفلسطينية إن “الوضع صعب جدا، والحادثة ليست عادية وخاصة أن عملية القتل تخللها عبث وتشويه لطفل صغير” مشيرا إلى أن وحشية طريقة القتل غير مسبوقة ولم تتم مشاهدتها في السابق حيث أقدم المجرمون على حرق جسد الفتى الفلسطيني من الداخل والخارج.
وأعرب الحسيني منتقدا هذا الحال عن اعتقاده بأن المستوطنين “أرادوا أن يتميزوا” بهذه الجريمة.
وأظهر تقرير التشريح الأول وجود آثار دخان في رئتي الفتى محمد أبو خضير وهو أمر يعزز فرضية حرقه وهو على قيد الحياة.
وقال الحسيني إن “هناك أيضا إمكانية أن يكون من خطفه أرغمه على شرب البنزين ليحرقه من الداخل والخارج” مشيرا إلى أن حالة من الاحتقان تسود الفلسطينيين داخل مدينة القدس المحتلة حيث تندلع احتجاجات كل ليلة وأوضح أن ما رفع من وتيرة الاحتقان المعلومات الأولية عن طريقة قتل الفتى.
وكان الفتى أبو خضير 16 عاما اختطف مساء الثلاثاء الماضي وعثر على جثته في اليوم الثاني محروقة الأمر الذي أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة بين فلسطينيين غاضبين وجيش الاحتلال الإسرائيلي في مختلف أحياء مدينة القدس العربية المحتلة.
وخضعت جثة الفتى الفلسطيني لتشريح طبي الخميس الماضي حيث أكد النائب العام الفلسطيني محمد العويوي في بيان له أن الفحص الأولي بين أن السبب المباشر للوفاة هو الحروق النارية ومضاعفاتها.
وشارك في عملية التشريح مدير المعهد الطبي العدلي الفلسطيني صابر العالول الذي أكد في بيان له أن عملية التشريح اظهرت وجود مادة “شحبار” بمنطقة الرغامة “المجاري التنفسية” بالقصبات والقصيبات الهوائية في كلتي الرئتين ما يدل على استنشاق هذه المادة أثناء الحرق وهو على قيد الحياة.
وأضاف العالول في بيان أنه “تبين بأن الحروق كانت مختلفة الدرجات من الدرجة الأولى حتى الرابعة بنسب متفاوتة بمساحة 90 بالمئة من سطح الجسم”.
وأكد النائب العام الفلسطيني تعرض منطقة الرأس لإصابة بجرح رضي أدى إلى تكدم في العضلة الصدغية اليمنى.
وكانت صحيفة الحياة الجديدة الفلسطينية عرضت المعلومات حول طريقة ارتكاب الجريمة بحق الفتى محمد أبو خضير الذي تم تشييعه ودفنه أمس في بلدة شعفاط في القدس الشرقية وقالت في عناوين بارزة نشرتها على صفحتها الأولى اليوم “حرقوه حيا.. محرقة جديدة على يد المستوطنين”.
وشهدت مراسم تشييع الفتى الشهيد أمس احتجاجات واسعة من جانب مئات الشبان الفلسطينيين في وقت نشرت فيه شرطة الاحتلال الإسرائيلي تعزيزات واسعة لقمعها كماشهدت أحياء أخرى في القدس الشرقية وخصوصا عند مدخل الحرم القدسي احتجاجات أخرى واسعة وتوترا.
كما عم الغضب والاحتجاج مدن الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة المحاصر بعد ورود التقارير عن جريمة اغتيال الفتى أبو خضير.
وامتلأت المواقع الإخبارية وصفحات الانترنت بتعليقات أناس عاديين وصحفيين يتحدثون فيها عن جريمة اغتيال الطفل محمد أبو خضير ويطالبون السلطة الفلسطينية بالتحرك الجدي ضدها.
يذكر أن صور قتل جنود الاحتلال الإسرائيلي للطفل الفلسطيني محمد الدرة وتصويبهم بنادقهم نحوه وهو محتم خلف والده مازالت ماثلة باذهان وضمائر العالم.

