S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
موسكو-سانا
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائه نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في الكرملين اليوم أن لروسيا وفرنسا مباعث قلق مشتركة في مجال الأمن بأوروبا.
ونقل موقع روسيا اليوم عن بوتين قوله: “تشارك فرنسا بنشاط في حل القضايا المحورية للأمن الأوروبي وهذا الأمر يخص بما في ذلك الأزمة التي نشبت بعد هجوم جورجيا على أوسيتيا الجنوبية ووضع اتفاقات مينسك ومن ثم تنظيم عمل صيغة النورماندي” مضيفا: “هناك العديد من القضايا التي من الممكن ويجب مناقشتها في الصيغة المباشرة”.
ولفت بوتين إلى أن حجم التبادل التجاري بين روسيا وفرنسا ارتفع على الرغم من جائحة كورونا حيث ازداد خلال الأشهر الـ 11 الأخيرة بنسبة تفوق 70 بالمئة مشيراً إلى استمرار العمل السياسي المشترك على مستويات عدة إضافة إلى تطوير العلاقات في المجال الإنساني.
من جانبه دعا ماكرون الجميع إلى التصرف بمسؤولية فيما يتعلق بالأمن لافتا إلى أن الحوار في هذا الشأن أمر ضروري بما يضمن الأمن والاستقرار في القارة الأوروبية.
وأشار ماكرون إلى ضرورة بحث كل القضايا وخاصة البحث عن رد جماعي مفيد بالنسبة إلى روسيا وأوروبا على حد سواء مبيناً أن مثل هذا الرد يتيح تجنب الحرب وبناء الاستقرار والشفافية والثقة للجميع.
وفي ختام المباحثات عقد الرئيسان مؤتمرا صحفيا مشتركا انتقد فيه بوتين الادعاءات الغربية بشأن “الطابع الخطير” لتحركات قوات بلاده داخل الأراضي الروسية مشيرا إلى أن هذا الحديث لا أساس له.
وقال بوتين: إن الغرب يحاول طمأنة روسيا بالحديث عن طابعه الدفاعي لكن استراتيجيته تصنف موسكو “كخصم” وسبق له أن تدخل عسكريا في عدد من الدول بما فيها العراق وليبيا وأفغانستان”.
وأكد الرئيس الروسي أن المزاعم عن “التصرفات العدوانية” لروسيا غير منطقية لأن الناتو اقترب من الحدود الروسية وليس العكس محذرا من انجرار الدول الأوروبية في حرب مع روسيا في حال انضمام أوكرانيا للناتو وفي حال حاولت هي استعادة السيطرة على القرم بالطرق العسكرية لافتا إلى أن مثل هذه الحرب لن تكون فيها جهة منتصرة.
وأشار بوتين إلى أن الحديث عن انتهاك روسيا لوحدة أراضي أوكرانيا غير صحيح لأن انضمام القرم إلى روسيا تم بعد إسقاط السلطة في أوكرانيا بالقوة وكانت روسيا مضطرة لحماية سكان القرم بعد الانقلاب في أوكرانيا.
وأكد الرئيس الروسي أن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي الناتو تجاهلا مباعث القلق التي عبرت عنها روسيا ضمن مقترحاتها بشأن الضمانات الأمنية.
ورأى بوتين أن سياسة الأبواب المفتوحة للناتو تعتبر تفسيراً حراً لمبدأ الأمن غير القابل للتجزئة من قبل الولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى.
وحول الأزمة في أوكرانيا أشار بوتين إلى أن السلطات الأوكرانية ترفض إمكانية استعادة وحدة أراضي أوكرانيا من خلال الحوار مع دونباس معربا عن قلقه إزاء تمييز الناطقين باللغة الروسية في أوكرانيا وتثبيته في التشريعات الأوكرانية.
وشدد بوتين على عدم وجود بديل لاتفاقيات مينسك للتسوية الأوكرانية بغض النظر عما إذا كانت على قيد الحياة أم لا وعما إذا كانت تروق للقيادة الأوكرانية أم لا مشيراً إلى أنهم في كييف أدلوا بتصريحات متناقضة بشأن التزامهم بها.
كما اعتبر الرئيس الروسي أن عملية ملاحقة الرئيس الأوكراني السابق بيترو بوروشينكو “زائدة عن اللزوم” مشيرا إلى أنه كان يحذره من مثل هذا السيناريو عندما التقيا بصفة الرئيسين وأكد استعداد روسيا لمنح اللجوء السياسي لبوروشينكو في ظل هذا الوضع.
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency
