استعراض العضلات التركية..

اتصفت السياسات التركية في المنطقة عموماً باستعراض العضلات على الجيران… قبرص، اليونان، ارمينيا، سورية… وسورية بشكل خاص… هل أرادت تركيا عبر عدوانيتها على دول الجوار أن تحجز لنفسها في نادي الأقوياء الذي رفضها دوماً؟.

تشعر تركيا أن عضويتها في الناتو «حلف شمال الأطلسي» غير كافية لإعطائها صفة الدولة القوية في المنطقة. الحلف الاستعماري العدواني «النيتو» بدوره لم يفوض تركيا بتمثيله في المنطقة بل على العكس دائماً أشعرها بأنها دولة تحت حماية النيتو وليس العكس، حتى عندما شكلت واجهة له أمام الاتحاد السوفييتي وكانت احد أعمدة حلف بغداد الاستعماري الذي انهار كلياً بعد خروج العراق وايران وغيرهما منه… ولم يبق من يمثل سياسته وأهدافه إلا تركيا تحديداً.‏

ليس نادي الأقوياء عسكرياً وحده الذي يمارس سطوة التفوق على تركيا، رغم قوتها العسكرية التي لا يستهان بها، بل الاقوياء اقتصادياً وتحديداً الاتحاد الاوروبي الذي رفض عضوية تركيا فيه دائماً. فإن راحت تركيا تحسب وتعدّ الغلة من خلال الانتماء المختار من قبلها المرفوض من غيرها والذي حولها إلى تابعة، ستجد أن قيمتها لدى الموقع المشتهى أقل بكثير مما حققته الدول الرافضة للسطوة الغربية مثل ايران.‏

لقد تمنت دول المنطقة دائماً أن تلتفت تركيا إلى ما يمكن أن تحققه مع دول المنطقة من خلال العمل المشترك والتعاون المستمر المستقر. ولعل تجربة العمل المشترك مع سورية في العقد الأول من هذا القرن وصولاً إلى بداية ألأزمة في سورية 2011، تعطي فكرة أولية عن الذي يمكن أن تحققه دول المنطقة بتعاونها الصادق مع بعضها. لكن تركيا وبنزعتها التسلطية على دول المنطقة فضلت أن تستخدم قوتها لتخريب سورية عوضاً عن أن تكون الوفية لاتفاقات وميادين التعاون الخلاق بجد الذي قام بين الدولتين، الذي أوصل الارادة السورية الراغبة في تطوير العلاقات مع تركيا إلى حد اعتبار تركيا الدولة الوحيدة في العالم القادرة على تمثيلها في قضية الحرب والسلم في الشرق الأوسط المرتبطة بالأراضي السورية المحتلة.‏

هدمت تركيا كل ذلك وأخذت المطرقة تدق جسر العمل المشترك من خلال حرابها تنحر الجسد السوري !!! فمن الذي سيصدق أن كل ذلك كان بفعل حرصها على الحقوق السياسية لأبناء الشعب السوري.‏

لم ترض حكومة العدالة والتنمية بذلك كله فصعدت في مواقفها العدائية العدوانية، جاءت بدباباتها وجنودها وعرباتها تنتهك اتفاقية وقعتها مع فرنسا منذ نحو تسعين عاماً يعطي خصوصية لقبر شخصية لها رمزيتها بالنسبة للأتراك. ذهب رئيس حكومة العدالة والتنمية بشخصه يعلن عن « النصر « العسكري الذي حققه أمام تساؤلات العالم والسؤال عن المبرر؟!‏

هذه اتفاقية يفترض أن تُسأل تركيا عن احترامها لتوقيعها عليها ولا بأس أن تكون فرنسا أحد الذين يسألون…! فالتوقيع الثاني على الاتفاقية هو للحكومة الفرنسية… أتراه اردوغان يسعى لتفهيم فرنسا ومن خلالها الاتحاد الاوروبي..من نحن؟!‏

سليمان شاه خرج من الاراضي السورية بإرادة النزعة العدوانية العسكرية للحكومة الاردوغانية… ولن يعود.‏

بقلم: أسعد عبود