مظاهرة احتجاجية في سخنين بالجليل الفلسطيني تنديدا بانتهاكات الاحتلال

في غضون ذلك شارك المئات من أبناء الشعب الفلسطيني في مظاهرة مساء أمس في مدينة سخنين بالجليل الفلسطيني للتنديد بالانتهاكات الإسرائيلية الأخيرة بحق الشعب الفلسطيني.

99

وجاءت المظاهرة بالتزامن مع تشييع الشهيد الفتى محمد ابو خضير في شعفاط بالقدس المحتلة والذي اختطفه مستوطنون صهاينة وقاموا بقتله وحرق جثته والتنكيل بها.
وسارت المظاهرة في شوارع المدينة وصولا الى دوار شهداء هبة اكتوبر الذين سقطوا عام 2000 برصاص الجيش الاسرائيلي ورفعت فيها الأعلام الفلسطينية والأعلام السورية واللافتات التي تحيي صمود سورية.

سخنينوقال الأمين العام للحزب الشيوعي الفلسطيني محمد نفاع “نحن باقون في أرضنا رغم أنوف المحتلين جميعا وسنحافظ على هويتنا الفلسطينية حتى دحر الاحتلال والعلم العربي السوري الذي يرفرف هنا اليوم نعتز ونفتخر به لأنه يمثل الصمود والمقاومة في وجه الرجعية العربية والامبريالية العالمية”.
بدوره أكد الكاتب الفلسطيني الدكتور عدنان بكرية أنه لا فرق بين قطعان المستوطنين وما يسمى تنظيم دولة العراق والشام الإرهابي فالممول واحد والسياسات واحدة والهدف واحد لذلك نحن نؤكد دائما أن سورية وحدها الحامي للقضية الفلسطينية.
يشار إلى أن المظاهرات مستمرة بشكل يومي في الأراضي الفلسطينية منذ بدء الحملة العسكرية الإسرائيلية الأخيرة.

الاحتلال يجدد قصفه على قطاع غزة وقواته تزيد من حملات اعتقالاتها بالضفة

إلى ذلك جدد الاحتلال الاسرائيلي عدوانه المفتوح ضد الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة وشن طيرانه قصفا صاروخيا على أراض زراعية فيما اعتدت عصابات مستوطنيه التي تتحرك بحماية قوات الاحتلال بالضرب المبرح على احد الشبان الفلسطينيين في مدينة الخليل بالضفة الغربية.

وأفادت وكالة الانباء والمعلومات الفلسطينية وفا بأن طيران الاحتلال الإسرائيلي قصف بالصواريخ مجددا اليوم أراضي زراعية شرق مدينة غزة ما أدى إلى إحداث أضرار في منازل الفلسطينيين المجاورة وبخاصة في حيي الشجاعية والزيتون بالمدينة في وقت كانت فيه مدفعية العدو تشن عدوانا اخر على المكان ذاته.
وفي مدينة الخليل اعتدت مجموعة من قطعان المستوطنين المدعومين بحماية جيش الاحتلال بالضرب المبرح على الشاب الفلسطيني الاعزل بشير صبحي المحتسب في حي الشعابة ما تسبب بإصابته بجروح نقل على إثرها إلى المستشفى الأهلي في المدينة لتلقي العلاج.
في سياق مواز زادت قوات الاحتلال الاسرائيلي من وتائر اعتقالاتها في صفوف الفلسطينيين واوضح نادي الأسير الفلسطيني اليوم إن سلطات الاحتلال اعتقلت خلال اليومين الماضيين 33 فلسطينيا من مختلف مدن الضفة منهم قاصران ليرتفع بذلك عدد المعتقلين منذ الحملة العسكرية الأخيرة على الضفة الغربية إلى
196 معتقلا حيث تركزت الاعتقالات في القدس المحتلة والخليل ونابلس وبيت لحم وجنين ورام الله والبيرة وطولكرم وقلقيلية وسلفيت وطوباس وأريحا.
ويأتي التصعيد العدواني الإسرائيلي على مدن وقرى الضفة الغربية وقطاع غزة ليؤشر على ترجيح احتمال اندلاع انتفاضة جديدة ردا على تمادي سلطات الاحتلال في القمع والعقاب الجماعي والانتهاكات الاستفزازية غير المقبولة.

إصابة عشرات الفلسطينيين باختناقات باعتداء قوات الاحتلال على إحدى قرى جنين

في هذه الأثناء أصيب عشرات الفلسطينيين اليوم بحالات الاختناق خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي لاحتجاجات اندلعت في قرية برطعة الشرقية جنوب غرب مدينة جنين في الضفة الغربية كما استمرت اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين على الأراضي الفلسطينية وانتهاكاتهم لممتلكات الفلسطينيين في وقت هددت فيه سلطات الاحتلال بهدم منازل الفلسطينيين غرب مدينة الخليل المحتلة.

وذكر عضو مجلس قرية برطعة الشرقية توفيق قبها لوكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية وفا أن قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت القرية فجر اليوم في خطوة استفزازية متزامنة مع موعد السحور ثم تطور الأمر حين أطلقت قوات الاحتلال الأعيرة النارية والقنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع بكثافة ما أدى لإصابة العشرات بحالات اختناق.
من جهة أخرى جرف مستوطنون إسرائيليون أراضي في بلدة تقوع شرق مدينة بيت لحم في الضفة الغربية.
وأكد مدير بلدية تقوع تيسير أبو مفرح أن مجموعة من المستوطنين شقت تحت حماية قوات الاحتلال طرقا التفافية استيطانية في منطقة ظهر الخروبة شرق البلدة تعود ملكيتها لعائلة العمور بهدف توصيل المحمية الطبيعية بمستوطنتي نوكاديم والدافيد مشيرا إلى أن المستوطنين زرعوا أراضي تعود لعائلة الشاعر الفلسطينية قرب البؤرة الاستيطانية رومان.
وكان المستوطنون الاسرائيليون نصبوا يوم أمس بيوتا متنقلة على أراضي أهالي تقوع بمحاذاة البؤرة الاستيطانية المذكورة بهدف توسيع حدودها وتحويلها إلى مستوطنة.
وفي مدينة جنين شمال الضفة الغربية أشعل عشرات المستوطنين من مستوطنتي مابودوتان وحرميش المقامتين على أراضي بلدة يعبد جنوب غرب المدينة الإطارات واعتدوا على ممتلكات الفلسطينيين بمحاذاة البلدة.
وذكر شهود عيان أن المستوطنين الاسرائيليين أشعلوا الإطارات على مفرق قرية كفيرت وبلدة يعبد وفي الأراضي السهلية الزراعية كما مارسوا أعمال العربدة وسط ترديد الشعارات والهتافات العنصرية المعادية للعرب.
وفي خطوات استفزازية سير المستوطنون مركباتهم على طول الشارع الرئيس تحت حراسة وحماية قوات الاحتلال التي نصبت حاجزا عسكريا على مدخل بلدة يعبد الشرقي ومنعت الفلسطينيين من الدخول أو الخروج من وإلى البلدة.
في هذه الأثناء سلمت قوات الاحتلال الإسرائيلي إخطارا بهدم منزل فلسطيني في بلدية اذنا غرب مدينة الخليل بالضفة الغربية وكذلك إخطارين آخرين لوقف البناء تخص ثلاثة فلسطينيين في منطقة خربة الرأس غرب البلدة علما أنها بيوت مأهولة بالسكان منذ سنين ويقطنها ما يزيد على 20 فلسطينيا معظمهم من الأطفال.
وتتعرض بلدة اذنا لهجمة شرسة من قوات الاحتلال التي قامت خلال هذا العام بتسليم عشرات الفلسطينيين اخطارات بهدم المنازل ووقف بنائها وذلك في اطار تهجير الفلسطينيين وفرض أمر واقع عليهم وخاصة بعد بناء جدار الفصل العنصري الذي التهم آلاف الدونمات في المنطقة الغربية والجنوبية الغربية من البلدة.

انظر ايضاً

الخارجية الفنزويلية تؤكد مواصلتها المطالبة بوقف جرائم الإبادة الجماعية في فلسطين

كراكاس-سانا أعلنت وزارة الخارجية الفنزويلية عزم كراكاس مواصلة المطالبة عبر كل المنصات الدولية